مجلة بريطانية: من ينتقد النظام في قطر يصادر جنسيته

عربي ودولي

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

كشفت مجلة "إيكونوميست" البريطانية، اليوم الجمعة، عن حالة الفصام التي وصل إليها حكام قطر في تعاملهم مع شعبهم وجيرانهم بالمنطقة، حيث أن صور تميم باتت منتشرة في كل زاوية في قطر، كما كانت صور الرئيس العراقي صدام حسين في بغداد. 

وسلط التقرير، الضوء على عقوبة سحب الجنسية من كل مَن ينتقد النظام، على الرغم من أن حاول تميم بن حمد أمير قطر على مدى عقود، الترويج بأن الدوحة منارة للانفتاح، وهي تستضيف قناة الجزيرة، وهي محطة فضائية عربية شهيرة تزعم أنها تبث آراء مكبوتة في أماكن أخرى من الشرق الأوسط.

وتحولت الدوحة إلى ملاذ لأولئك الفارين من حكوماتهم. لكن أميرها تميم بن حمد آل ثاني أقل تسامحاً مع الانتقادات الموجهة إليه. وفي الشهر الماضي أصدر مرسوماً يهدد فيه بالسجن لمدة خمس سنوات أو غرامة قدرها 27 ألف دولار على "كل من يبث أو ينشر شائعات أو بيانات أو أخباراً كاذبة أو متحيزة.. بقصد الإضرار بالمصالح الوطنية أو إثارة الرأي العام أو التعدي على النظام الاجتماعي". وقد نشرت صحيفة يومية في قطر والتي تسيطر عليها الدولة تقريراً عن المرسوم – ثم تراجعت بصورة مريبة عن تقريرها.

وأردف تقرير مجلة "إيكونوميست" أن صورة الأمير أصبحت منتشرة في كل مكان في الدوحة مثل صور صدام حسين في بغداد. وكتب تحت الصورة شعار "تميم المجيد".

وغالباً ما تصدر الصحف القطرية نفس الأخبار على صفحاتها الأولى، مع عناوين شبه متطابقة. ولقد كانت القصة الرئيسية في 23 يناير الماضي، حول حفل تخرج لأفراد من الشرطة وتم ذكر الأمير فيها تسع مرات. ويضيف التقرير أنه حتى الأكاديميين الذين يخرجون عن الخط يخاطرون بفصلهم. ويقول كاتب عائد من ندوة عن الحقوق المدنية في الكويت: "لا أستطيع حتى تنظيم ورشة عمل!".

ويقول المنتقدون إن المؤسسات المكلفة بمحاسبة الحكومة هي واجهة فقط، إذ يقع مجلس الشورى، البرلمان القطري، في مبنى أبيض لامع . ولكن المعينين الـ 45 يتمتعون بسلطة ضئيلة ولم يجر الانتخابات الموعودة في عام 2003 قط حتى الآن وفقا للتقرير.

ويقول مراقب إعلامي مقيم في قطر إن "الجزيرة حرة في انتقاد الدول الأخرى ولكن لا تنتقد قطر أبداً". ويعلق مديرها بالإنابة، مصطفى سواج، عندما طُلب منه تفسير غياب المعارضة القطرية في برامجه قال "لا توجد معارضة قطرية"!

ويسخر تقرير المجلة من مفارقة الأمير تميم والذي يقول فيه "نريد حرية التعبير لشعوب المنطقة وهم ليسوا سعداء بذلك"، بينما معظم القطريين مجبرين على الصمت إذ يقول نجيب النعيمي، وزير العدل السابق الذي يخضع لحظر السفر: "نحن خائفون. سوف يأخذون جواز سفرك أو ممتلكاتك ويتركونك عديم الجنسية إذا تحدثت".

وتوقع التقرير ارتفاع مستوى الامتعاض بين الشعب حول سياسة النظام ويضيف أن "من المرجح أن تنمو التمتمة فقط في إشارة إلى الامتعاض، حيث تستضيف قطر كأس العالم لكرة القدم في عام 2022، ويشعر السكان المحليون بالقلق إزاء تناول المشجعين للخمور ورفع الأعلام الإسرائيلية والعروض العامة من بين أمور أخرى"، ويقول عبد الحميد الأنصاري العميد السابق لجامعة قطر "كل يوم نقترب من الافتتاح يجلب المزيد من السخط".

وتشير "إيكونوميست" إلى أن حكام قطر حولوا الدوحة من حفرة رملية إلى مدينة ذات مبان وأبراج عالية، ومع ذلك لا يمكن لقطر أن تدعي أنها منارة للانفتاح حتى تتوقف عن محاولة إسكات المنتقدين فالتنوير يبدأ من المنزل.