عالمة وملكة وفنانة.. تعرف على وضع المرأة المصرية في العصور الوسطى
المرأة شريكة الرجل في بناء الحضارات منذ فجر التاريخ، وإن كانت تلك الشراكة واضحة في بلد ما أو في حضارة ما فهي واضحة أشد الوضوح في مصر منذ عصورها القديمة ومرورًا بعصورها الوسيطة وحتى العصر الحديث، وحول دور المرأة في عصور مصر الوسطى أو المشهورة بالعصور الإسلامية يحدثنا شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز لدين الله الفاطمي عبر التقرير التالي.
يقول فوزي في تصريحات خاصة إلى الفجر، إن الكثيرين يعتقدون خطأ أن المرأة المصرية فى عصورنا الوسطى أو العصور الإسلامية كانت لا قيمة لها أو لا دور وهو خطأ فادح، حيث أن الدين الإسلامي أعطى المرأة حقوقها، كما أن طبيعة الشعب المصري منذ فجر التاريخ تقدر المرأة ودروها الفعال في المجتمع، فكان لها دور أساسي فى أسرتها ومجتمعها عكس قريناتها بأوروبا في نفس العصور الوسطى أو حتى القديمة.
المرأة تاجرة وراعية اجتماعية
وأشار فوزي إلى أن أننا إذا ما نظرنا إلى المرأة المصرية نجد أنها مارست التجارة والعمل الاجتماعي والسياسية والفن مثل الرجل تمامًا، ففي مجال التجارة نجد لدينا سيدات أعمال في العصر المملوكي إحداهن لديها آلاف الجرار النحاسية تقوم بإيجارها مما أدر عليها دخلًا كبير.
كما نجد في نفس العصر من السيدات من أسسن منشآت تجارية مثل أم السلطان شعبان، ولدينا من نساء هذا العصر من أدرن منشآت اجتماعية كالأربطة مثال رباط البغدادية وكان يقع في الدرب الأصفر، وخُصص لرعاية شئون الأرامل والمطلقات من كافة الجوانب.
المرأة مستشارة سياسية
وأضاف فوزي أنه في العصر الفاطمي نجد ست الملك أخت الحاكم بأمر الله والتي كانت المستشارة الأمينة لوالدها الخليفة العزيز ثم لأخيها من بعده قبل أن يغضب عليها، ثم بعد موته أدارت شئون الحكم نيابة عن ابنه الصغير الخليفة الظاهر حتى توفت وقد عرف عنها قوة العقل والشخصية.
المرأة ملكة في العصر الإسلامي
وتابع: فى العصر المملوكي لا ننسى دور شجر الدر العظيم أثناء حملة لويس التاسع على دمياط والمنصورة وإخفاء خبر وفاة زوجها السلطان الصالح نجم الدين أيوب حتى لا يرتبك الجيش المصري وتحقق النصر.
كما أنها أنشأت قبة الصالح نجم الدين فى شارع المعز وكذلك قبتها الضريحية في شارع الأشراف بمنطقة الخليفة، وحكمت مصر ٨٠ يومًا حيث يعتبرها بعض المؤرخين أول حكام مصر المملوكية.
كما كان لزوجات سلاطين المماليك أدوارًا هامة في أمور الحكم ومنهن خوند أشلون أم الناصر محمد بن قلاوون، وكذلك زوجة السلطان قلاوون، وكذا أم السلطان شعبان، وزوجة السلطان إينال.
المرأة فنانة
وقال شريف فوزي المنسق العام لشارع المعز لدين الله الفاطمي، إننا في مجال الفن نجد الكثير من المغنيات الشهيرات مثل المغنية بياض والتي سميت فيما بعد "قومة وضاربة العود السمراء الحبشية اتفاق"، والتي تزوجها أكثر من سلطان مملوكي من أسرة السلطان قلاوون.
كذلك عرف العصر المملوكي الخزافات أو صانعات الخزف، فكان منهن فنانات صاحبات التصاميم المبدعة، ومنهن صاحبات المصانع التي تنتج الخزف مثل قطيطه وخديجة ومصر ونرجس وسنبلة.
كما امتهنت النساء عدد من المهن التي تتعلق بالمرأة فى عصور مصر الوسطى، مثل عاملات الحمامات فكان منهن الماشطة والبلانة وهن المسئولات عن تجميل المرأة وتزيينها مثل الكوافيرات والنوادي الصحية حاليًا.
1000 عالمة
وأضاف فوزي أن دور المرأة لم يقتصر على تلك المهن فقط بل تعداها إلى المهن العلمية المتخصصة فنجد أن السخاوي بكتابه الضوء اللامع أرخ لأكثر من ١٠٠٠ امرأة وكان منهن صوفيات ومحدثات في علم الحديث الشريف.
المرأة حرة في اختيار زوجها
وأضاف فوزي إلى أن من أكبر الافتراءات على المرأة بالعصور الوسطى أنها كانت مجبرة على الزواج دائمًا، إلا أن الحقيقة عكس ذلك ففي أغلب الأحوال كانت الفتاة تختار شريك حياتها بحرية، وكانت تصر عليه حتى تتزوجه.