في افتتاح بانوراما شهداء أقباط ليبيا.. طفل يحضن تمثال أبيه.. وأب ينظر لتمثال ابنه
في مشهد احتفالي مهيب، توافد المئات من الأقباط والمسلمون في افتتاح بانوراما شهداء الوطن بليبيا، الشهداء الذين صبروا علي آلم الساعة ووصلوا إلي ميناء الخلاص، لكن تبقي أشواق زويهم في القلوب حتى يوم التلاقى.
احتضن كل ابن تمثال ابيه الشهيد، وكل أب ينظر لتمثال ابنه الذي كان ينتظر مجيئه للقضاء معهم فرحة العيد منذ ٥ سنوات مضت.
وأجريت مكالفة هاتفية بين الشهيد كيرلس بشرى مع والديه، في 2 يناير عام 2015، وطمأنهم فيها على حاله فى الغربة وزملائه الذين يعيش معهم فى غرفتين صغيرتين، وطمأن والديه بقرب عودته، بينما كان يفكر فى الإرهابيين الذين يحولون بينه وبين تراب وطنه، حيث كان يقف الإرهابيون فى الطرق لإلقاء القبض على المسيحيين العائدين لبلادهم للاحتفال بأعياد الميلاد، فيما دعا الوالدان بعودة "كيرلس" سالمًا.
ويقول "ملاك"، الشقيق الأكبر للشهيد يوسف شكري، أن أخيه يوسف بعد ان اتم خدمته في القوات المسلحة، أراد ان يسافر في عام ٢٠١٤ إلى ليبيا لبيحث عن مصدر رزق لينفق علي نفسه وعلي اخواته بعد ان توفى والده وهو في عمره الخامس، فشجعه دون اي تردد حتي ان يبحث عن مصدر دخل لتأمين مستقبله.
أما الطفل "فيلوباتير"، نجل الشهيد ملاك ابراهيم، يقول بأن احساسه وهو يحضن تمثال والده تشعره بأنين الفراق بوالده الذي تركه للسفر حتي ان يضمن له ولاخواته مستقبل آمن، حيث انها لم تكن المرة الاولي للسفره بل هي لثالث مره، ولم يتوقع بأنها تكون الأخيرة، ولم يستمع وقتها للنداءات وتحذيرات أقاربه بضرورة عدم السفر.
كان الأنبا بفنوتيوس، مطران سمالوط، قد إفتتح، أمس السبت، متحف وبانوراما والنصب التذكاري لشهداء أقباط ليبيا، بكنيسة "شهداء الإيمان والوطن بليبيا" بقرية العور.
وشهد بانوراما الافتتاح نخبة كبيرة من أعضاء مجلس النواب وأسر الشهداء ومجمع كهنة إيبارشيات محافظة المنيا، بجانب الشخصيات العامة والقيادات الأمنية والتنفيذية، وعدد كثيف من الشعب القبطي.
بدأ الاحتفال في ساحة الكنيسة بموكب كنسي يتقدمه الأسقف، والشمامسة وأسر الضحايا.
وشارك في الاحتفال قيادات تنفيذية ونواب وشخصيات عامة وإعلامية.
ويضم المتحف "بانوراما توثيقية" عن رحلة الضحايا من الخطف إلى الذبح وحتى عودة الأجساد، بالوثائق والصور باللغة العربية والإنجليزية والفرنسية، والجزء الثاني خاص بمزار لهم والذي يضم مقتنياتهم والنعوش التي حملت أجسادهم من ليبيا.
والنصب التذكاري للشهداء تم نحته في مدخل الكنيسة، وهو عبارة عن تمثال كبير للسيد المسيح بارتفاع 4 أمتار وفيه السيد المسيح فاتحا ذراعيه يحتضن أبنائه إذ أمامه منحوتة لـ21 شهيدا، تجسد وضعهم أثناء عملية ذبحهم.