"تخيلها تحت الأرض".. ما هي معتقدات المصريين القدماء في الجنة؟
قال مجدي شاكر، كبير أثريين، إن المصري القديم وصف جنة الأبرار وأطلق عليها اسم "يارو" وهي كلمة تعني حقول أوزير، كما أنه اعتقد أن هناك نارًا وجحيمًا للأشرار، وأطلق عليها اسم "سج".
محاكمة فاصلة
وأضاف شاكر في تصريحات خاصة إلى "الفجر"، أنه لهذا السبب آمن المصري القديم بوجود محاكمة فاصلة بعد الموت لكل متوفى أمام "أوزير" إله العالم الآخر، ورب الموتى، حيث لابد من محاكمة عادلة لكل إنسان ليلقى جزاء ما اقترفت يداه خلال حياته الأولى إن كان خيرًا فخير وإن كان شرًا فـ"شر".
وتابع: أن المصريين القدماء بعد الموت كانوا يعتقدون أن إقامتهم بالقبر ليست أبدية، وهناك محاكمة إلى حياة أخرى، وهى الحياة الأبدية الخالدة، "ليعطي الحياة أو الأبدية"، تلك العبارة كانت تختم بها كل دعواتهم على المقابر.
سجل كتاب البوابات
وأشار شاكر إلى أن المصرى القديم سجّل في كتاب البوابات قائلا: "إن أبدانكم سوف تقوم من أجلكم، وإن عظامكم سوف تلتحم من أجلكم، و سوف ينزعون عنكم أكفان المومياء وتلقون جانبًا أقنعة المومياء"، مضيفا: "تحرروا مما يضجركم كي تتمتعوا بالحقول «يارو» الجنة".
وأضاف أن المصرى القديم كان ينظر للجنة "يارو" أو حقول الإله أوزير، كما وردت في كتاب الموتى التعويذة 110، على أنها عبارة عن أنهار ماء تجرى باللون الأزرق، وبينها حقول "أوزير".
ويقوم المتوفى بالإبحار بحرية في هذه الأنهار بمركب صغير يحمله وحده، وفى بعض المناظر تكون زوجته خلفه في حقول "أوزير"، ومنظر آخر يمثله وهو جالس أمام مائدة القرابين، يأكل ويشرب من الطعام والفواكه والمشروبات، وصور منها "الخبز، والبيرة، والبصل، واللحم، والخس، والبط، والأوز" ومن الفواكه "الرُمان، والعنب، والتين".
الجنة تحت الأرض
وأضاف شاكر أن المصري القديم تخيل أن هذه الجنة تحت الأرض، وسبب ذلك دفن المتوفى تحت الأرض في المقبرة، ووجود الأنهار نابع عنده من حفر الآبار، وخروج الماء منها، لذا رأى أن هذه الجنة للحياة الأخرى أسفل الأرض بها أنهار كثيرة تروى منها حقول أوزير، كان يعتقد أن سكان الجنة خالدين أبدًا القديمة.
وأشار أن المصرى القديم تخيل الجنة صورة مصغرة لمصر وعيونها، إلا أن هذا التشابه بين وصف الجنة في مصر القديمة، وما ورد فى الكتب السماوية، يعطى الحق للعقل البشرى أن يسأل كيف ورد إلى ذهن المصرى القديم تصوره عن الجنة بهذه الصورة؟
وختم شاكر كلماته: الأرجح ومن المعقول أنه أخذها من رسل الله ـسبحانه وتعالى، الذين وفدوا على مصر فى عصور سبقت عصر الرسالات السماوية حيث زارها العديد منهم.