الصيام يذيب الدهون كما يذيب الماء الثلج
هل صيام رمضان فرصة وقائية وعلاجية للمريض والصحيح على السواء، وهل فعلا ان الدهون المتراكمة والملتصقة بجدران الأوعية الدموية، يؤدي الصيام إلى إذابتها تماما كما يذيب الماء الثلج؟ هذه الاسئلة وغيرها، أجاب عليها الدكتور مهند سلطان اخصائي جراحة، وقال: إذا تأمل القارئ في معاني هذه الكلمات، سوف يرى أن شهر رمضان طيلة ايامه الثلاثين، هو نظام غذائي جديد يلتزم به الإنسان المسلم كل سنة، والحقيقة الاخرى التي علينا ان نعرفها، أن الإنسان ليس وحده هو الذي يصوم، بل إن الصوم موجود أيضا في الحيوانات، فلقد لاحظ العلماء أن كثيرا من الكائنات الحية، تمر بفترة صوم اختيارية، بالرغم من توافر الغذاء حولها، فمثلا من الطيور ما يكمن في عشه ويمتنع عن الطعام في مواسم معينه كل عام، وبعض الأسماك يدفن نفسه في قاع المحيطات أو الأنهار لفترة معينة بدون طعام، وهناك حيوانات تسطيع العيش بدون أكل لفترة طويلة ثم تعود لتأكل وتستعيد نشاطها من جديد.
تجديد الشباب
ويضيف الدكتور مهند قائلا: كثير من الناس لا يعلمون ان الصيام يجدد الشباب في جسم الانسان، ويزيد حيوية وعمل الخلايا، ذلك لأن الصوم يؤدي إلى تأثيرين مهمين وهما، أثناء استهلاك الجسم للمواد المتراكمة منه أثناء فترة الصيام، فإن من بين هذه المواد المتراكمة الدهون المتراكمة والملتصقة بجدران الأوعية الدموية، فيؤدي ذلك إلى إذابتها تماما كما يذيب الماء الثلج، وبالتالي زيادة تدفق الدم خلال هذه الأوعية وزيادة نسبة الأكسجين والغذاء الواصل إلى الخلايا عبر هذا الدم، وبالتالي تزداد حيوية وعمل الخلايا، لذلك نرى أن الشخص الذي يحافظ على الصيام تقل إصابته بمرض تصلب الشرايين وتتأخر عنده علامات الشيخوخة، وثانيا انتهاء وتحلل الخلايا التالفة واستبدالها بخلايا جديدة ونشطة، يزيد من عمل وقوة وظائف الجسم المختلفة لذلك يشعر الإنسان بعد انتهاء شهر الصوم بنقاء جسمه وزيادة طاقته وصفاء نفسه، كذلك أثناء فترة الصيام والتي تمتد من بعد اذان الفجر وحتى اذان المغرب، يعتمد الجسم في طاقته وحاجته على سكر الجلوكوز في وجبة السحور، إلا أن تلك الوجبة لا تستطيع توفير هذه الطاقة والسكر إلا لساعات معدودة، بعدها يجد الجسم نفسه مضطرا للاعتماد على الطاقة وسكر الجلوكوز من المواد السكرية والدهنية المخزونة في أنسجة الجسم، وبهذه الطريقة يتم حرق السكر والدهون المخزونة ويتم تخليص الجسم من السموم المتراكمة، وبديهي أن يبدأ الجسم أولا باستهلاك الخلايا المريضة أو التالفة أو الهرمة، وبعد الصيام ومع تناول الإفطار تتجدد بناء هذه الخلايا بخلايا جديدة تعطي الجسم قوة ونشاطا وحيوية.
والصيام علاج فعال، ومن بين هذه الأمراض التي يؤثر في شفائها وعلاجها، حب الشباب والبشرة الدهنية والدمامل والبثور والتهاب الثنايا، وهذه الأمراض تتحسن كثيرا بالصيام، كذلك يخفف الصيام من أعراض وعلامات فشل القلب لأنه يقلل من شرب السوائل، ويقلل من تناول الأغذية، إضافة إلى إذابة الدهون من الأوعية الدموية التي تحسن من عمل القلب، وبالتالي يقلل من أعراض مرض القلب عند المصابين به.
علاج الجهاز الهضمي
يعالج الصوم كثيرا من مشكلات الجهاز الهضمي، مثل زيادة الحموضة والقولون العصبي وعسر الهضم وانتفاخات البطن، ذلك لان امتناع الشخص الصائم عن الأكل والشرب طوال فترة الصوم، يعطي فرصة لعضلات وأغشية الجهاز الهضمي بأن تتقوى وتزداد عملها وحيويتها، كما يلعب العامل النفسي دورا كبيرا في شفاء بعض علل الجهاز الهضمي مثل القولون العصبي.