"مشرف أمن الإسماعيلية" يروي تفاصيل رفضه رشوة 120 ألف جنيه وسيارة مقابل تسهيل تهريب أدوية سرطان (صور)
السيد ماهر، شاب 37 عامًا، متزوج ولديه ثلاثة أطفال، يقيم بمنطقة الحكر دائرة ثان الإسماعيلية، يعمل فرد أمن صباحًا في أحد الشركات التي تعمل في تأمين مستشفى أورام الإسماعيلية، وبرغم من ظروفه المعيشية الصعبة ولكنه رفض رشوة 120 ألف جنيه وسيارة، وذلك مقابل الاشتراك بالتسهيل في تهريب أدوية سرطان من مستشفى أورام الإسماعيلية لبيعها في السوق السوداء.
في البداية يروي السيد ماهر، تفاصيل الواقعة لـ " الفجر"، قائلا "فوجئت منذ شهر سيدة تتردد بصفة مستمرة على أحد موظفي المستشفى، وتلاحظ أن تلك السيدة تأتي المستشفى يوما مرتدية النقاب ويومًا تأتي بدون ارتداء النقاب وعند مغادرتها المستشفى كانت تحمل في يدها أدوية غالية الثمن، ومن هنا بدأت أراقب الموظف وتلك السيدة، وشاهت تلك السيدة تأتي بسيدة أخرى، وعند خروجهما من باب المستشفي طالبت بتفتيش الحقائب التي بحوزتهما، وقامت أحدهما بالفرار والهروب، والثانية انهارت واعترفت أنها تأتي مع صديقتها لـ "الأستاذ أسامة" الموظف بالمستشفى للحصول على أدوية لبيعها في السوق السوداء، مقابل مبالغ مالي".
وأضاف مشرف أمن مستشفى أورام الإسماعيلية، على الفور قمت بإخطار الدكتور محمد النخيلي مدير مستشفى أورام الإسماعيلية بالواقعة، والذي أكد سوف يتم متابعة الموضوع سرًا لاتخاذ الإجراءات القانونية حيالهم، وفوجئت أن الأستاذ "أسامة" موظف مسئول ملفات المرضى بالمستشفى يتصل بي ويعرض عليه مبلغ 120 ألف جنيه، مقابل تسهيل وعدم تفتيش أي حقائب لتلك السيدات، وعندما رفض ذلك العرض، اتصل بي مرة أخرى وقام بعرض مبلغ 120 الف جنيه وسيارة ماركة دايو" و500 جنيه يومًا، وذلك لتسهيل خروج الأدوية من المستشفى دون تفتيش.
وأكد السيد ماهر، أخطرت الدكتور محمد النخيلي مدير المستشفى، بالواقعة كاملة، وأن هناك موظفين بالمستشفي مسئول ملفات المرضى وأخر مسئول أذن الصرف، يعرضان عليه مبالغ مالية وسيارة مقابل التسهيل في تهريب دواء السرطان من المستشفى، وطالب الدكتور النخيلي ضبطهما متلبسين بالدواء.
وأشار السيد ماهر مشرف أمن مستشفي أورام الإسماعيلية، أن الأستاذ " أسامة " مسئول ملفات المرضي أبلغني انه سوف يقوم بعد قليل بإخراج كمية من الأدوية وعلي الفور أبلغت الدكتور محمد النخيلي مدير المستشفي والذي أمر بالتحفظ عليها، وقام باستدعاء أسامة مسئول الملفات، وعلي مسئول اذن الصرف، وابلغ العميد طاهر سليم مأمور قسم شرطة ثان بالواقعة كاملة.
وقال السيد ماهر، الذي رفض رشوة 120 ألف جنيه وسيارة، تمنيت عمل عقد بمستشفى أورام الإسماعيلية، حيث أعمل مشرف أمن لأحد الشركات، التي تعمل على تأمين مستشفي أورام الإسماعيلية، أو شقة سكنية من أسكان محافظة الإسماعيلية، وذلك بدل الشقة التي أستأجرها بـ "800 جنيه شهريًا، حيث أنني لدي ثلاثة أطفال وارتبي 2000 جنيها فقط شهريًا".
وكان المستشار وليد جمال المحامي العام لنيابات الإسماعيلية أمر، بحبس موظفين يعملان بمستشفى أورام الإسماعيلية التعليمي، 4 أيام على ذمة التحقيقات، وذلك لاتهامهما بسرقة وتهريب أدوية مرضي السرطان والكيمياوي خارج المستشفى بمساعدة سيدات منتقبات لإخراج الأدوية من المستشفى دون تفتيش وبيعها في السوق السوداء.
وكشفت تحقيقات النيابة العامة التي أشرف عليها المستشار يوسف الدفتار، رئيس نيابة الإسماعيلية الكلية، وباشرها محمود نصر، وكيل أول النائب العام، بلاغًا من إدارة مستشفى أورام الإسماعيلية يفيد بضبط الموظفين "أ.م، و ع. أ" بقسمي الملفات ونفقة الدولة بالمستشفى بتهريب أدوية كيمياوي وأخرى خاصة بمرضى السرطان.
واستمعت النيابة العامة إلى أقوال مدير مستشفى الأورام، ورئيس الصيادلة بالمستشفى، وسماع التسجيلات التي بين مشرف الأمن والمتهمين، ووجهت النيابة العامة للمتهمين تهم الاستيلاء على المال العام وتسهيل الاستيلاء على المال العام، والإضرار العمدي بالمال العام، والتربح من وظيفتهما.