رغم انتشار أغانى المهرجانات.. السمسمية تأسر أهالى البحر الأحمر بألحانها الأخاذة
تعد محافظة "البحر الأحمر" إحدى محافظات مصر التى تتميز بالتراث الشعبي والفلكلور المميز لطابع هذه المحافظة بجميع المدن، بدءًا من الزعفرانة شمالًا وحتى رأس حدربة جنوبًا وذلك لوجود قبائل بدوية مثل قبيلة العبابدة والبشارية ومعاذة وجهينة والرشندية والتي تتمتع بتراث غني خاص بها، والتى مازالت تلك القبائل تحافظ على تراثها رغم إنتشار ما يسمي بأغانى المهرجانات.
"السمسمية تواجه المهرجانات في البحر الأحمر"
أصوات مبهجة تطرب الآذان وقصص تحكى تأريخ البحر الأحمر تخرج بين أوتار الآلة البسيطة "السمسمية" فكان أهالى البحر الأحمر يعملون بمهنة الصيد مستخدمين الفلايك، فاستعانوا "بالسمسمية" للغناء عليها لتكون الرفيق لهم بالصيد، وتحولت لتصبح ليلة أساسية قبل ليلة الزفاف وهى "ليلة الحظ" تبدأ من منتصف الليل حتى ضوء اليوم التالى رغم إنتشار ظاهرة أغاني المهرجانات.
"بالسمسمية شيكو اللذيذ يواجه المهرجانات"
تجدهم يلتفون حوله أينما ذهب ومعه الآلة البسيطة"السمسمية" التى تتكون من إطار خشبى بشكل معين مجدول بها أوتار معدنية بشكل خاص يخرج من بينها أنغام مبهجة يتراقص عليها البعض، شاذلى حلبى الشهير ب"شيكو اللذيذ".
ويقول "شيكو" تعد السمسمية هي إحدى الفنون التي تميز الفن المصري عن غيره، فلا تجد مثيلا لها في أي بلد بالعالم، لأنه اختراع مصري كامل، من حيث الآلة وعازفيها، والجمهور الذي يستمع إليها، فهى آلة وترية، تصنع بشكل محلي، وأوتارها عبارة عن أسلاك من الصلب الرفيع، تشد بشكل قوي على صندوق خشبي بمسافات محددة لتخرج أنغام موسيقية يحكى عليها التاريخ النضالي والبطولى لاهالى البحر الأحمر.
ويحكى"شيكو"، أن السمسيمية مازالت مستمرة تواجه اغانى المهرجانات وبقوة، موضحًا هنآك ما ما يسمى بليلة الحظ فى جميع مدن البحر الأحمر، مازال يحافظون عليها يقيمها العريس وهى ليلة الحنة عند البعض وتبدأ في الثانية عشرة بعد منتصف الليل، ويلتف شباب القبيلة وأصحاب العريس والأهل والجيران على شكل حلقة يتوسطها العازفين على "السمسيمية" وتستمر حتى الفجر.
وأردف"شيكو" هنآك أسماء عملاقة عزفوا على السمسمية فى البحر الأحمر، ومن أشهرهم الريس حربى حسين وإخوته، وعائلة لطيف وعائلة آل مرازيق وعائلة آل زراع، وعائلة عواد، وعائلة سليمان "الرشندية"، وعائلة صالح أبوخشيم، والعديد من الأسماء الكثيرة التي حفرت اسمائها بأحرف من نور فى سجلات عازفوا "السمسمية"، مشيرًا نحن نسير على منهاجهم لتعليم الأطفال تراث المحافظة وسط تزايد وانتشار أعانى المهرجانات.
وتابع:-"شيكو" هناك العديد من الأطفال يأتون لمكتبة مصر العامة، يحرصون على تعليم السمسمية، موكدا رغم إنتشار ظاهرة المهرجانات فهناك فن وتراث السمسمية يتلألاء فى سماء البحر الأحمر، مشيرًا أن رتم السمسمية رتم سريع وأغانيها ذات روح حماسي وأداء متسارع يصاحبه الكف، ويسمى النمط السريع الذي يتناسب مع أغاني الحب والغزل والعتاب بين الأحباب، وسهل هذا الرتم حفظ الكثير من أغانيها بين الأطفال.