الكنيسة: "كورونا" تعرضت للتعذيب.. وهذه قصتها
قال القس بولس حليم، المتحدث الرسمي باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، أن كورونا هي شابة صغيرة تبلغ من العُمر ستة عشر عامًا، وثنية الديانة، مؤكدًا أن الكنيسة تُعيد تذكار استشهادها تزامنًا مع استشهاد القديس بُقطر في 27 برمودة من كل عام قبطي.
وأوضح "حليم" في تصريحات إلى بوابة الفجر، أن هذه الفتاة كانت متزوجة من أحد جنود الرومان في عهد الملك دقلديانوس الذي اضطهد المسيحيين مابين القرن الثالث والرابع الميلاد، حيث لم يمضِ على زواجها سوى أربعة عشر شهرًا.
وأضاف، أنها قد آمنت بالديانة المسيحية خلال تعذيب الشهيد بُقطر، ورأت ملاكين كل منهما يحمل إكليلًا، أحدهما للشهيد بُقطر، فاندفعت هي وأعلنت إيمانها لتفوز بالثاني.
واستطرد: كان الصمت يُخيّم على ساحة الاستشهاد، فالكل حتى غير المؤمنين انسحبت قلوبهم إلى الشهيد بقطر يتفرسون في ملامح وجهه التي حملت روح النصرة، لتعبر عن إيمانه بالله واهب الغلبة، كما صمت الكل ليسمعوا صلاته الجذابة، وسط هذا الصمت الرهيب إذ بصيحة كورونا تهز أركان الساحة بشجاعة مٌعلنة عن إيمانها أن الرب قد فتح عن عينيها لترى السماء المفتوحة والإكليلين النازلين، كانت كمن في سباق تخشى أن يضيع الإكليل الثاني من بين يديها.
وأكمل: استدعاها الوالي وحاول أن يثنيها عن إيمانها ولكنها كانت ثابت، فقالت إلى الوالي "أتظن أيها الوالي إني أفقد هذا الإكليل؟"، فرد عليها قائلًا: "إن جنونك أيتها الصغيرة المسكينة يفقدك مجوهراتك الثمينة وملابسك الفاخرة، بل وحياتك أيضًا! سترين ذلك بعينيك، فكان ردها " إنني أُفضل أن أفقد هذه الأشياء الفانية من ملابس ومجوهرات، أو حتى هذا الجسد، فإن مسيحي سيفيض عليّ بغنى رحمته!".
فإغتاظ الوالي وقال لها "للمرة الثانية، أقول لكِ، انهضي يا امرأة وصلي للآلهة"، لافتًا إلي أن كورونا كانت في منتهى الشجاعة فصرخت في وجهه قائلة: "لا تُحاول إرهابي، فإنني لن أخسر الإكليل السماوي من أجل طاعة أوامرك".
وأضاف، عندما رأها الوالي علي إصرارها بدخولها الي الإيمان المسيحي، فأمر بتقريب شجرتين كانتا قريبتين من المحكمة، ثم قام الجلادون بربط أعضائها في كل من الشجرتين، وعند إعطاء الإشارة تُركت الشجرتان لتأخذا وضعهما الطبيعي، فاحتفظت كل منهما بنصف الشهيدة.