هل تتأثر علاقة أردوغان بالإخوان جراء أطماعه في ليبيا وسوريا؟
يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لتحقيق حلم الخلافة على حساب المنطقة العربية، إذ عزز نفوذه في ليبيا وسوريا، بدعم الجماعات المسلحة التي تشكل خطورة في المنطقة العربية، حتى تمكنه من تحقيق أطماعه الاستعمارية، لذا تداولت تساؤلات عديدة مؤخرا بشأن تأثر علاقته بالإخوان جراء تلك الأطماع.
تدخل أردوغان في ليبيا
بعدما انتابت حالة من الإحباط واليأس، حكومة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، من جماعة الإخوان الإرهابية، بعد فشلها في السيطرة على مقاليد الحكم في مصر، ومن ثم فشل احتجاجاتها في أعقاب الإطاحة بمحمد مرسي، لجأت تركيا، لبث الفساد في الأرض، داخل سوريا ثم انتقلت إلى ليبيا، جراء أطماع استعمارية.
ولعل التدخل التركي، جاء على حساب الشعب الليبي الذي يدفع ثمن عدم الاستقرار منذ الإطاحة بالعقيد معمر القذافي عام 2011، حيث سعت إلى تحويل الساحة الليبية إلى مشهد مماثل لما حصل في سوريا؛ فمنذ اندلاع معركة طرابلس في أبريل الماضي، بين الجيش الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر وبين قوات الحكومة المتمركزة في المدينة بقيادة فايز السراج، والتدخل الأجنبي لا يتوقف؛ حيث أتاحت تلك المعركة الفرصة أمام موسكو ومختلف العواصم الأوروبية لفرض وجودها بين فرقاء الصراع الداخلي المشتعل، بدلًا من السعي للحل السياسي.
سنحت الفرصة، لتركيا حتى تتدخل في ليبيا، إذ أعلن رجب طيب أردوغان في ديسمبر الماضي، أنّ هناك مشروع قانون سيتم عرضه على التصويت في البرلمان التركي، ينص على إرسال قوات عسكرية إلى ليبيا بطلب من حكومتها الموجودة في طرابلس، وهو ما حصل بالفعل.
وبشأن أطماع أردوغان الاستعمارية في ليبيا، فإنه يسعى بكل جهده، للاستفادة من الثروات، إذ وقع مع ليبيا، في ديسمبر الماضي، اتفاقين أساسيين، عسكري وبحري، كما قدمت تركيا مساعدات عسكرية لحكومة السراج، في خرق واضح للحظر الدولي على بيع الأسلحة لفرقاء الصراع في ليبيا، والذي أصدرته الأمم المتحدة عام 2011.
علاقة أردوغان والإخوان
والمعروف أن تدخل أردوغان في ليبيا، يزيد من التحديات الأمنية في المنطقة العربية، جراء دعم تركيا للجماعات الإرهابية في طرابلس، التي تشكل خطورة في المنطقة وتزيد الفوضى في الساحة الليبية.
ولا نستطيع التعجب، لدعم جماعة الإخوان الإرهابية، لأردوغان في ليبيا، فجميع العمليات الإرهابية التي نفذتها الأذرع المسلحة للإخوان كانت مدعومة كليا من تركيا، لذا فإن الإخوان ستدعم أردوغان في كل تحركات المشبوهة.
أطماع أردوغان في سوريا
ولا يغفل على أحد الأطماع التركية في سوريا، إذ سيطرت على إدلب وعفرين وحلب، بذريعة مواجهة الجماعات الكردية المسلحة، التي تعتبرها أنقرة امتدادا لحزب العمال الكردستاني المحظور في تركيا.
وامتدت الهيمنة التركية لتشمل الكتب المدرسية ولافتات الطرق والمؤسسات العامة، حيث يواصل أردوغان تعزيز نفوذه في شمال سوريا، بتبني استراتيجية قائمة على توطيد وجوده العسكري، ودعم تدخل السلطات بالشؤون المدنية والاقتصادية والأمنية.