نائب رئيس جامعة الأزهر: الرسالات السماوية تحقق الكمال العقلي للإنسان
قال الدكتور يوسف عامر، نائب رئيس جامعة الأزهر لشئون التعليم والطلاب: إن الله تعالى خلق الإنسان وكرمه تكريما عظيما، وجعله في أحسن صوره، ثم أراد أن يكمل هذا التجميل ببناء روحه وسموها فأرسل الرسل والأنبياء وأنزل الكتب لتزكيته ورفعة مكانته.
وأضاف أن الإنسان مخلوق له خصوصية كاملة أراد الله له الكمال الجسمي والعقلي حتى يقوم بأداء مهمته في عمارةِ الكون والحياة لأنه خليفة الله في الأرض.
وتابع خلال مؤتمر بناء الإنسان بين الوقع والمأمول والذي عقدته كلية أصول الدين بجامعة الأزهر، اليوم السبت، أن الشريعة الإسلامية أكدت أربع ركائز لبناء الإنسان، أولها الإيمان وهو الذي يحقق الفهم العميق، والإدراك الكامل لطبيعة الكون والحياة، والإيمان بوجود إله واحد يهيمن على هذا الكون بأكمله، لأنه خالقه ومصوره.
وأوضح أن الإيمان أيضا يساعد على المعرفة والحكمة التي من أجلها خلقه الله، وهي العبودية الكاملة له تعالى التي تضمن له التوازن النفسي والجسماني.
وتابع أن الإيمان بالله يجعل الإنسان يراقب ضميره، ويحاسب نفسه، ويحافظ عليها من تسلط شهواتها وغرائزها، فيجتهد في تحصيل الكمالات النفسية.
وأورد أن الركيزة الثانية، الشريعة، وهي عامل مهم في بناء الإنسان وتزكيته، فقد جاء الإسلام بعدد من التكاليف الشرعية والأوامر والنواهي، وكان الهدف التربوي والتزكوي من وراء هذه الأوامر والنواهي هي تُقوِّية إيمانَ الإنسان وتجديد علاقته بالخالق العظيم، وجعله في صلة دائمة مع ربه فيَقْوى جانب اليقين الذي يدفعه لعمل الخير، ويتقوّي فيه جانب الإيمان الذي يدفع به قُوى الشرّ.
وأردف أن الركيزة الثالثة هي التزكية والسلوك وهي لب هذه الركائز، فقد نزلت الشرائع منذ آدم عليه السلام وحتى خاتم الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم لتقويةِ هذا الجانبِ وتدعيمِه ومعالجةِ ضعفِه وتقويم النفس وإصلاحِها.
واستكمل أن الركيزة الرابعة هي إدراك الواقع فالإنسان هو ابن زمانه، وينبغي أنْ يتعلمَ من علوم الدنيا كما يتعلمُ علومَ الدينِ ليواكبَ عصره ولا يصطدم بواقعه، لا سيما أن شريعة الإسلام صالحة لكل زمان ومكان.
ونوه بأن الانفتاح الذي جرّتهُ إلينا المدنية الحديثةُ له أثره الإيجابي كما أن له أثرا سلبيا في بعض الأحيان، ولكن ينبغي التوافق والتواؤم مع مجريات العصرِ ومستحدثاته وتراكماته المعرفيةِ والتقدميةِ بالضوابط التي تضمنُ سلامةَ الأصلِ ومواكبة العصر.
واختتم كلمته لافتا إلى أن هدف الشريعة أن تبني إنسانا تتكامل فيه معاني الإنسانيةِ التي تكمنُ في الأخلاق والسلوك الإنساني.