محلل سياسي يمني يكشف لــ "الفجر" ما وراء عدم تنفيذ اتفاق الرياض.. ويوضح دور الأمم المتحدة
قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني "سالم محمد حسين الضباعي" إن هناك الكثير من المواقف الصعبة التي مر بها في حياته السياسية، أبرزها وأهمها وأكثرها خطورة حرب صيف 94 الظالمة التي أدت إلى القضاء الفعلي على مشروع الوحدة اليمنية الكبير.
وأضاف الضباعي" في حديثه لــ "الفجر"، لاتزال الأوضاع العامة تعاني من نفس المشاكل والصعوبات التي رافقت عمل سلطة الشرعية بعد عاصفة الحزم والأمل في مارس من عام 2015، وبعد انقلاب الحوثيون على السلطة في صنعاء والاجتياح العسكري الثاني لعدن ثم إضطرار الحكومة للعمل من خارج الأراضي اليمنية وهو الأمر الذي سمح بنشؤ الكثير من المصاعب والتعقيدات ليس في العاصمة المؤقتة عدن ، بل وفي جميع المحافظات والمناطق المحررة ، وفي البلاد كلها على وجه العموم ، وقد جاء اتفاق الرياض محاولة لفض التداخلات ومنع انزلاق الأوضاع نحو مزيد من الصدامات العسكرية والمسلحة داخل صفوف الشرعية وإعادة تنظيم صفوف القوى المحسوبة عليها.
لكن الأوضاع على وجه العموم لا تزال كما كانت قبل عودة الحكومة إلى عدن وللعلم أيضاََ فإنها قد غادرتها مجدداََ إلى الرياض نهاية الأسبوع الماضي.
وتابع: كنا نتمنى أن يتم الالتزام باتفاق الرياض حسب الجدول الزمني الذي ترافق مع الإعلان عنه حيث كان ذلك كفيلاََ أن تم بأن يعيد تنظيم صفوف شرعية الرئيس هادي باتجاه صنعاء غير أن الفترة المزمنة قد انقضت ولم يتم الالتزام والتنفيذ لما اتفق عليه ويبدو أن اتفاق الرياض سيلحق بسابقه اتفاق ستوكهلم.
◄أسباب التباطؤ في تنفيذ اتفاق الرياض
وحول أسباب التباطؤ في تنفيذ اتفاق الرياض قال"سالم" إن التباطؤ في التنفيذ يرجع إلى إصطفاف العديد من القوى التي رأت فيه تهديداََ لمصالحها منذ البداية والتي وجدت من يساعدها من القوى الخارجية على المستويين الإقليمي والدولي.
وأكد أنه في حقيقة الأمر أن تحالف حرب 94م، الذي دمر الجنوب قد تشكل من تحالف حزبي المؤتمر الشعبي العام بقيادة الرئيس علي عبدالله صالح والتجمع اليمني للإصلاح الذي تشكل أصلاََ لهذه المهمة بقيادة عبدالله بن حسين الأحمر ولم ينفرد الإصلاح لوحده بتلك المهمة التي قادت في النهاية إلى تدمير الدولة والبلد برمته.
◄مقتل قاسم سليماني
وعلق على مقتل قاسم سليماني حيث قال بأن مقتل سليماني يعد ضربة قاسية ومؤلمة ومؤثرة على المشروع الإيراني في المنطقة لكن تأثيره عارض ومؤقت على القوى الحليفة لإيران بل أنه يزيد من احتدام واحتقان الأوضاع فيها.
◄أهدف إيران من اليمن
وكشف هدف إيران من اليمن، وقال بأنها تريد إدراج اليمن ضمن مشروعها التوسعي نظراََ لأهمية موقع اليمن الإستراتيجي الذي يؤثر على أبرز قوتين عربيتين هما المملكة العربية السعودية وجمهورية مصر العربية.
◄ قضية تعز
واستعرض في حديثه قضية تعز قائلاً بأنها جزء فاعل ولا يتجزأ عن القضية اليمنية عامة وحلها لا يكون لإلا في الإطار العام للحل في اليمن.
◄دور الأمم المتحدة
وحول دور الأمم المتحدة قال ليس إلا انعكاساََ لواقع الدول الفاعلة فيها وكما نعلم جميعاََ فإن منظمة الأمم المتحدة ذاتها تفتقد إلى التوازن الصحي المطلوب لتنفيذ مهامها.
◄ حضرموت
وحول الأسباب التي أدت إلى نجاح الأمن والأستقرار بحضرموت دون المحافظات الجنوبية الأخرى، قال إ ن لحضرموت طابعها وسماتها الخاصة كمجتمع مدني متحضر لكن وفي نفس الوقت فلا يمكن النظر لما يجري في حضرموت بمعزل عما يجري في بقية المحافظات والمناطق الجنوبية الأخرى فهي جزء كبير من الكيان الجنوبي اليمني الكبير.
◄ رسالة للقيادة السياسية
كما وجه رسالة للقيادة السياسية بزعامة الرئيس عبدربه منصور هادي حديث قال بأن يحسم الأمر بالالتزام الصارم بتنفيذ اتفاق الرياض الذي قد يبقي على تماسك قوى السلطة الشرعية والتحالف العربي ويعيد تنظيم الصفوف باتجاه قضية استعادة الدولة ما عدا ذلك فإن قوى الأمر الواقع ستفرض ثقلها وتفتح الأفق على احتمالات مجهولة.
◄ حل الأزمة اليمنية
كما تطرق في حديثه حل الأزمة اليمنية وقال إنه يتمثل بقرار شجاع يتخذ من قوى الحرب الداخلية والخارجية تعترف فيه باستحالة الحل العسكري وتسلم بحتمية الحل السياسي عن طريق الحوار والتفاوض.