"يجول يصنع خير".. تعرف على الأسقف الذي تحدى العواصف ليصنع رحمة مع المُشردين

أقباط وكنائس

بوابة الفجر


يتفقد الذين ليس لهم أحد أن يذكرهم، هذه الآية التي أوصي بها السيد المسيح في الكتاب المقدس، حيث أوصى بصناعة الرحمة مع المُحتاجين والمساكين وللذين ليس لهم مأوى، ورغم الظروف الطقسية الصعبة التي تشهدها البلاد؛ إلا أن الأنبا مكاريوس، الأسقف العام لإيبارشية المنيا وأبو قرقاص لم يُهابها؛ فأطلق نيافته، عصر اليوم دعوة لمن يرغب للنزول إلى الشوارع في هذه الظروف والأجواء الطقسية الصعبة لمساعدة الذين بلا مأوى.

ونزل نيافته إلى شوارع المدينة، لتشجيع المتواجدين على الأرصفة وتحت الكباري، وتوزيع الأغطية والطعام والفاكهة ومبالغ نقدية. 

وكما التقى نيافته أثناء جولته مع محمد سيد، رئيس مجلس المدينة، وفريق العمل المرافق له، والذين كانوا متواجدين طوال اليوم، لمتابعة مياة الأمطار وبقية المرافق.

وقام كذلك العديد من الخدام في مناطق متعددة بجولات تفقدية، تلبية للنداء الذي أطلقته المطرانية اليوم.

ووزع أسقف الرحمة؛ الطعام والشراب والبطاطين؛ بنفسه علي المحتاجين والفقراء والمتشردين في الشوارع، وذلك بسبب أحوال الطقس السيئة التي تمر بها البلاد.

وقرر الأسقف العام؛ بفتح أبواب جميع الكنائس أمام المتشردين والفقراء للذين ليس لهم مأوى؛ بسبب طقس الأحوال السيئة التي تشهدها البلاد.

وشدد «مكاريوس»، في بيان له، اليوم الخميس، علي كل الخدام والأقباط لكل من له رأفه عليه الخروج الي الشوارع والأرصفة والازقة وأسفل الكباري، ليقدم مايستطيع نحو هؤلاء من العون للذين ليس لهم أحد يذكرهم.

ونوه الأسقف العام، الي جميع الأقباط بأن يُشاركوا إخواتهم وأن يتركون عنهم الدفئ اللذين ينعمون به وحدهم؛ مشيرًا إلى الاية التي تقول « في كل ضيقهم تضايق (أشعيا ٦٣: ٩).

وأوصى الانبا مكاريوس باقديم لمسة محبة الي هؤلاء سواء بالمال أو الطعام أو الغطاء أو بالمواساة أو بكلمات التشجيع؛ لافتًا إلى أن الله ليس بظالم أن ينسى تعبكم. 

كما قرر نيافته؛ بتعليق التربية الكنيسة؛ ومدارس الأحد؛ نظرًا لظروف حالة الطقس السئ.

وشدد أسقف عام المنيا علي الكهنة في جميع الكنائس بضرورة إلغاء كافة الإجتماعات حتي مساء السبت المقبل في جميع القرى والنجوع، علي أن تُقام صلوات القداسات في مواعيدها المقررة.

وأضاف مكاريوس في بيانه، أن الكنائس تفتح ابوابها لصلاة القداسات فقط علي أن يقتصر علي المُصليين من السُكان القريبة ومن اللذين يستطعون الحضور الي الكنائس، حتي لا تتوقف تقديم الذبائح في الكنائس.

وفي نفس السياق؛ قرر الأنبا بسنتي، أسقف إيبارشية حلوان والمعصرة للأقباط الأرثوذكس، اليوم الخميس، فتح أبواب جميع كنائس الإيبارشية لاستقبال المتشردين من المسيحيين والمسلمين دون تميز.

وقال إسحق غالي، سكرتير الانبا بسنتي، أسقف حلوان، إن الأنبا بسنتي قد قرر استقبال كافة المواطنين الذين بلا مأوى منذ الأمس نظرا للظروف الجوية.

وأضاف غالي، في تصريحات صحفية، اليوم، أن الأنبا بسنتي قد شدد على جميع الخدام المتطوعين لمساعدة المواطنين على عدم التقاط أي صورة لهم، مشيرا إلي الاية المقدسة التي تقول "لِكَيْ تَكُونَ صَدَقَتُكَ فِي الْخَفَاءِ. فَأَبُوكَ الَّذِي يَرَى فِي الْخَفَاءِ هُوَ يُجَازِيكَ عَلاَنِيَةً".

ولفت سكرتير إيبارشية حلوان والمعصرة، إلى أن القرار يعد لمسة إنسانية من جانب الأنبا بستني، قائلا: "سيدنا قال مينفعش يكون ولادنا في الشوارع ومنحتضنهمش في الجو دا".

وأوضح أن الكنيسة استقبلت حالات كثيرة، فضلًا عن نزول الخدام الي الشوارع لجلب جميع المتشردين الذين يحتاجون الي مأوى بسبب سوء حالة الطقس السيئة التي تتعرض لها البلاد.