مصطفى محمد يكتب : سر ليفربول؟ .. الروبوت!
الإدارة مزيج بين العلم والفن، وجوهرها الإرادة القوية في التغيير والرغبة الصادقة في النجاح، وطريقها لتحقيق الأهداف، يكمن في قدرتها على طرح وتطبيق أفكار خارج الصندوق.
ولن تحصل على أي مما سبق، إلا عندما تدفع بالموهبين في صدارة المشهد.
فـ 50% على الأقل، وربما أكثر من سر التفوق، يعتمد على، الجرأة، الشغف، الخيال، قبل أن تكون وفرة للإمكانات والموارد!
وفي كرة القدم المعاصرة.. يأتي المشروع الذي تخوضه مجموعة « فينواي » الرياضية، مُلاك ليفربول منذ موسم 2010-2011، برئاسة العقلية الاقتصادية اللافتة، رجل الأعمال الأمريكي جون دبليو هنري، وشركاؤه، حاملاً معه تجربته المذهلة بتحويل نادي « بوستون ريد سوكس» للبيسبول الذي اشتراه عام 2002، إلى أحد أقوى فرق دوري البيسبول الأمريكي «الميجور ليج» حيث أعاد لقب الدوري إليه عام 2004 بعد غياب دام لـ 86 عاماً، يأتي ليؤكد ما تحمله هذه التجربة من إضافة نوعية وثورة جديدة في علم الإدارة الرياضية.
فقد انتجت قناة DW دويتشه فيله الألمانية مؤخرا تقرير فيديو بعنوان :
بين كلوب وصلاح وعالم الفيزياء، كيف أصبح ليفربول فريقاً لا يُقهر؟
ألقت الضوء من خلاله على دور قسم بيانات ليفربول، الذي يقوده منذ يوليو 2012، مدير قسم الأبحاث بقلعة الريدز، دكتور إيان غراهام الحاصل على دكتوراة في الفيزياء النظرية، برفقة تيم واسكيت، عالم الفيزياء الفلكية، و ويل سبيرمان، حاصل على دكتوراة في الفلسفة، ودافيد ستيل، عالم الرياضيات وبطل شطرنج.
وقد سبق وصرح كلوب قائلاً : قسم بيانات ليفربول سبب وجودي هنا.
حيث وقع معه ليفربول في أكتوبر 2015، استناداً إلى معطيات البيانات وليس النتائج في موسمه الأخير مع بروسيا دورتموند الألماني.
ويدمج ليفربول تحليل البيانات في القرارات التي يتخذها أكثر من كل الأندية الكبرى،
ويقول تيم واسكيت : يدرك فريق التحليل أن كل تفصيلة تؤثر في التسجيل، عبر معرفة التفاصيل وباستخدامها يتميز ليفربول على منافسيه.
ويجمع الفريق المعلومات لطرح خطط جديدة يقدمها كلوب للفريق.
الأرقام تقول : صلاح إلى ليفربول.. وسنفوز على برشلونة
أشارت بيانات غراهام إلى أن صلاح وفيرمينو سيُحدثان نقلةً في الفريق، بناءً على تمريرات فيرمينو القادرة على صناعة أهداف، وقد وصل بالفعل عدد الأهداف التي صنعها أحدهما للآخر حتى الآن إلى 25 هدفاً.
ويذكر أن غراهام تمكّن من بناء قاعدة بيانات لنحو 10 آلاف لاعب يُوصي من خلالها بمن يجب ضمهم وكيفية استخدامهم.
وفي مايو 2019، صعد ليفربول بهدفٍ في برشلونة نتيجة ركنية سريعة من ألكساندر أرنولد، ولم يكن الهدف مصادفة، إذ لاحظ فريق تحليل البيانات أن لاعبي برشلونة يتشتتون بعد كل ركلة أو رمية حرة، تواصل كلوب مع المسؤول عن التنسيق مع الأطفال رماة الكرات، لرمي الكرة بسرعة خلال المباراة، ما سمح لأرنولد بلعب الركنية في غياب دفاع برشلونة.
وفي هذا السياق يقول بول باور، عالم شركة بيانات لفايننشال تايمز : يمكنك تعطيل الخصم إذا تدربت على استغلال 30 ثانية من تشتته.
عزيزي القارئ تتفق أو تختلف مع ما تمثله « ماما أمريكا»، مش مهم!
لكن بلا شك لا تستطيع انكار ابهار الأمريكان، ونجاحهم في تأطير كل شيئ واخضاعه لمسلمات فروع العلم المختلفة، وانصهارها في بوتقة واحدة تؤدي لتحقيق الاستفادة القصوى،
وبالتالي قادت هذه الفلسفة أبناء العم سام، لحالة التفرد التي تعيشها القوى العظمى الأولى في العالم،
متى نتعلم منها ونسقطها على واقعنا، ما أحوجنا لذلك!
وفي الأخير ها هو المستثمر الأمريكي هنري على وشك أن يكرر المعجزة مع قلعة الريدز، المتعطشة للقب البريمير ليج الغائب منذ ما يقرب من 3 عقود عجاف،
بالقيادة الفنية للفيلسوف الألماني الباسم يورجن كلوب، والفرعون المصري الحاسم، محمد صلاح!
للمزيد حول تحليل عودة ليفربول يمكنكم الاطلاع على مقالي مارس الماضي 2019،
بعنوان :