في الجزء الثاني من حوارنا مع مستشار وزير السياحة والآثار للمتاحف الجديدة إلهام صلاح تأخذنا في جولة داخل متحف الغردقة قبل افتتاجه المقرر السبت القادم، والمتحف هو أول مشروع تقوم به الوزارة بالتعاون مع القطاع الخاص وإليكم نص الحوار:
ما هي قصة
المتحف؟
"قصة المتحف بعد تم عرضها
علي لجنة سيناريو العرض ووافقوا عليها وهي عن الجمال والرفاهية والترفيه عبر العصور، وهو متوافر بشكل كبير
في الحضارة المصرية القديمة، كونها تحتل مدى زمني كبير للغاية، وقد اخترنا مع فريق
العمل القطع الأثرية المناسبة لقصة المتحف عن والتي تتحدث عن الجمال في مصر
القديمة، وعدد المعروضات كان مقررا أن تكون 2000 قطعة، وقام رئيس قطاع المتاحف الأستاذ
مؤمن عثمان، ولجنة السيناريو باختيار 100 قطعة جديدة أخرى لتضاف إلى المعروضات،
لخدمة سيناريو العرض، وكل فاترينة لها قصة، فالجمال هو أعلى صفة في الحضارة سواء كان
ملموسًا أو غير ملموس وهذه هي فلسفة إنشاء المتحف، والتي سعينا لإظهارها عبر سيناريو
العرض والقطع الأثرية التي يتضمنها".
بداية العرض كيف ستكون؟
"أول ما سيستقبلنا في المتحف، لوحة للملك تحتمس الثالث، وهي ملونة ويظهر فيها وهو يقدم لسيدة، والفكرة هنا أن الرجل المصري كان يعشق الجمال الذي كان موجودًا من حوله، ويظهر تحتمس الثالث وهو يقدم ميريت آمون وهي سيدة في كامل زينتها وتمثالها تحفة فنية رائعة، ثم نبدأ بعرض فلسفة الجمال وذلك بإبراز اهتمام المصري القديم بالعطور وزهرة اللوتس، ويعرض المتحف قطع أثرية تؤكد ذلك خاصة اللوحات والنقوش الموجودة على جدران المقابر، فلوحات موائد قرابين عليها أشخاص يمسكون بزهرة اللوتس ويستنشقونها، وهو ما يعني أنه كان يحب الروائح الطيبة، وحرص أن يكون المكان دائمًا رائحته طيبة، وهو من جماليات المكان".
هل هناك رمزيات للجمال أبرزها المتحف؟
"نعم يأخذنا المتحف بعد ذلك لجمال العين، والتي تمثل رمزًا مهمًا لدى قدماء المصريين، فهي العين الحارسة والحامية وعين حورس، وكان الكحل يظهر جمال العين، فحرصوا على تزيين العين به، فالرجل كان حريص علي التزين وتحديد العين بالكحل، وكذلك المرأة بالطبع"، "فزينة العين كانت مهمة فهي ذات دلالة معبرة، وحتى الآن نجد المصريين حريصين علي وضع الكحل مما يؤكد وجود التواصل المستمر للحضارة المصرية منذ القدم حتى الآن".
بشكل عام نظافة الجسد من الجمال فهل عرف المصري هذه الثقافة؟
"بالطبع عرفها وكان حريص على نظافة جسده تطييبه بالعطور، والكريمات، والتي لم تكن لنعومة الجسد فقط، بل كانت هناك كريمات للبشرة المجعدة، وكريمات تعالج التقشير وهذا منذ آلاف السنين وهو الممستمر حتي الآن"، "كذلك اعتنى بشعره حيث لدينا مجموعة من التماثيل واللوحات تبرز تزيين الشعر في الحضارة المصرية القديمة، فقد عرف موضة تزيين الشعر، والباروكة كجزء من الإكسسوار، ولدينا واحدة ضمن المعروضات من الشعر الطبيعي، وكذلك تماثيل تظهر أن لكل فترة تاريخية موضة للشعر، وكانت لدي المصريين القدماء"، كما عرف الحلي والمجوهرات وتيجان الرأس كانت مهمة جدًا عند المصري القديم".
هل عرف المصري القديم الجمال الحسي كالموسيقى وغيرها؟
"بالتأكيد عرف المصري القديم الموسيقى، وهي ناحية جمالية تحسن الخلق الإنساني، ولدينا في المتحف بعض الأدوات الموسيقية ولوحة لسيدات يحضرن حفلة، كما أن المصري القديم كان لديه معبود يدعى بس وهو معبود الجمال والمرح".
