مصطفى عمار يكتب: أستاذ عادل إمام.. "وحشتنا"

مقالات الرأي



عشر سنوات كاملة مرت والفنان الكبير «عادل إمام» مبتعد عن السينما، بعد أن قدم آخر أفلامه «زهايمر» خلال عام 2010، ومن وقتها تفرغ الزعيم لتقديم المسلسلات الدرامية وابتعد بشكل نهائى عن السينما، التى صنعت تاريخه ووضعته فى مكانة ومنزلة من الصعب أن يقترب منها أى ممثل آخر خلال مشواره الفنى، هذا المشوار الذى يتجاوز أكثر من خمسين عاما، بدأها بأدواره الصغيرة والمميزة فى مسرح الأستاذ «فؤاد المهندس» وبعدها سينمائياً، حتى جاءت لحظة الانطلاق الحقيقية له عقب عرض مسرحية «مدرسة المشاغبين» ليبدأ رحلة صعود لم تتوقف حتى الآن، وظلت السينما هى صاحبة النصيب الأكبر فى تاريخ عادل إمام، صنع من خلالها إمبراطوريته الخاصة، وجلس على عرشها كنجم شباك لأكثر من ثلاثين عاما، قبل أن يزاحمه عليها نجوم الكوميديا الجدد مع نهاية التسعينيات، وحتى بعد صعود نجوم كوميديا الجدد ظل عادل إمام محتفظا بمكانته، وأن يواصل المنافسة ويتفوق فى سنوات عديدة على النجوم الجدد، فعلها فى أفلام «التجربة الدنماركية»، و»عريس من جهة أمنية» و»السفارة فى العمارة « و»مرجان أحمد مرجان»، ولا ينكر أحد أن الأفلام التى قدمها الزعيم برفقة الكاتب الكبير وحيد حامد، والمخرج الكبير «شريف عرفة» تبقى فى مكانة مميزة ضمن تاريخ الزعيم وتاريخ السينما المصرية أيضاً، فأفلام مثل «النوم فى العسل» و»الإرهاب والكباب» و»المنسى» و»طيور الظلام» و»اللعب مع الكبار»، فكل هذه الأفلام بقدر ما كانت تحمله من كوميديا سياسية، ساهمت بشكل كبير فى نقل الزعيم من منطقة الأعمال الكوميدية الممزوجة «بالأكشن» التى قدمها خلال فترة الثمانينيات، إلى منطقة جديدة تماماً، جعلته أشبه بزعيم سياسى يعبر عن رأيه فيما يدور حوله من مشاكل اجتماعية وسياسية وطائفية، ظلت السينما خلال مشوار الزعيم هى سلاحه الذى واجه به فساد رجال الأعمال والوزراء ورجال السلطة والتطرف الدينى، لم يعد بعد كل ما قدمه مجرد نجم كوميدى عابر فى تاريخ الفن، ولكنه أصبح جزءا كبيرا وحقيقيا من تاريخ الفن المصرى، ومن الصعب علينا كجمهور للزعيم، أن نجده يتخلى عن تقديم أعمال سينمائية جديدة، وأن يكتفى بتقديم عمل درامى، نعلم أن صحته بالنسبة لنا ولأسرته أهم بكثير، ولكننا نأمل أن يعيد الزعيم حساباته، وأن يعود سينمائياً ليعوض فترة الغياب الطويلة عن السينما، والتى لم تحدث من قبل خلال مشواره، فأكبر فترة ابتعد فيها عن السينما كانت ما بين عامين إلى ثلاثة أعوام، لكن أن تصل إلى عشر سنوات كاملة، فهذا أمر لا يقبله جمهوره أولاً ولا يتناسب مع تاريخه ومكانته فى قلوبنا، نتمنى أن يستجيب الزعيم للسطور السابقة، ويعلن عن عودته سينمائياً، ونحلم أن تكون عودته للسينما بالتعاون من جديد مع الأستاذ وحيد حامد والمخرج شريف عرفة، نتمنى أن نرى جزءا ثانيا من «طيور الظلام» أو «الإرهاب والكباب»، أو عملا آخر يوافق عليه الزعيم ليواصل ما تعودنا عليه منه، سينما حقيقية وباقية داخل عقولنا وقلوبنا، أستاذ عادل إمام..غيابك لا يليق بمكانتك فى قلوبنا.