"العليا للأخوة الإنسانية" تتضامن مع ضحايا "كورونا" وتؤكد: الوباء عدو للبشرية جمعاء
تفاعل أعضاء اللجنة العليا للأخوة الإنسانية مع الأزمة التي يشهدها العالم جراء انتشار فيروس كورونا، وتسبب في وفاة آلاف الأشخاص حتى الآن، إضافة إلى تعرض البعض للتنمر والتمييز العرقي بسبب "كورونا"، خاصة مواطني الدول التي شهدت ظهور الحالات الأولى للفيروس.
وقال عضو اللجنة العليا للأخوة الإنسانية، الكاردينال ميجيل أنخيل أيوسو جيكسوت، رئيس المجلس البابوي للحوار بين الأديان بالكرسي الرسولي: "على الرغم من القلق بشأن الانتشار السريع لـكورونا في إيطاليا وغيرها، إلا أننا رأينا هذا القدر من التضامن الإنساني في وقت الأزمة، وكيف يمكن أن يؤدي الإعلام دوره الإيجابي في مساندة المتضررين، ونشر التوعية بالعادات الصحية السليمة، لاحظنا أيضًا رغبة الجميع في إيجاد حل لهذه الأزمة في أقرب وقت ممكن، آمل أن نرى العالم يهزم هذه الوباء قريبًا".
وأوضح محمد خليفة المبارك عضو اللجنة، رئيس دائرة السياحة والثقافة في أبوظبي، أن العالم ربما يواجه واحدة من أقوى الأزمات بسبب " كورونا"، لكنها ليست الأولى، فقد واجهت الإنسانية الكثير قبلها، ويبقى السؤال الأهم: هل سنتمكن من الانتصار على كورونا؟، مضيفًا: "على الرغم من حالة الهلع والذعر التي تسبب فيها هذا الفيروس، إلا أننا قادرون على هزيمته، لكن قدرتنا على هزيمته مرتبطة بقدرتنا على التعامل الإنساني بيننا، والوقوف بقوة إلى جانب المرضى ودعمهم حتى شفاء آخر واحد منهم".
وصرح الدكتور سلطان الرميثي، عضو اللجنة، والأمين العام لمجلس حكماء المسلمين، بأن السنوات الماضية بذلت جهودً كبيرة من أجل نشر قيم الإخاء والتسامح، وحان الوقت لكي نختبر قوة هذه القيم في ظل هذه المحنة الإنسانية، ففي الوقت الذي يخوض فيها العالم معركة صحية مع "كورونا"، تدور معركة أقوى بيننا وبين هذا العدو المشترك للإنسانية، إنها معركة القيم الأخلاقية، فإما أن ننتصر بقيمنا وإما أن ينتصر كورونا بتخلينا عن هذه القيم.
ودعا المستشار محمد عبدالسلام، الأمين العام للجنة العليا للأخوة الإنسانية، إلى أن يتكاتف الجميع من أجل مجابهة هذا الوباء الذي بات يهدد حياة آلاف البشر، ويؤثر على اقتصاديات العالم، ويعيق الحياة الطبيعية للإنسان، قائلًا: "الإجراءات الوقائية مهمة لمنع انتشار هذا المرض، إلا أننا يجب أن لا نغض الطرف عن التمييز العنصري ضد الشعوب التي واجهت كورونا في بداياته الأولى، فهذا هو أخطر مرض قد يهدد القيم والأخلاقيات الإنسانية، والأخوة الإنسانية هي الإجراء الوقائي الذي سيقهر داء الازدراء والكراهية والتمييز".
وعبرت إيرينا بوكوفا، عضو اللجة، والأمين العام السابق لليونسكو عن حزنها للمعاناة التي تسبب بها "كوفيد19" للكثير من البشر في عدة مناطق، موضحة أن هذا التهديد المشترك يتطلب مضاعفة الجهود المشتركة للتمكن من تجاوز الأمر.
وقال الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس جامعة الأزهر: "على الرغم من صعوبة الأزمة التي يواجهها العالم إلا أن "كورونا" كشف لنا وحدة مصيرنا كبشر، نثق أن الله سيساعدنا على تجاوز هذا الخطر، إلا أننا يجب أن نتذكر كيف أن هذا الفيروس عندما استهدف الإنسانية لم يفرق بين شعب وآخر، ولم يصب أبناء دين دون غيرهم، لذلك يجب علينا ونحن نمد يد العون ألا نفرق بين البشر على أساس لونهم أو دينهم أو عرقهم".
وقال المونسينيور يوأنس لحظي، عضو اللجنة والسكرتير الشخصي لقداسة البابا فرنسيس- بابا الفاتيكان-: "يمكننا أن نتحدث كثيرًا عن الأخوة الإنسانية والمحبة، ولكن الأخوة الصادقة تظهر وقت الأزمات، في مثل هذه الأوقات التي يواجه فيها كل العالم خطرًا يعبر الحدود ولا يفرق بين إنسان وآخر، هنا تتجسد قيم الأخوة في تماسكنا ومساندتنا لمرضى كورونا وعملنا على تخفيف آلامهم ومعاناتهم".
فيما أبدى عضو اللجنة، الكاتب الإماراتي ياسر حارب حزنه بسبب المعاناة التي تسبب بها كورونا لآلاف المرضى والضحايا الذي يفقدون أرواحهم كل يوم بسببه، وفي ذات الوقت من حالات التنمر التي تعرض لها البعض بسبب كورونا متسائلًا: أيهما أشد ألمًا علينا، هل هي تلك الأرواح التي نفقدها كل يوم بسبب كورونا؟ أم هذه الإنسانية التي تقتل بالتمييز والتنمر ضد مواطني الشعوب التي شهدت الإصابات الأولى لكورونا؟ كلاهما يقتلنا، لكن عندما يكون القتل بأيدينا يتضاعف الألم.
وعقب عضو اللجنة، الحاخام بروس لوستيج، كبير حاخامات المجمع العبري في واشنطن على الأزمة قائلًا: :أزمة "كوفيد19" أثرت على مجتمعنا العالمي، ونحن في حاجة إلى رسائل الأمل، وفي حاجة إلى أن نصلي لله من أجل البشرية، هذه الأزمة تعلمنا أننا جميعًا عائلة إنسانية واحدة وأن الحفاظ على سلامة هذه العائلة مسؤولية الجميع".