بعد اشتداد الصراع بين أنقرة ودمشق..أين الولايات المتحدة من الملف السوري
تستمر الحرب بين كل من تركيا والنظام السوري في إدلب، ولا تترك موسكو مناسبة إلا وتعلن تأييدها الملق لسياسات الأسد وحروبه ضد أنقرة، ولكن لا بيزال الموقف الأمريكي يحمل الكثير من الغموض حول تلك الحرب، ومدى مساندة واشنطن لأردوغان، خاصة بعد الإنتصارات الأخيرة التي حققها النظام السوري لاسيما في حلب، وحول الدور الأمريكي برمته حاليًا داخل الملف السوري.
سياسة مهتزة
"لم نعد نصدق امريكا بشكل كامل والثقة الجزئية لا تجلب الضمان والأمان" بتلك الكلمات وصف إبراهيم كابان، الباحث الكردي ورئيس موقع الجيوإستراتيجي الموقف الأمريكي الحالي داخل الأزمة السورية، لاسيما بعد اندلاع الحرب المباشرة بين تركيا والنظام السوري، مبينًا إن روسيا دفعت تركيا لاحتلال سري كانيه وكري سبيه من اجل ابعادها عن امريكا وامريكا ستسخن الازمة في ادلب من اجل ابعاد تركيا عن روسيا، مبينًا أن تركيا واردوغان أصبحا بيضة القبان لكل من القطبان المتنافسان.
وأكد كابان لـ"الفجر"، أن امريكا ليست لها استراتيجية في سوريا وهذا هو ما أكدته زيارة جيفري في اقليم كوردستان وفي روجافا، مشيرًا إلى أن بقاء ادارة ترامب تعني لا يمكن ان نثق بأمريكا ابدًا وان هاجمت تركيا الان كوباني او درباسية فلن تمنع امريكا ذلك، لأن السياسة الأمريكية كلها مؤقتة للاسف وهذا ما يخيف دائمًا بعكس السياسات الروسية الواضحة في الاتفاق مع الجميع ضد الكورد.
وتطرق الباحث الكردي ورئيس موقع الجيوإستراتيجي، إلى استنجاد تركيا بحلف الناتو ومدى استجابته لها، موضحًا أن امريكا وحلف الناتو هم حماة تركيا، وكل فعل قامت بها تركيا انما بدعم حلف ناتو، ودون ناتو ودون الدعم الأمريكي تركيا في وضع يرثى له لهذا فإن الناتو وامريكا سينقذان اردوغان كما هي العادة.
وأوضح كابان، أنه بمجرد استجابة الناتو لطلب تركيا ستتوقف روسيا، لأنها غير قادرة على مواجهة ناتو، لأن اقتصاد روسيا لا يتتحمل ذلك، حيث أن اقتصاد وطاقة روسيا كطاقة ولاية امريكية واحدة، كما أنه يبيع روسيا الكثير من الاشياء لأوروبا وإن توقفت اوروبا عن شرائها ستفلس الكثير من الشركات الروسية فهي غير قادرة على دخول معارك كبيرة بحجم حلف الناتو وامريكا بعد الضربة التي تلقاها الصين من قصة كوروبا، لأن الصين كادت ان تكون الاقتصاد الاول عالميا بحلول نهاية هذا العقد، اما كورونا سوف تعيد بالصين إلى ان تكون الاقتصاد الثالث.
تسعير الحرب بين أنقرة وموسكو
قال غمكين محمد، عضو حزب الإتحاد الديمقراطي، وهو الحزب المؤسس للإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، أن وظيفة جيفري دفع اردوغان الى ادلب واشعال الحرب بينه وبين روسيا، كما فعلت الولايات المتحدة سلبقًا في بغداد ودفعوا بصدام الى الكويت وبقية القصة معروفة.
وأكد محمد لـ"الفجر"، أن الطريق الدولي الواصل من عمان الى حلب واللاذقية اصبح الطريق يعمل بدون عوائق ومنها الى الخليج وهذا ما كان يريده الروس والنظام السوري، رغم أنف تركيا.
وأضاف عضو حزب الإتحاد الديمقراطي، أن الاكراد اصحاب الورقة الأمريكية، يجب أن يكون لديهم خطة بديلة اذا انسحبت امريكا من مناطق تواجدها، مما يثير تساؤلات حول مدى جدية وجود ضمان امريكي في حال اندلاع حرب تركية سورية او ربما روسية، ومدى جدية امريكا جمع قسد في حوارها مع النظام وخاصة اذا كانت خلفها الروس، مشيرًا إلى أنه لا يوجد اسوء من المفاجأت في المسائل المصيرية في هكذا ظروف يجب ان يكون لديك دائما ثلاث خطط بديلة لكل مسألة من المسائل العالقة.
الرابح الأكبر
"أمريكا الرابح الأكبر" بلك الكلمات وصف عمر الحبال، المعارض السوري المقيم في القاهرة، السياسة الأمريكية تجاه الملف السوري، مشيرًا إلى أن اكثر من سياسي أمريكي كشف عن تلك السياشة ألا وهي عملية استنزاف روسيا في الداخل السوري.
وأكد الحبال لـ"الفجر"، أن واشنطن نجحت في استدراج موسكو إلى المستنقع السوري بكظل طاقتها، وذلك دون مكاسب واضحة للروس يمكن منهما تغطية نفقات الحرب المثارة حاليًا، مبينًا أن هدفي روسيا من الحرب بخلاف تثبيت دعائم النظام السوري لم تحصل عليهما موسكو وهو إنهاء أمد الحرب لسحب قواتها وغطائها الجوي مرة أخرى من سوريا وما يوجبه من نفقات، والثاني الحصول على أيية موارد تغطي جزء من نفقات تدخلها في الحرب السورية.
وأضاف المعارض السوري المقيم في القاهرة، أنه رغم سيطرة النظام السوري الظاهرية على الأرض، إلا أنها حرمت النظام ومن خلفه روسيا في التحكم بالموارد السورية، حيث أنها سيطرت على آبار النفط في شرق الفرات عبر قوات سوريا الديمقراطية، بينما لا تزال "داعش" تصول وتجول في مناطق البادية السورية، وتمنع تلك الجيوب النظام من استخراج أي معادن أو فوسفات من الصحراء السورية، لتستكمل مسلسل الإستنزاف