هل يتحدث المتحف عن الجمال فقط؟
"لا فهو يتحدث أيضًا عن الرفاهية عند المصري القديم، فمثلًا نجد أن المطبخ الذي هو جزء من الرفاهية عرفه المصري القديم وكان لديه ثقافة الطعام، فلدينا فتارين فخار ذو أشكال وألوان مختلفة حيث كان الفخار جزء مهم من المطبخ عند المصري القديم، كما كان لديه أدوات من الجرانيت والألباستر، استخدم كافة أنواع الأحجار في صنع الأدوات والأواني، وكانت ذات أشكال وملونة، عليها من الخارج زهرة اللوتس، وهو نوع من الجمال والذي حرص عليه في جميع نواحي حياته".
ماذا عن رفاهية المنزل؟
"المصري القدي عرف الرفاهية المنزلية، فمنذ آلاف السنين كانت لديه الكراسي بأشكال مختلفة، والموائد، والكرسي ساند القدم، وصناديق حفظ الأدوات والملابس، وهو يشبه حاليًا شوار العروس فنحن نتذكر جميعًا جداتنا وأمهاتنا حيث كانت لديهن مثل هذه الصناديق حتي وقت قريب".
ماذا عن الطعام؟
"لدينا عدد من المقتنيات التي توضح عناية المصري القديم بثقافة الطعام، فلدينا أوزة من الألباستر، ومجموعة سكاكين وسلال تخزين الطعام بأشكال وأحجام مختلفة، مناظر جدارية من مقبرة سنفرو تمثل حملة القرابين وهم يحملون السلال التي استخدمها في الحياة الدنيا والموجودة أيضا في المقبرة للاستخدام في الحياة الأخرى وهو تأكيد لتواصل الحياتين عنده".
ماذا عن الرياضة؟
"عرف المصريين الرياضات المختلفة منها البدنية مثل الصيد وحتى الآن هو تجارة ورياضة، ولدينا قطع في المتحف تؤكد ذلك، منها الـ "بومرانج" وهي العصي التي كانت تستخدم في الصيد، كما أن لدينا مناظر حيوانات اصطادها المصري القديم، حيث كان يستفيد من كل أجزاء الحيوان الذي يصطاده حتي العظم، وهو ما يوحي بفكر استثماري، كما عرف الرياضات الذهنية أيضًا".
ماذا عن الحياة الأخرى هل زينها المصري القديم؟
"عندما حنط المصري جسده ووضعه في تابوت فحرص أن يكون جميل الشكل، كذلك أواني الأحشاء كانت جميلة وبفلسفة وفكر متميز، كذلك تماثيل الأوشابتي فهي من مواد مختلفة وجميلة، الكتان الذي يلف الجسد كان يرسم عليه، ويضع الحلي علي الجسد، وشبكة من التمائم توضع علي المومياء وذهب وخرز من الأحجار الكريمة"، "كما لون جدران المقابر، ووضع لوحات جمالية، كما لون الباب الوهمي في المقابر، كثير من الأشياء التي وضعها في المقبرة تتحدث عن فلسفة الجمال في الحياة الأولي وأراد نقلها للحياة الأخرى، كذلك لدينا جمال العلاقة بين البشر والمعبود في المقابر والطقوس الجنائزية، وهي علاقة اتسمت بالاحترام والخلق والإيمان بالعقيدة وبالتالي اتسمت بالجمال" .
هل المتحف مقتصر على الجمال في الفترة المصرية القديمة فقط؟
"لا بالطبع فلدينا قطع تبرز الجمال في العصر اليوناني الروماني ومنها ما يبرز جمال العين والعطور والملابس، وكذلك من الفترة المسيحية، منها قطع تمثل أدوات موسيقى وأيقونات، وقطع فخار تُظهر جمال المطبخ وامتداده".
"وكذلك العصر الإسلامي، حيث نجد الجمال في كل شيء حتى شباك القلة، وحتى المخطوطات وكتب العبادة، والمقاعد، وكراسي المصحف، والكنبة والمشربية فكل عناصر العصر الإسلامي تنبض بالجمال".
"كذلك لدينا عدد من مقتنيات العصر الحديث، أو الأسرة العلوية، جزء منها خاص بطريق الحرير الذي كان يربط مصر بالصين، ومجموعة حلي تخص الأسرة العلوية من صناديق كانت في البنك المركزي لأول مرة تعرض".