خطة الدولة لإنجاح مشروع "مودة"
تسعى الدولة المصرية لتأهيل الشباب الجامعي لخدمة المجتمع وتنمية البيئة، من خلال إطلاق مبادرات تطلقها الدولة حرصا منها على شباب أكثر وعيا ونجاحا وقدرة على تخطي الأزمات، ومن أهم المبادرات مشروع مودة وهو إحدى المبادرات التي أطلقتها وزارة التضامن الاجتماعي، بالتعاون مع مؤسسات أخرى في الدولة، حيث كان الهدف من مشروع مودة هو تشكيل أفكار الشباب ووعيهم حول مؤسسة الزواج، وبالتالي الحد من معدلات الطلاق والحفاظ على نسيج المجتمع الأسري وكيان الأسرة المصرية، وأطلقت وزارة التضامن منصة إلكترونية لكي يعرف الشباب تفاصيل المشروع وأهدافه وكيفية الحصول على المواد التدريبية الخاصة به.
ويعد مشروع "مودة" من أهم الأدوات التي تساعد في تغيير الوعي المجتمعي، كما أنه يوضح أهمية الأسرة وخطورة الطلاق حيث يعاني المجتمع حاليًا من ارتفاع نسبة الطلاق، التي وصلت إلى 211 ألف حالة سنويًا أي متوسط 578 حالة يوميًا، وكانت الفئة العمرية من 30 -35 عامًا هي الفئة الأعلى في نسب للطلاق بين الأزواج حيث مثلوا 20% من مجموع المطلقين، وهذا يوضح وجود خلل ظاهر بالمجتمع لذلك قامت وزارة التضامن الإجتماعي مع جهات أخرى بإطلاق مبادرة مشروع مودة وهو مشروع لإعداد وتأهيل المقبلين على الزواج للحفاظ على كيان الأسرة المصرية، والحد من معدلات الطلاق على المدى البعيد من خلال نشر الوعي.
وتتعاون وزارة التضامن الإجتماعي مع 12 مؤسسة وجهة أخرى من مؤسسات الدولة المصرية، وهي الأزهر والكنيسة ودار الإفتاء المصرية ووزارة الأوقاف ووزارة العدل والتعليم العالي والشباب والرياضة والهيئة العامة لقصور الثقافة، ومركز دعم وإتخاذ القرار، والمجلس القومي للمرأة، وصندوق الأمم المتحدة للسكان، ومعهد المشورة الأسرية.
ويستهدف مشروع مودة الشباب والفتيات من سنة 18 إلى 25 عامًا وخاصة شباب الجامعات وعلى وجه الخصوص الجامعات الموجودة بالمحافظات، حيث سجلت أعلى معدلات الطلاق، وانطلقت المرحلة الأولى من المشروع في جامعات القاهرة وعين شمس وحلوان والإسكندرية وبورسعيد، ويستهدف أيضًا مشروع مودة المتزوجين الذين يترددوا على مكاتب تسوية المنازعات.
ويتم تنفيذ خطة عمل مشروع "مودة" بهدف رفع الوعي والحد من معدلات الطلاق عن طريق تنظيم حملات للتواصل مع طلبة الجامعات والمعاهد بتطبيق برامج تدريبية لرفع وعي الشباب المقبل على الزواج حتى يتوفر لديه الأساسيات اللازمة لتكوين الأسرة، إلى جانب التوعية الدينية والإجتماعية والصحية، وتنظيم محاضرات لمعرفة طبيعةو أهمية العلاقة الزوجية وقدسيتها.
وتأتي في خطة العمل أيضًا تفعيل جهات فض المنازعات الأسرية حيث تقوم بدورها في الحد من الطلاق، والتوجيه بكيفية إختيار شريك الحياة من الطرفين وكيفية التعامل الجيد بين الزوجين، والتوعية بالتركيز على الجانب الصحي لأهميته وتأثيره على الزواج والصحة الإنجابية، والتعرف على خلفيات الشباب عن الزواج من جميع النواحي والعمل على تصحيح المفاهيم الخاطئة والأفكار المتوارثة لدى الشباب المستهدف.
وفي المراحل القادمة سيتم تعميم التدريبات بالمشروع في كافة الجامعات المصرية لإمداد الشباب والفتيات بالمعارف والمهارات اللازمة لبناء كيان أسري متماسك.