من داخل خط مكافحة الفيروس.. أسرار مواجهة العراق لإنتشار وباء كورونا
لا تزال بغداد تقف على خط المواجهة أمام فيروس كورونا الذي إجتاح العالم، وأسقط العيد من الوفيات والمصابين في مختلف المحافظات العراقية، مع ورود مساعدات طبية من الصين، وأنباء عن تطور المرض في ايران الجارة للعراق.
المساعدات الصينية
"المعدات أغلبها وقائية" بتلك الكلمات وصف الدكتور حيدر معتز محي، الباحث بالدراسات البيولوجية والفيروسات البيئية بالعراق، الأجهزة التي قدمتها الصين كمساعدة للشعب العراقي للتصدي لفيوروس كورونا، مبينًا أن تلك الأجهزة عبارة عن كاميرات حرارية وأجهزة قياس الحرارة وأجهزة فحص مختبري، وهناك تقدم واضح في رصد المرض.
وأكد محيي لـ"الفجر"، أن الصين قامت بتبادل البرات والأجهزة الحديثة والمختبرات وتقديم التوعية والثقافة لمواجهة المرض وقدمت تجربتها التي قامت على أطر تكنولوجية حديثة، مما ساعد في الحد من تفشي المرض وزيادة عدد المستشفين.
وأضاف الباحث بالدراسات البيولوجية والفيروسات البيئية بالعراق، أن العراق سابقا عند تفشي المرض في ايران كانت اجراءاتها غير جدية خاصة الطبية منها، ولكن الأن الفرق الصحية بالمنافذ الحدودية البرية والجوية رفعت درجة الإستعدادات، ودخول الوافد في حجر صحي 14 يوم عند قدومه من بلد حامل للفيروس.
تطور المرض
وبين محيي، أن المرض تطور بشكل سريع في إيران، ولذلك لم يستطيع اي عالم في الجينات لقاح للمرض، مبينًا أنه حسب البحوث حدثت طفرة في الفيروس في إيران، نتيجة عوامل طبيعية مثل ضعف الجهاز المناعي وطقس الهضبة الإيرانيو من ارتفاع وانخفاض درجات الحرارة، مما جعل الفيروس يتخلق من جديد ويتغذى على بروتينات الجهاز التنفسي، حيث يتأثر الفيروس مع وجوده داخل جسم المضيف، مما يؤثر تأثير كبير في تفشي المرض، قي خلايا الجهاز التنفسي.
وأوضح الباحث بالدراسات البيولوجية والفيروسات البيئية بالعراق، أنه يتم معالجة الحالات عبر الحالة السريرية وللمرحلة السريرية للوقت الذي وصلت فيه الحالات، مشيرًا إلى أنه وجه الجهات المعنية باغلاق الحدود مع البلدان الموبوئة لكي لا ينتقل للعراق بصورة سريعة، وهذا الإجراء الوقائي يمثل 90% من العلاج.
وأردف محيي، أن خلية الأزمة قراراتها ايجابية ولكن تعطيل الدوام في المدارس والجامعات يمكنه أن يشل الحياة بالعراق، ولكن تعطيل الدوام 50% وبعض الموظفين لديهم تماس مباشر مع الجمهور قرارات صائبة جدًا.
كيف تكافح بغداد المرض؟
قال جاسب لطيف الحجامي، مدير عام صحة الكرخ، إنه دخلت الي مستشفي الفرات العام عشرات الحالات المشتبه بها، ولم يثبت سوى إصابة ٧ حالات وافدين من ايران، تتراوح أعمارهم ما بين ٢٣ الي ٧٥عام،وتوجد بينهم اعمار كبيرة مثل ٦٥ و٥٨ عام.
وأكد الحجامي لـ"الفجر"، أن بعض الحالات كانت غير مستقرة خاصة كبار السن ولديهم أمراض مزمنة، واحدى الشابات وعمرها ٣٥ سنة كانت قد أجرت عمليات جراحية في إيران كان فيها مضاعافات والتهابات مما فاقم الوضع لديها، ولكن بالخدمات الفندقية والدعم النفسي للمرضى خرج السبع مصابين من المستشفى.
وأضاف مدير عام صحة الكرخ، أن بغداد والكرخ اتخذت إجراءات هامة لمقاومة كورونا ومنها تخصيص مستشفى الفرات العام في حي الجهاد كمستشفى للعزل، وحتى في حال حدوث مضاعفات تجهزت ردهة للتنفس الصناعي، وردهة في مستشفى الكرامة والكرخ للغسيل الكلوي لانه من ضمن المضاعفات المصاحبة لمرض كورونا.
وكشف الحجامي، عن وجود خط ثاني وهو مستشفى الكرخ حال امتلاء مستشفى الفرات بالحالات، وحال اكتشاف حالة إيجابية يتم عزل كل المخالطين لهم وعوائلهم ويتم حجره في مستشفى الكرخ العام، كل الملامسين لم تظهر عليهم علامات للمرض.
