أحمد شوبير يكتب: الأيام الأخيرة

الفجر الرياضي



ليس لدى شك من أن المالاجشى أحمد أحمد رئيس الاتحاد الإفريقى لكرة القدم باتت أيامه معدودة بعد أن تم إحكام الحصار حوله من الجميع خصوصا انفانتينو رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم والذى أعلن صراحة أن لا أحد سيفلت من العقاب وأن التحقيقات مستمرة بخصوص الفساد المنتشر فى أرجاء الاتحاد الإفريقى وذلك بعد أن تم تسريب وثائق التحقيق من قبل إحدى الشركات الكبرى والتى تم تكليفها من قبل الفيفا بالتحقيق ورفع تقرير للاتحاد الدولى لاتخاذ الإجراءات المناسبة ضد كل من هو فاسد داخل هذه المنظومة والتى يبدو أن حظها أصبح قليلا للغاية فما أن صدقنا رحيل عيسى حياتو عن هذه المنظومة بعد ما يقرب من 30 عاما كاملة قضاها داخلها حتى أصبح المتحكم الأول فى كل ما يخص الكرة الإفريقية وزرع كل أعوانه فى كل اللجان والهيئات داخل الكاف وظل لسنوات طويلة آمرا ناهيا لكل صغيرة وكبيرة داخل الكاف إلى أن تفجرت فضيحة حقوق البث للبطولات الإفريقية ورفضه مناقشة أية عروض غير عرض قناة Bein Spott فى تحد واضح للجميع بل إنه تجاوز كل الأعراف وجدد الحقوق لمدة 12 عاما كاملة وهو ما أثار عليه الجميع ولكنه ظن أن مقاليد الأمور كلها بيده حتى جاء الشخص الأضعف ليفوز بمقعد الرئاسة فى زلزال إفريقى بالكاف ولكن وعلى الرغم من كل مساوئ حياتو إلا أنه يحسب له وبشدة أنه حافظ على استقلالية الاتحاد الإفريقى ولم يسمح لبلاتر الإمبراطور السابق للفيفا بأن يتدخل مطلقا فى الاتحاد الإفريقى وحتى بعد أن تجرأ حياتو وترشح رئيسا للاتحاد الدولى أمام بلاتر وساءت العلاقة بينهما تماما إلا أن قوة حياتو وسيطرته الكاملة على الكاف لم تسمح لبلاتر أو بلاتينى رئيس الاتحاد الأوروبى (الويفا) فى ذلك الوقت بالتدخل مطلقا وكان قرار الكاف دائما من رأسه ولكن فى رأيى أن حياتو كان محظوظا بوجود شخص محنك وخبير مثل مصطفى مراد فهمى بجواره حيث ظل فهمى فى منصبه سنوات طويلة استطاع فيها أن يدير الأمور ببراعة ومهارة شديدة للغاية ونجح فى التصدى لأزمات عديدة بفضل ذكائه وعلاقاته الرائعة مع الجميع دوليا وإفريقيا فنجح تقريبا فى كل المهام التى أوكلت إليه ولعل بداية هبوط أسهم حياتو فى الاتحاد الإفريقى بدأت مع رحيل فهمى الأب إلى الاتحاد الدولى رئيسا للجنة المسابقات هناك واعتمد وقتها على شخص قليل الخبرة ليس له باع كبير فى خبايا ودروب الكرة الإفريقية فكانت بداية السقوط المدوى له وهو ما حاول خليفته أحمد أحمد أن يتداركه فاستعان بالراحل عمرو مصطفى فهمى كسكرتير للكاف وكانت المفاجأة فى الأداء المبهر لعمرو فى هذا المنصب ولعل خبرة والده الكبيرة هى التى ساعدته دون شك فى النجاح السريع ولكن يبدو أن عمرو فهمى قد اكتشف سريعا كل أبواب الفساد داخل الاتحاد الإفريقى فأراد أن يتصدى لها مبكرا ناصحا رئيس الكاف نفسه ظنا منه أن الرجل لا يعلم ما يدور داخل الكواليس ولكن كانت المفاجأة أن كل شىء يتم بعلم الرجل فصمم على إبعاده من منصبه، والغريب أن أحد من المصريين والذين جاءوا جميعهم برعاية مصطفى مردا فهمى لم يتحرك أحدًا منهم لمساندة عمرو فهمى بل العكس هو الصحيح فقد ساندوا أحمد أحمد فى مهمته وأجهزوا على عمرو والذى لم يستمع إلى بعض النصائح المفروضة بأن يغمض عينيه ويسد أذنيه وسوف ينال مكافآت لا حصر لها وبدأ مشوارا طويلا وكبيرا فى كشف الفساد داخل الاتحاد الإفريقى وبدأت أولى ثماره تظهر عندما تم القبض على رئيس الكاف فى فرنسا وخضع للتحقيق أكثر من مرة ومازالت التحقيقات مستمرة وبدا قريبًا أن حملة عمرو فهمى ضد الفساد باتت قريبة من النجاح إلا أن القدر كان أسرع من الجميع فاختاره إلى جواره بعد صراع مع المرض أنهك جسده الضعيف خصوصًا مع مرارة شديدة من أحد الذين كان لوالده الفضل الأكبر فى وجوده أصلاً على الساحة الكروية الإفريقية وبعدها الدولية وكانت مرارته شديدة جدًا وكان يتعجب هو ووالده من هذا الجحود وظلت المرارة فى حلقه حتى انتقل إلى جوار ربه ولكن الآن باتت الأمور واضحة لأن أحمد أحمد يعيش أيامه الأخيرة ويقينى أنه لن يخرج من هذه الأزمة سالمًا أبدًا وسيجر معه كثيرين جدًا وقد تكون هى البداية الحقيقة لإصلاح الكاف لو أراد السيد أنفانتينو ورجاله ذلك من أجل عودة الكرة الإفريقية من جديد إلى الساحة العالمية كقوة كروية وتنظيمية هائلة يخشاها الجميع والأيام بيننا.