محللون يكشفون للفجر خطة نتنياهو لتشكيل حكومته المقبلة ومكاسبه بعد الفوز
رغم فوز رئيس الوزراء الإسرائيلي في الانتخابات التشريعية، إلا أنه لم يضمن بعد تشكيل حكومة أو التنصل من قضايا الفساد التي تلاحقه، وبالتالي فهو لايزال أمام تحدي كبير يتوقف عليه مستقبله السياسي الذي قد ينتهي في أي لحظة إذا صدرت ضده احكان بالسحن.
وقال المحلل السياسي الفلسطيني تيسير الخطيب إن الانتخابات الاسرائيلية الأخيرة تؤكد على استمرار المنحنى الصاعد للتوجه نحو اليمين في الكيان الصهيوني، وأن الحياة السياسية لهذا الكيان تتعقد من خلال انقسامات كبيرة داخل الاجماع الوطني الصهيونية وهو ما لن نكن نشهده في السابق، موضحا أن أكبر مؤشر على ذلك هو عدم قدرة اي حزب على الحكم لوحده او بالتحالف حتى مع شركائه الأيدولوجيين.
صعوبة تشكيل حكومة
وأضاف في تصريح للفجر فوز نتنياهو بالعدد الأكبر من المقاعد لا يعني امكانية تشكيل حكومة لأن الامر يخضع لمقايضات حتى لو كانت بين أطراف في المعسكر نفسه، فالتحالف بين حزبي الليكود واسرائيل بيتنا لا يمكن ان يتم بسهولة، موضحا أن المشاكل التي يواجهها نتنياهو من خلال كونه أول رئيس وزراء لدولة الاحتلال يدخل الانتخابات ويبقى في منصبه مع توجيه لوائح اتهام جنائية، تجعل من الصعب إجماع يؤدي لتشكيل حكومة
وأكد الخطيب أن نتيجة الانتخابات لا تضمن لنتنياهو فوزا مريحا يمكنه من تشكيل حكومة وهو لايزال ملاحقا بالاتهامات الجنائية الصريحة والقوية وبالتالي سيحاول نتنياهو بكل الطرق أن يشكل هذه الحكومة ولكن الامر ليس مضمونا، مشيرا إلى أنه لو استطاع رئيس الوزارء الاسرائيلي تشكيل الحكومة فانه لن يشكل غطاء سياسي قوي يجعل هذا الحكومة قادرة على الاستمرار.
كتلة عربية موازية
وتابع قائلا: "الأمر الثاني هو أن المواطنين العرب استطاعو تشكيل لائحة واحدة وكتلة موزاية داخل الكنيسيت وذلك مكسب للقضية الفليسطينية، وتظهر كيف تحول العرب لكيان سياسي داخل الحياة البرلمانية الاسرائيلية، خاصة وأن هناك شخصية يهودية دخال القائمة العربية الموحدة التي فازت بـ 12الى 17 مقعد حتى الآن.
فشل جانتس في الفوز
وذكر أنه من المعروف أن س الأركان الإسرائيلي السابق، بيني جانتس يشكل ما يسمى بيسار الوسط ويتبني نفس الافكار الصهيونية بما فيها الاستيطان وفكرة الحصار بالضفة وغزة والتضييق على الفلسطينيين، لكنه لا يمكن أن يجذب الناخبين المتدينين والذين يشكلون الكتلة الاكبر التي تستطيع نصر كتلة عن غيرها، وهي تميل إلى أقصى التوجهات اليمينة التي تجد لها فرصة في التحالف مع الليكود.
وبين أن الكيان الصهيوني يبحث عن من يوفر له التفوق والامن القائم على التهويل والتعرض للخطر وإظهاره لكضحية وهو ما لم يمكن لجانتس ان يوفره.
مكاسب نتنياهو من الفوز
وبين أستاذ العلاقات الدولية، طارق فهمي أن فوز نتنياهو سيمنحه فرصة كبيرة لأن المحاكمات ستبدأ يوم 17 مارس وربما قد يصل لتشكيل ائتلاف وقد بدأ بالفعل في الأمر حتى قبل الاعلان عن نتائج الانتخابات.
وقال إن نتنياهو سيحاول التشويش على قضايا الفساد كما ان المحاكمات والتحقيقات ستطول بعض الوقت وقد تعايش معها الإسرائيليين بالفعل، وبالتالي فوزه هو رسالة من الشعب والاجهزة التي تلاحقه له.
شكل الحكومة الإسرائيلية المقبلة
وأضاف فهمي في تصريح للفجر، نتنياهو سيبدأ بعد الفوز في تشكيل حكومة يمينة ولن يلجا الى حكومة وحدة وطنية إلا في أسوأ الحالات، وقد يوسع حكومته بعناصر من تحالف أزرق أبيض الذين نجحوا في الكنيسيت، وسيلجأ الى التقسيم مع القوى اليمنية الأخرى خارج الائتلاف لتحقيق المكاسب السياسية والاستراتيجة.
وذكر أن الاجراءات المباشرة المتعلقة بالقضية الفلسطينية سيتأتي على رأس أولويات الحكومة المقبلة، وسيتجه نتنياهو إلى اتخاذ اجراءات انفرادية كضم أراضي غور الأردن وبناء المزيد من المستطونات بالضفة الغربية خاصة وأن اللجنة الأمريكية الإسرائيلية وضعت الخرائط وتصوراتها في هذا التوقيت وستجري التريبات الامنية على قدم وساق.
وأكد أن شهبية نتنياهو لم تنخفض واكدت استطلااعات الرأي ذلك، والمشكلة الرئيسة هو كيفية الوصول لائتلاف متماسك وهو ما فشل فيه قبل ذلك.