خط المواجهة في كركوك
"لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة" بتلك الكلمات وصف محمد نصر، طبيب جراح في مستشفى كركوك العام، وهي المستشفى التي تستقبل عدد من الحالات المصابة، مبينًا أنه في اليوم الواحد الحالات لا تتجاوز اصابع اليد الواحدة الحالات من ٥- ٦ في اليوم.
وأكد نصر لـ"الفجر"، أن تطور المرض سببه أن بعض المرضى في إيران يعانون من انفلونزا عادية يحدث اندماج بين الانفلوانزا العادية والمرض فيصبح سوبر فيروس، وينتشر بشكل اكبر، مشيرًا إلى أنه لم يظهر في العراق أو دول الخليج سوبر فيروس، وأغلب الحالات مستقرة، و90% منها من القادمين من إيران.
وأضاف الطبيب الجراح في مستشفى كركوك العام، وهي المستشفى التي تستقبل عدد من الحالات المصابة، أن المرض لا يحتاج لقرارات أكثر شدة، فمثلًا في حالة وفاة يصعب أن تمنع الناس من العزاء والمعزين، لأنه العرف الاجتماعي الذي شب عليه الناس.
وبين نصر، أنه لايجب القيام بتهويل أو تهوين النظافة والابتعاد عن الاكتظاظ ويكثر من الوقاية وتقوية جهاز المناعة، لعدم انتشار المرض بكثرة.
حظر تجول في كردستان العراق
"نتخذ إجراءات مشددة للتصدي للفيروس" بتلك الكلمات وصف ياسين رسول، ممثل حزب الإتحاد الوطني الكردستاني في القاهرة، مبينًا أن الإقليم فرض حظر التجوال في مدينة السليمانية بسبب وجود أشاص دخلوا بشكل غير شرعي من إيران للإقليم، كما فرض اجراءات مشددة على مداخل ومخارج الإقليم.
وأكد رسول لـ"الفجر"، أن الإقليم محاط بمنطقتين موبوئتين هما العراق الإتحادي وإيران، ولذلك وزارة الصحة بالإقليم رفعت درجة الإستعدادات القصوى، وقامت بفحص الآلاف من المشتبه بهم من المصابين بكورونا، مشيرًا إلى أن الإقليم لم تحدث به سوى حالة وفاة واحدة من جراء المرض.
وأضاف رسول، أن اقليم كردستان وبمساهمة من رجال الأعمال في الإقليم قام ببناء مستشفى خلال 13 يوم من قبل مجموعة من المتبرعين، لمعالجة فيروسي كورونا، وهي تعتبر ثاني أسرع مستشفى بناء بعد التي أقامتها الصين.
إجراءات خلية الأزمة
"تحتاج لعمل أكبر" بتلك الكلمات وصفت هديل علي الحسون، الإعلامية العراقية، أداء خلية الأزمة، مبينة أنه يتوجب عليها ان تغلق جميع المحال خاصة الأسواق الشعبية التي لا تزال مكتظة بالناس، والمناطق الشعبية هي الأكثر عرضة نقلًا للفيروس، عن المطاعم الراقية وغيرها، لأن الناس تحتاج لتوعية وتثقيف بنها
وأكدت الحسون لـ"الفجر"، أنه لا تعمل خلية الأزمة وحدها بل الإتحادات والنقابات، وإتحاد تجار العراق، ونقابة المحامين، من أجل تحجيم مرض كورونا، وكل محافظة أغلقت على نفسها ومنعت التجوال من المحافظات الأرى.
وأضافت الإعلامية العراقية، لمستلزمات الطبية والكمامات، يقال أنها ستساعد ولكن لا يو جد شيئ على الأرض، فهناك فقط كوادر طبية صينية لتدريب الأطباء العراقيين.
بينما كشف بناء الحبوبي، مدير الإعلام في دائرة التشغيل والقروض في النجف الاشرف التابعة لوزارة العمل والتشغيل العراقية، عن عدد من التوصيات التي أعلنتها دائرة التوعية والاعلام البيئي في وزارة الصحة والبيئة، ومنها أن يلزم ان تلزم الأسرة العراقية طوال الوقت كي تحفظ نفسها من العدوى، الابتعاد قدر الامكان عن الاختلاط والتواجد في الاماكن العامة المزدحمة بالسكان.
واكد الحبوبي لـ"الفجر"، أنه يجب على الأسرة العراقية ان ترُشح أحد افرادها للقيام باعمال التسوق او التبضع شرط ان يمتلك اعلى درجات الوعي والسلوك الوقائي من الاصابة وتنظيم حياة الاسرة بهذه الطريقة لحين تفادي الازمة، والتزام العاملين في المهن المسيرة لقطاع الحياة في مؤسسات الدولة أو القطاع الخاص بكامل شروط الوقاية لتفادي العدوى من الفيروس.