كيري يضع اللمسات الأخيرة على فريقه وليبرمان يستبعد استئناف مفاوضات السلام
يعكف وزير الخارجية الأميركي جون كيري حاليا على وضع اللمسات الأخيرة على فريقه الذي سيشرف على مفاوضات السلام في الشرق الأوسط ويتعامل مع أعبائها يوما بيوم، بحسب ما اعلن مسؤول أميركي.
ولم تؤكد المتحدثة باسم الخارجية الاميركية جين بساكي ولم تنف معلومات عن ان السفير الأميركي السابق في اسرائيل مارتين انديك اختير لقيادة فريق التفاوض الأميركي.
جاء ذلك فيما يستعد كبيرا مفاوضي الإسرائيليين تسيبي ليفني والفلسطينيين صائب عريقات للتوجه الى واشنطن في الأيام المقبلة لبدء المفاوضات.
وصرحت بساكي للصحافيين امس بأن «هذه المرة الأولى التي يتفق فيها المفاوضون الرسميون من الطرفين علنا على اللقاء على هذا المستوى». لكنها لم تحدد موعدا لاستئناف المحادثات، مؤكدة ان المسؤولين الأميركيين «على اتصال مع الطرفين في اليومين الأخيرين، لكن ليست هناك معلومات حول التاريخ بعد».
وأضافت «الآن نواصل المضي قدما، تم بذل الكثير من العمل والتجمعات والتضحيات حتى الآن»، لكنها شددت على انها ستحترم التزام كيري بإبقاء تفاصيل المحادثات سرية لإعطائها افضل فرص للنجاح.
وأوضحت ان كيري يركز حاليا «على جمع افضل تركيبة للاعبين للعمل مع الأطراف»، مضيفة انه لم يتخذ أي قرار حول مفاوض او مبعوث بعد.
وقالت بساكي ان المحادثات «ستكون عملية مليئة بالتحديات ولا يمكن ان يقودها (كيري) وحده كل يوم بيومه، لذلك نسعى الى تشكيل فريق مفاوضين».
وتابعت المتحدثة الأميريكية ان الإسرائيليين والفلسطينيين «أوضحوا انهم يريدون بدء المفاوضات في أسرع وقت»، مرجحة ان تتم اولا مناقشة جدول الأعمال والآلية قبل تطرق الطرفين الى النقاط الشائكة التي مازالا على خلاف كبير حيالها، فيما اكد المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارني ان الادارة الاميركية تشعر «بتفاؤل حذر جدا» بخصوص المحادثات، مشددا على ان الطريقة الوحيدة «لحل هذه المشاكل هي جلوس الطرفين وجها لوجه الى طاولة مفاوضات».
من جانبه، اكد الرئيس الأميركي السابق جيمي كارتر الذي اشرف على اتفاق السلام في كامب ديفيد في 1979 بين اسرائيل ومصر انه اكثر تفاؤلا مما كان عليه قبل شهر، او 5 سنوات بخصوص إحراز تقدم.
وقال في مؤتمر في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي «يبدو لنا ان الوقت مناسب لأنه منذ 5 سنوات لم يبرز اي مجهود حقيقي لجمع الطرفين».
وتابع بالقول «لا احد يعرف ما سيحدث. قد يجتمعون مرة اولى ويرجئون اللقاءات، لكن اعتقد ان هناك ضغوطا من الشعبين الفلسطيني والاسرائيلي لحل هذه القضية».
الى ذلك، اعلن رئيس لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست، أفيغدور ليبرمان، إن استئناف المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، الذي أعلن عنه وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، ليس مؤكدا واعتبر أن الحل يكمن في اتفاق مرحلي طويل الأمد.
وقال ليبرمان للإذاعة العامة الإسرائيلية امس «ليس مؤكدا أبدا أن يتم استئناف المفاوضات مع الفلسطينيين»، وأشار إلى أنه خلال اللقاء المتوقع عقده في واشنطن بين ممثلين عن الجانبين ستجري محاولة تحديد أجندة المحادثات.
واعتبر ليبرمان أن «الحل العملي الوحيد مع الفلسطينيين هو اتفاق مرحلي طويل الأمد»، ورأى أنه «حتى لو وافقت إسرائيل على الانسحاب إلى حدود العام 1967 وتقسيم القدس فإن الفلسطينيين لن يروا بذلك نهاية للصراع».
وشكك ليبرمان بوجود حاجة لطرح اتفاق محتمل مع الفلسطينيين في استفتاء شعبي في إسرائيل، مشيرا إلى أن «هذه الوسيلة ليست متبعة في إسرائيل».
وأوضح ليبرمان سبب معارضته لإجراء استفتاء بأن «اتفاقا كهذا سيحظى بتأييد الشعب بسبب غسيل الدماغ الذي تقوم به وسائل الإعلام».
وفي سياق آخر، ابلغت سلطات الاحتلال الإسرائيلي امس مديرية أوقاف الخليل نيتها بإغلاق الحرم الإبراهيمي بالكامل أمام المصلين المسلمين ليلة القدر في أواخر شهر رمضان المبارك.
وصرح مدير عام مديرية أوقاف الخليل تيسير أبو سنينة، بأن سلطات الاحتلال ستغلق الحرم الإبراهيمي بالكامل في وجه المصلين المسلمين، وستستبيح ساحاته للمستوطنين في الخامس من أغسطس المقبل بحجة عيد الأول من سبتمبر الخاص باليهود. جاء ذلك فيما اقتحم الجيش الإسرائيلي مدينتي نابلس والخليل بالضفة الغربية واعتقل 3 فلسطينيين وأصاب عددا آخر بجروح.