"العودة وحفظ الدراسة".. "شبح كورونا" يطارد أسرة مصرية في الصين واستغاثة عاجلة بـ"التعليم العالي"
عاد يناير الماضي، 306 مواطنًا مصريًا، من مدينة ووهان الصينية، رغبوا في العودة إلى مصر، بينما تبقي في ووهان حوالي 50 شخصًا لم يرغبوا في العودة وظلوا بالصين، بخلاف المواطنين المصريين بجميع مقاطعات الصين، ومازال الخطر يحيط بالجميع وسط تخوفات بانتقال العدوى.
ومن جانبها تواصلت "الفجر"، مع مواطنة مصرية متواجدة في الصين، للوقوف على آخر تطورات الوضع بالصين عامة ومدينة ووهان خاصة "بؤرة انتشار الفيروس".
معاناة أسرة مصرية بـ"شيانج كاي شيك"
وقالت ترتيل إمام، مواطنة مصرية متواجدة بمقاطعة شيانج كاي شيك الصينية، التي تقع على حدود هوبي بداخل مدينة ووهان على الحدود الغربية، إنها وزوجها طلبة دكتوراه ولديهم طفليين، كاشفة أن المقاطعة التى يقطنون بها تزداد حالات الإصابة بها بكورونا يومًا عن الآخر.
العودة صعبة للغاية.. والتكاليف مرتفعة
وأضافت ترتيل إلى "الفجر" أن أسرتها ليست من ضمن المواطنين الذين عادوا لمصر في يناير الماضي، نظرًا لبعد مكان إقامتهم عن مدينة ووهان، لافتة إلى أن قرار عودتهم صعبًا للغاية نظرًا للتكلفة المادية المرتفعة، إلى جانب رجوعهم للصين مرة أخرى لاستكمال دراستهم حين تحسن الأوضاع.
الوضع خطر والحياة متوقفة
وعن الوضع بـ"شيانج كاي شيك"، قالت ترتيل، إن كل شئ متوقف "مدارس وجامعات وأسواق مشتريات"، قائلة: "الجامعة أبلغتنا بتأجيل التيرم الثاني من الدراسة لأجل غير مسمى، نظرًا لأن الدراسة تتم بشكل عملي وليس نظري"، مضيفة: "إقامتنا محددة لخطورة الوضع، ولم نقدر على الخروج من المنزل بخلاف زوجي فقط، وذلك لشراء متطلبات الأسرة"، موضحة أنهم قبل الخروج من المنزل لابد من ارتدائهم الكمامة وقياس درجة حرارتهم وكذلك عند الرجوع، لتفاديهم احتمالية الإصابة بالفيروس.
الشوارع مخيفة.. والطرقات فارغة
"الوضع مرعب" هكذا وصفت ترتيل، المأساة التي يعشونها منذ ظهور فيروس كورونا بالمدينة، قائلة إن هناك صعوبات عديدة تواجههم، الشوارع والطرقات فارغة من الناس ومخيفة، "خايفين من كل شئ، الأكل والخروج والمترو والباص"، معبرة عن قلقها بشأن طفليها لكونهما في سن الحضانة، وأن المدارس لم تصدر حتى الأن قرار بتأجيل التيرم الثاني من عدمه.
مخاطبة المستشار الثقافي والبعثات
وأضافت ترتيل، أنه صدر بيان مؤخرًا من وزير التعليم، ينص على أن الطلبة الراغبين في العودة لمصر يتم عودتهم على نفقة البعثات، وطالب البيان موافقة الجامعة الصينية على السفر والعودة إلى مقر الدراسة بعد انتهاء الأزمة، مضيفة أنها وزوجها ومجموعة من الطلاب قاموا بإنشاء جروب على "وي شات" وخاطبوا المستشار الثقافي والبعثات ولكن دون جدوى، مشيرة إلى أن مجموعة من زملائهم طالبوا بالعودة لمصر عن طريق الخطوط الروسية، على مسؤوليتهم خوفّا من الفيروس.
وأشارت إلى أن الصين يتواجد بها طلبة مصريين حاليًا ولن يعودوا لمصر نظرًا لإقامتهم خارج مدينة ووهان ولخوفهم من عدم استكمال دراستهم ثانية بعد عودتهم، مؤكدة أنه يوجد مواطنين بالفعل اضطروا للسفر قبل توقف حركة الطيران، بحسبها.
مناشدة وإنقاذ
وناشدت ترتيل الإدارة المركزية للبعثات ووزير التعليم العالي، بضرورة عودتهم من الصين وإنقاذهم من احتمالية تعرضها وزوجها وأولادهم للإصابة بالفيروس القاتل، مع مراعاة عدم ضياع فرصة دراستهم مرة أخرى بالصين عقب انتهاء الأزمة الحالية.