القصة الكاملة لأزمة الداعية عبدالله رشدي.. وتفاصيل إحالته للتحقيق
عاد الشيخ عبدالله رشدي الداعية بوزارة الأوقاف، إلى إثارة الجدل مجددا، بعد نشره عددًا من المنشورات عبر صفحته على مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، فسرها البعض أنه يكفر الدكتور مجدي يعقوب الجراح العالمي، وذلك بعد تكريمه في دولة الإمارات خلال اليومين الماضيين.
وكتب رشدي:" العمل الدنيوي مادام ليس صادرا عن الإيمان بالله ورسوله فقيمته دنيوية بحتة، تستحق الشكر والثناء والتبجيل منا نحن البشر في الدنيا فقط، لكنه لا وزن له يوم القيامة، وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورًا، ومن السفاهة أن تطلب شهادة بقبول عملك في الآخرة من دين لا تؤمن به أصلا في الدنيا، ولا أدري لماذا يغضب الملحدون من تقريرِنا لعقائد ديننا التي لن تضرهم في الدنيا ولن تنفعَهم في الآخرة"؟
في المقابل هاجم عددًا من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، الشيخ عبدالله رشدي، موضحين أنه بهذا الحديث يهاجم تكريم الدكتور مجدي يعقوب، ونفى عبدالله رشدي، أحد أئمة وزارة الأوقاف ما نشر حوله تكفيره للدكتور مجدي يعقوب.
وقال رشدي، عبر صفحته "فيسبوك"، إن إدعاء بعض المواقع حول تكفيره عبدالله رشدي هو عمل مشين يفتقر لأدنى آداب المهنة ومعايير الدقة، حيث إنه لم يتطرق في منشوراته لشخص الدكتور مجدي يعقوب لا من قريب ولا من بعيد، غاية الأمر أنه يتكلم في ضوابط قبول العمل عند الله يوم القيامة من منظور إسلامي كما ورد في القرآن، وكما هو اعتقاد المسلمين قاطبةً، وأن العمل مع تكذيب الله ورسوله لا قيمة له يوم القيامة في ديننا نحن المسلمين، وهذا الكلام قلته مرارًا وتكرارًا وسأظل أقوله لأنه ديني ودين كلِّ مسلم، ولا مجال للعبث في هذه الحقائق الدينية الراسخة.
وأضاف: كتبتُ كلامي دون تطرقي لأشخاصٍ أو مللٍ أصلًا، فقامت بعض الصحف-بكل أسف- باجتزاء كلامي من سياقه الذي يدور في نقاش مع فكر الإلحاد، ثمَّ حمَّلَتْه تلك الشخصنة لتجذب لها قُرَّاءً من خلال الافتراء الواضح، علمًا بأنه لم يتواصل معي أي صحفي منهم بخصوص هذا الأمر، فكيف يسوغ أن ينقلوا عني تصريحًا لم أكتبه ولم أقله؟، مضيفا: أنه سيتقدم بشكوى رسمية ضدهم على هذا الفعل المشين.
واختتم عبدالله رشدي حديثه: ليس العجب من ذلك بل العجب الأكبر أن أحد الإعلاميين الذي نسج قصة خيالية في ذهنه عن تغريداتي ثم سخر برنامجه ليعرض السيناريو المتخيل على الجمهور، مستغلًا بذلك منبرًا من منابر الإعلام المصري للسوء والسباب وتهييج الرأي العام ليحظى بمشاهداتٍ وليضع نفسه في "الترند" كذب على ولفق لي من خيالِه ما لم أقله.
وقدمت شئون الدعوة بوزارة الأوقاف، مذكرة بشأن ما يثيره الداعية عبد الله رشدي، على صفحاته من آراء مثيرة للجدل، بالإضافة إلى بعض منشوراته التي لا تليق لا بأدب الدعاة ولا بالشخصية الوطنية المنضبطة بالسلوك القويم، متجاوزًا تعليمات الوزارة بأن شخصية الإمام على مواقع التواصل لا تنفصل عن شخصيته على المنبر، إذ لولا شخصيته كإمام ما التفت الناس إلى آرائه على مواقع التواصل.
وقالت: إن هذه الآراء الجدلية التي يبثها المذكور تحسب بصورة أو بأخرى على المؤسسة التي ينتمي إليها، وكأنها تقره على آرائه.
وقرر الدكتور محمد مختار جمعه وزير الأوقاف بناء على مذكرة وكيل الوزارة المرفوعة إليه في هذا الشأن، منع الشيخ عبد الله رشدي من صعود المنبر أو أداء الدروس الدينية بالمساجد أو إمامة الناس بها لحين الانتهاء من التحقيق معه في المذكرة المرفوعة، وما يبثه من آراء جدلية لا تقبلها الوزارة ولايحتملها وواقعنا الراهن.
وأكدت وزارة الأوقاف، عدم جواز استخدام الصفحات الخاصة بالإدارات أو المديريات على مواقع التواصل الاجتماعى، في غير التعليمات الإدارية المكتوبة والمعتمدة خطيا من مدير المديرية أو مدير الإدارة كل في نطاق مسئوليته، أو إعادة نشر ما ينشر على موقع الوزارة علميًّا أو إداريًّا، وعدم فتح أي صفحات باسم أي مسجد إلا بتصريح كتابي معتمد من رئيس القطاع الديني والسلطة المختصة.
وأكدت الوزارة أن شخصية الإمام والمفتش والقيادات الدينية ورؤاهم الفكرية لا يمكن أن يكون لها وجهان وجه في المسجد ووجه خارجه، فهذا هو عمل جماعات التقية والجماعات التي تراوغ المجتمع، وهو ما لا يليق بشخصية الإمام أو العالم أو المثقف الحقيقي، فالشخصية السوية لا تنفصم رؤاها.