محمد مسعود يكتب: البلاء.. والوباء!
كانت السنة السوداء التى قضتها جماعة الإخوان فى حكم مصر، أشبه ببلاء أنزله الله على هذا الوطن، ليذوق صنوف عذابهم، ويتجرع مآسى جشعهم، وسيطرتهم على السلطة لأمد، تمنوا، بل وأعلنوا أنه سيظل خمسمائة عام.
وبرحيلهم عن حكم مصر غير مأسوف عليهم، عملت الأذرع الداعمة من دول وجماعات ومؤسسات للنيل من هذا البلد، وانتهج الإخوان سلاح الشائعات، ليضربوا أمن واستقرار المجتمع، وهو شكل من أشكال الإرهاب الذى يحض على الخوف، وعدم الشعور بالأمن والاطمئنان.
وجاءت فرصتهم على طبق من فضة، عندما حاولت جماعة « البلاء»، فى استغلال فيروس كورونا لتشغيل ماكينة الشائعات، وزعزعة ثقة المصريين فى الحكومة وأصحاب القرار.. ووصف هذا الفيروس بأنه «وباء» سيقضى على مصر والمصريين، حتى وإن كانت الحالات قليلة.. ولا تدعو للشعور بالخطر، وحتى إن كان هناك من تعافى بالفعل.. وحتى إن كانت الأمور لم تخرج عن نطاق السيطرة.
أنكروا كل ذلك ليبقى هاجس الخوف من الحاضر، وتوقع مصيبة فى المستقبل القريب، وهو منهج منظم يعتمد على حالة المجتمع الممهد لنشر الشائعة وتصديقها والعيش فى خطر واقعها!! بعض المصريين يصدق كل شىء، دون الرجوع لمنطق، ودون استبيان الحقيقة، لكن أغلب الظن – وليس كل الظن إثم – أن أزمة كورونا ستمر، وبأقل الخسائر، وسيبحث المضللون عن وسيلة جديدة لبث الرعب فى نفوس المصريين الذين آن لهم ألا يحمّلوا الأمور حجما يفوق حجمها.
فكل ما علينا فعله هو تطبيق الإجراءات الاحترازية ومساعدة الحكومة فى مهمتها بالقضاء على هذا الفيروس أو على الأقل مكافحته لحين تصنيع مصل يقضى عليه تماما ونهائيا.
1- إنسانية النقيب
يوما بعد يوم يزيد رصيد محبة أشرف زكى، نقيب الممثلين ورئيس أكاديمية الفنون فى قلوب المصريين، فبعد المجهود الكبير الذى بذله لاستخراج تصريح دفن الفنان الشاب هيثم أحمد زكى، الذى ضرب به كل الأمثلة فى التفانى، ولعب دور الأب المسئول علنا ودون رياء أمام الجميع، وهو دور لم يتصنعه أشرف الذى لم يترك ممثلا يحتاجه، لم يترك واجب عزاء أو زيارة لأحد المستشفيات لفنان مريض.
والحقيقة أن أشرف زكى هو النقيب كما ينبغى أن يكون، فبخلاف دماثة أخلاقه، فهو صاحب رؤية ومشروع طموح، أقول ذلك لمعرفتى الشخصية به منذ أن كان رجلا ثانيا فى نقابة المهن التمثيلية بجوار الأستاذ الفنان يوسف شعبان، لدرجة جعلت من أشرف يشرب ويتشرب من العمل النقابى الذى تسبب فى نشوب خلافات عائلية بينه وبين زوجته الفنانة روجينا التى شعرت فى بعض الأوقات أنه يحب النقابة أكثر منها!!
وبعد موقفه المشرف أثناء وفاة هيثم أحمد زكى، جاء أشرف ليضيف إلى رصيده رصيدا جديدا بعد واقعة دس السم لكلاب أرض أكاديمية الفنون، وهو أمر لم يرق للنقيب ورئيس الأكاديمية الذى أمر بالتعامل برحمة مع ما تبقى منها، وأمر بإجراء تحقيق فورى فى الواقعة ومعاقبة المسئول عنها، وهى إجراءات امتصت غضبة طلاب أكاديمية الفنون تماما.
2- لصوص الكبرياء
منذ أسابيع ليست بعيدة كتبت فى الصفحة نفسها وفى المساحة ذاتها مقالا بعنوان «لصوص الكبرياء»، هاجمت فيه المهندس أشرف رشاد رئيس حزب «مستقبل وطن» بعد واقعة تصوير المصريين أثناء حصولهم على بطاطين الشتاء، فى واقعة نظمها الحزب الذى كان يرأسه منذ أيام المهندس أشرف رشاد، وبات أثناء كتابة هذه السطور رجلا ثانيا، ويعلم الله حتى يحين موعد الطبع فى أى منصب سيكون.
قرار الإطاحة بأشرف رشاد من رئاسة الحزب، هو أفضل قرارات الحزب على الإطلاق، بعد أن حمى البسطاء من البرد، وسترهم دفئا.. لكنه كشف عورات فقرهم أمام الجميع.. وهو حدث لو تعلمون عظيم.