السيدة المسيحية الباكستانية المحكوم عليها بالإعدام تطلب من "ماكرون" منحها اللجوء إلى فرنسا
أطلقت المرأة المسيحية الباكستانية آسيا بيبي، التي حُكم عليها بالإعدام بتهمة التجديف، نداء إلى الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، كي يقبل طلب لجوئها إلى فرنسا في وقت ترى فيه هيئة "مساعدة الكنيسة المتألمة" أن ثمة حاجة للبحث عن حل آخر إذا أمكن.
وقالت مارتا بيتروزيلّو، الناطقة بأسم هيئة مساعدة الكنيسة المتألمة، والتي تابعت قضية آسيا بيبي منذ بداياتها، إنه من الأهمية بمكان أن تؤخذ في عين الاعتبار سلامة " بيبي" في المرحلة الراهنة، لافتة إلى أنها صرّحت بنفسها لصحيفة "لا كروا" بأن حياتها ما تزال عرضة للخطر، لأن الشخص المتهم بالتجديف يبقى مستهدفًا من قبل المتشددين الإسلاميين حتى إذا برّأ القضاء ساحته.
وأضافت " بيتروزيلّو" في تصريحات صحفية لها، أن هناك أشخاصًا متشددين في مختلف أنحاء العالم يطالبون بأن تُقتل، والأمر لا يقتصر فقط على مسقط رأسها باكستان.
وأشارت إلى أنه لو كانت فرنسا الخيار الوحيد المتاح أمامها لا بد أن يُسمح لها باللجوء إلى هذا البلد، لأنه بعد انتهاء صلاحية تأشيرة الدخول لا يسعها أن تبقى في كندا فينبغي أن تجد مكانًا آمنًا تعيش فيه.
ولفتت إلى أنه في حال أتيحت أمامها إمكانية اللجوء إلى بلدان أخرى في الإتحاد الأوروبي وتسنى لها الخيار يجب أن ندرك بأن فرنسا قد لا تكون الخيار الأنسب نظرًا لوجود شبكات جهادية في هذا البلد، وقد سبق أن شنت هجمات إرهابية تحمل صبغة إسلامية، فهذا الأمر يعني أن فرنسا قد لا يكون البلد الأآمن بالنسبة لبيبي في الوقت الراهن.
وأضافت، أن آسيا بيبي أظهرت خلال السنوات الماضية قوة كبيرة، وقد عاشت طيلة عشر سنوات في زنزانة صغيرة وهي تعتاد الآن على العيش في سياق مختلف تمامًا، وهو أمر صعب بالنسبة لها.
وروت أن محاميها كان يقول – خلال فترة احتجازها – إنها كانت تمنح القوة للأشخاص الذين يزورونها، وهذه القوة كانت تستمدها من إيمانها، وهي لم تتوقف يومًا عن الصلاة، وهذا ما ساعدها على الحفاظ على صفاء الذهن على الرغم من القيود الكثيرة المفروضة على حريتها في التنقّل.
كانت آسيا بيبي قد حُكم عليها بالتجديف قبل أن يبرّئ القضاء الباكستاني ساحتها، عانت من مخاض قضائي عسير، تخللته سنوات طويلة من الاحتجاز والتعذيب، وهي تعيش حاليًًا في كندا برفقة أسرتها تحت حماية أمنية.
وصرحت صحيفة "لا كروا" الفرنسية أنها عازمة على طلب اللجوء إلى فرنسا من الرئيس إيمانويل ماكرون، خلال الاحتفال الذي ستُمنح خلاله المواطنة الفخرية في باريس، لكن هل يمكن اعتبار فرنسا بلدًا ملائمًا لاستقبال بيبي؟.
يذكر أن البابا فرنسيس كان قد استقبل في فبراير من العام 2018، زوج آسيا بيبي وابنتها لمدّة أربعين دقيقة على أنفراد لمناسبة إحياء اليوم العالمي ضد اضطهاد المسيحيين، والذي نظّمته هيئة مساعدة الكنيسة المتألّمة.