"رأس مالهم صحتهم".. "الفجر" تروي يوميات "الفواعلية" في المنيا

محافظات

أرشيفية
أرشيفية


 

"يا فتاح ياعليم يارزاق ياكريم"، جملة دائما تتردد على لسان عشرات عمال اليومية أو ما يطلق عليهم "عمال التراحيل"، الذين يفترشون أرصفة شوارع عروس الصعيد مع بزوغ فجر كل يوم من أجل انتظار لقمة العيش، بعضهم يحملون على ظهورهم "فأسًا وأزميلًا وأجنة ومطرقة"، وغيرها من الأدوات التى تعينهم على أداء عملهم، حيث يعملون "عمال خرسانة"، وآخرين "عمال محارة" والبعض الآخر "عمال بلاط"، وغيرها من هذه المهن، ومع مرور الوقت تتزايد أعدادهم إلى أن تأتي فترة الظهيرة فتجد أرصفة شوارع محافظة المنيا تكتسي بهم.

في الشتاء، تجدهم يرتدون جلباب وطاقية "ولاسة" بيضاء، ويختفون وراء الأعمدة من شدة البرد، أما في فصل الصيف فترى الشمس قد أنهكت وجوههم من طول الانتظار، حيث يفترشون الرصيف بعد أن ضاقت بهم الحياة واعطتهم الدنيا ظهرها، وأعلنت عصيانها عليهم، فلجأوا إلى تلك المهنة لسد احتياجات عائلاتهم.

وفور أن يخطف أنظارهم أحد الأشخاص قادمًا إليهم ترتفع أصواتهم: "تعالى يا باشا أنت عايز عامل، ولا صنايعي، وفور أن يفوز أحدهم بقوت يومه تراه رافعا يد نحو الآخرين الذين يفترشون الرصيف"، قائلا: "ربنا يرزقكم زي ما رزقني، بينما ينتظر الآخرين فرص العمل".

ومع مرور الوقت يلفت نظرك العمال الذين لم يحظوا بفرصة عمل، حيث تجد عليهم علامات الحزن، وقد طغت على وجوههم هموم السنين مرددين: "افرجها يارب من أجل رزق عيالنا"، ومع تلك المعاناة التي يعانيها هؤلاء العمال، لكنهم دائما ما يقولون: "الفلوس مش بكثرتها.. الفلوس ببركتها".

وتخطف مسامعك في بعض الأحيان سخرية بعض المارة في الشارع من "عمال التراحيل"، ويقول لهم البعض: "بطلوا تسول بقى"، ليرد العمال: "احنا مش شحاتين احنا بناكل لقمة عيشنا بعرق جبينا".

الأمر لا يقتصر على الكبير أو الصغير أو بل تجد المتعلمين الذين يحملون شهادات عليا فالرصيف لا يفرق بين مؤهلات أو إمكانياتهم.

ومع غروب الشمس، تجد عمال التراحيل يغادرون الأرصفة عائدين إلى منازلهم بعضهم معه قوت يومه، والابتسامة لا تفارق وجه، أما الآخرين الذين لم يحظوا بفرصة تجدهم عائدين رافعين عينيهم إلى السماء قائلين: كل اللى يجيبه ربنا كويس".

وناشد عمال التراحيل و"الفواعلية" الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس الجمهورية، بضرورة إجراء حصر شامل لجميع من يمتهن هذه المهن، تمهيدًا لضمهم ضمن التأمين الصحي والمعاشات.