عادة رومانية قديمة.. تعرف على أصل الاحتفال بعيد الحب.. ورأي دار الإفتاء
تحتفل كل بلدان العالم بعيد الحب في 14 فبراير من كل عام، ويتبادل فيه الأهل والمحبين الورود والهدايا المختلفة، لكن ما هو أصل نشأة عيد الحب؟ وهل له فوائد صحية أم لا؟.
وترجع أصول الاحتفال بعيد الحب إلى احتفال روماني قديم، حيث كان يوجد مهرجان Loper Calia، يقام في 15 فبراير؛ لضمان الخصب للناس والقطيع والحقول، وكان يقام على شرف الإلهة "جونو" إلهة المرأة والزواج، والإله "بان" إله الطبيعة.
البابا "جلاسيوس" اقتبس المهرجان الروماني وحوزه لعيد الحب، وغير اليوم ليصبح 14 بدلًا من 15 فبراير، ويقام على شرف القديس اليوناني "فالنتين"، الذي تم سجنه وإعدامه، في 14 فبراير عام 270ق.م، حيث قام الإمبراطور الروماني "كلوديوس" بمنع الزواج خلال الحرب؛ لاعتقاده أن الزواج يضعف قدرة الجنود على القتال في الحروب، لكن خالف القس "فالنتين" رغبة الإمبراطور، وقام بتزويج الأفراد وإقامة إحتفالات الزواج؛ لذلك تم سجنه.
وفي سجنه وقع في حب ابنة السجان العمياء التي استعادت بصرها أثناء زواجه منها، وقبل إعدامه أرسل لها رسالة بإمضاء "فالنتين"؛ لذا ارتبط ذلك اليوم كل عام بإرسال الهدايا تعبيرًا عن الحب، وأصبح يوم الحب العالمي.
طقوس الاحتفال
وتختلف طقوس الاحتفال بعيد الحب من دولة لأخرى، فهناك من يقدمون الشيكولاتة ويتبادلون بطاقات التهنئة، وهناك من يحتسون النبيذ أو يتبادلون الورود، لكن في النهاية يحرص الغالبية العظمى على الاحتفال بهذا اليوم.
واعتاد اليابانيون، إحياء عيد الحب بشكل مختلف، فالنساء هن من يشترين الهدايا والشوكولاتة للرجال بما في ذلك رؤساء العمل والزملاء والأزواج، وبعض الرجال يرد الهدايا بعد شهر بمناسبة ما يعرف باسم "اليوم الأبيض".
وفي الصين يزور العشاق معبد "صانع عيدان الثقاب" في عيد الحب الصيني ويصلون من أجل الحب والسعادة والزواج.
وفي فرنسا يطلقون على يوم عيد الحب اسم Saint Valentin، ويحتفل الفرنسيون في عيد الحب بتبادل بطاقات التهنئة والزهور، ويقال إن تاريخ بطاقات عيد الحب نشأ لأول مرة في فرنسا، عندما أرسل شاب يدعى تشارلز دوق أورليانز بإرسال قصيدة حب لزوجته في هذا اليوم وهو بسجنه في برج لندن.
وفي الدنمارك تعتبر الورود البيضاء هى التعبير الأمثل عن الحب.
وأنتجت دار الإفتاء المصرية في وقت سابق مقطع فيديو أوضحت فيه حكم الاحتفال بعيد الحب "الفلانتين".
جائز شرعًا
وقال الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية: "لا مانع أبدا في الشرع أن الناس تتفق على أيام معينة يجعلونها خاصة لبعض المناسبات الاجتماعية طالما لا تختلف مع الشريعة، مثل يوم تكريم الأم فلا مانع منه، ولا مانع أن نتخذ يوما من الأيام كي يظهر كل شخص للآخر عن مشاعره نحوه وأنه يحبه".
وأضاف ممدوح، خلال فيديو له: "النبي في حديثه الشريف دعا الإنسان إذا أحب أحدكم أخاه فليقل له إني أحبك في الله، ومفهوم الحب أوسع من تلك العاطفة بين الرجل والمرأة على وجه الخصوص بل هي مفهوم أعم فمن الممكن في هذا اليوم أعبر عن حبي لأولادي أو لصديقي أو لأهلي".
وتابع: "بعض الناس قد يعترض ويقول إن هذه المناسبات التي اعتاد الناس تحديدها للاحتفال ببعض الأمور الاجتماعية، أصولها ليست أصول إسلامية وأنها من ابتكار غير المسلمين، وأن هذا من باب التشبه بغير المسلمين، وفي الحقيقة هذا الاعتراض ليس صحيحًا، لأنه حتى يكون الإنسان متشبهًا لابد عليه أن يقصد التشبه لأن في اللغة العربية مادة التشبه على وزن تفعل والتفعل معناه أن الإنسان يفعل الشىء وهو يقصد فعله وليس مجرد حصول الشبه في الصورة والشكل فقط يسمى تشبهًا، ثم أن أصل هذه الأشياء ذهبت وتناسها الناس وشاعت وصار يفعلها المسلمون وغير المسلمين، فلم تعد يلاحظ فيها أصولها غير الإسلامية لو كانت والاعتراض هنا ليس صحيحًا".
واختتم قائلًا: "إن الاحتفال مقيد بأنه لا يتم فيه أي نوع من الأشياء التى تخالف الشرع أو تخالف الدين، فنحن نتكلم عن إظهار المشاعر في الإطار الشرعي بمظاهر وإجراءات من التهادي والكلمات اللطيفة، وكل هذا لا شىء فيه ما دام مقيدًا بالآداب الشرعية وسمى عيدًا لأنه يعود ويتكرر وليس المقصود به كعيدي الفطر والأضحى".