حكاية "عنتر".. قتل ابن أخوه وطعن محتجزًا بقسم شرطة الجيزة

"اللي قتل مرة يقتل ألف مرة".. هذه العبارة تُقال عند قتل شخص لعدة أشخاص، وكأنه استحل الدماء، دون أن يشعر بالخوف من المساءلة القانونية في دنياه، أو حساب الله بعد مماته، وكان لـ"فرراجي" أربعيني العمر، نصيبا من هذه المقولة عندما قتل نجل شقيقه بعد وصلة تعذيب، لسرقته جيرانه، ثم تخلص من جثته بإلقائها بالقرب من معهد الأورام بمنطقة السيدة زينب.

أيام قليلة وكُشف غموض جريمته، ليجد نفسه بين أربعة جدران داخل قسم شرطة الجيزة، رفقة عددا من المحتجزين على ذمة قضايا آخرى، ولم يستكمل "عنتر الفرارجي"، يومه داخل حجز قسم الجيزة، وتنشب مشاجرة بينه وبين الشهير بـ"فوطة"، محجوز على ذمة قضية مخدرات، لمعايرة الآخير له على قتله لنجل شقيقه، وسوء سلوك والدته وشقيقته، ووقتها أراد "الفرراجي" بأنه يلحق بنجل أخيه، ويسدد طعنة له، يسقطه قتيلا في الحال.

البداية عندما تلقى اللواء نبيل سليم مدير مباحث العاصمة، إخطارا من المقدم أحمد سعيد رئيس مباحث قسم السیدة زینب، بتلقيه إشارة من الخدمات الأمنية المعينة بشارع قصر العیني، دائرة القسم بالعثور على جثة بشارع أحمد الطبرسي من شارع قصر العیني وعلى الفور انتقلت قوة أمنية برئاسة النقيب خالد جبر معاون المباحث وعثر على جثة لذكر " مجھول الھویة " في العقد الثاني من العمر، يرتدي ملابسه كاملة مسجي على ظھره، وبه إصابات عبارة عن سحجات وكدمات متفرقة، بالجسم وعثر بحوزته على متعلقات شخصية عبارة عن 2 اسورة معصم "حظاظة"، سلسلة فضية، دبلة فضية، مفتاح معدني.

تقرير الصفة التشریحیة لجثة المتوفى بین وجود كدمات شرطية مزدوجة مسحجة بأماكن متفرقة بالجسم، وأثار تكبیل بالقدمين والیدین ويرجح استخدام خرطوم أو عصا مرنة لإحداث الإصابات المنوه عنھا ومن خلال النشر عن أوصاف الجثة وفحص المترددين على مشرحة النيابة أمكن تحدید والدة المجني علیه، وتبین أنھا تدعى "م. أ"، 34 سنة، ربة منزل وبسؤالھا تعرفت على الجثة، وأقرت بأنھا لنجلھا "ن. م"، 16 سنة، عامل ومقیم طرف عمه "ع. ع"، 40 سنة، فرارجي والسابق، اتھامه في قضیتین "مخدرات، اغتصاب" أخرھما 24712 لسنة 2010م الجيزة " اغتصاب " وسابقة انفصالھا عن والده المقید الحریة على ذمة قضیة بلطجة، وزواجھا من آخر، ونفت علمھا بملابسات وفاته.

فريق البحث المشكل بالتنسيق مع قطاع الأمن العام وقطاع أمن الجيزة، توصل إلى أن وراء ارتكاب الواقعة شقیق والد المجني علیه،"ع. ع"، وعقب تقنین الإجراءات تم استھدافه بمأموریة، أسفرت عن ضبطه، وبمواجھته أقر بأنه نظرًا لتضرر قاطني المنطقة سكنه من ارتكاب المجني علیه العدید من وقائع السرقات بالمنطقة وأخرھا سرقة دراجة ھوائیة من أحد سكان المنطقة بأسلوب "المغافلة" فقام باحتجازه بالشقة سكنه، وتوثیقه باستخدام "حبل" والتعدي علیه بالضرب باستخدام "خرطوم بلاستیك"، محدثًا ما به من إصابات بدعوى تأديبه، وأثناء ذلك شعر المجني علیه بحالة إعیاء شدید فقام بالاستعانة بنجل شقیقه "س. د"، 17 سنة، عامل ومقیم بذات العنوان واصطحباه بدراجة بخاریة -ملك والد المجني علیه- في محاولة لإسعافه بمستشفى قصر العیني إلا أنھما فوجئا بوفاته فتخلصا منه بمحل العثور عليه، ولاذا بالفرار وتم بإرشاده، ضبط الأخیر وبمواجھته بما جاء بأقوال عمه " المتھم الأول " أیدھا، وأنه اقتصر دوره على مساعدة المتھم الأول في التخلص من جثة المجني علیه والاتفاق فیما بینھما على اختلاق روایة ھروبه من مسكنھم وتم بإرشاد المتھم الأول بمسكنه ضبط ملابس الداخلیة وحذاء خاصین بالمجني دراجة بخاریة ماركة بوكسر سوداء اللون "بدون لوحات معدنیة"، حبل، خرطوم بلاستیك، والمـستخدمـین في ارتكاب الواقــعــة وتحرر عن ذلك المحضر اللازم، وبالعرض على النيابة العامة أمرت بحبس المتهم على ذمة التحقيقات.

وبعد احتجاز المتهم داخل قسم شرطة الجيزة، وقعت مشاجرة بينه وبين محتجز بالقسم على ذمة قضية مخدرات، وشهرته "فوطة"، إثر وقوع خلاف وقع بين المتهم "عنتر"، والمجني عليه لمعايرة الآخير له على قتله لنجل شقيقه، وسوء سلوك والدته وشقيقته، مشيرا إلى أن ذلك أثار حفيظة المتهم وسدد طعنة للمجني عليه، وأنهى حياته.