"مجاعات وهلاك".. هل تنجح جهود "الأمم المتحدة" في إنقاذ أفريقيا من غزو الجراد

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


تواجه القارة الأفريقية مشكلة جديدة تهدد بدخول بلدانها في مجاعات وكوارث إنسانية، حيث تتسع رقعة الجراد في منطقة غرب أفريقيا بإثيوبيا والصومال، وهو مايهدد بحدوث مجاعات وموت عشرات السكان في هذه البلدان، الأمر الذي حذرت منه الأمم المتحدة، في بيانها اليوم، كما أرسلت حزمة مساعدات لهذه البلدان.

هجوم الجراد 

تعرضت مناطق شرق أفريقيا، لهجوم الملايين من الجراد على مناطق شرق القارة السمراء، هو أسوأ انتشار للجراد الصحراوي منذ 70 عامًا، ولم تواجه دول شرق أفريقيا فى الصومال وإثيوبيا هجومًا للجراد مثله من قبل، وتسبب الجراد فى اتلاف الأراضي الزراعية، وتهديد البلدان الأفريقية بالمجاعات، مما دفع الأمم المتحدة إلى طلب المساعدة من المجتمع الدولي.

نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية، أن دولة كينيا تواجه أسوأ موجة من انتشار الجراد الصحراوى منذ 70 عامًا حيث تنتشر ملايين الحشرات فى هذه الدولة بالقرب من الصومال وإثيوبيا، ولم تتعرض حتي الأن، أثيوبيا والصومال إلى هذا الغزو، حيث تسبب الجراد في تدمير الأراضى الزراعية وتهديد المنطقة التى تعانى بالفعل من الجوع.

تحذيرات أممية

حذرت الأمم المتحدة، في بيانها اليوم الثلاثاء، من زيادة أعداد أسراب الجراد في منطقة غرب إفريقيا، وهو يسبب كارثة إنسانية، حيث تدمر الحشرات الضارة مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة بالمحاصيل، ويساعد سقوط الأمطار التي يتوقع الخبراء هطولها خلال الأسابيع المقبلة، في مواصلة الجراد النمو واكتساح المناطق الزراعية، يري خبراء الأمم المتحدة، احتمال زيادة أسراب الجراد في البلدان الإفريقية بما يقارب 500 ضعف، وهو رقم ينذر بأيام عجاف وكوارث إنسانية.

الاحتباس الحراري 

تسببت مشكلة التغير المناخى والاحتباس الحراري فى انتشار أسراب الجراد التى يمكن أن تصل إلى جنوب السودان وأوغندا، كما أعلنت السلطات، فشلها في السيطرة على الجراد حتى قدوم شهر يونيو القادم (موسم الجفاف).

وناشد "أنطونيو جوتيريس" أمين عام الأمم المتحدة، الدول المتقدمة بتقديم المساعدات المالية السريعة والسخية لمكافحة انتشار الجراد في صحراء شرق أفريقيا، وهي أزمة قد تسوء بشكل كبير في حالة لم يتم السيطرة عليها.

اعتبر "جوتيريش"، في تصريحات أدلى بها لوسائل الإعلام على هامش قمة الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، أن الاحتباس الحراري العالمي هو سبب هذه المشكلة، ودعا الدول المتقدمة إلى دعم الأمم الأفريقية التي تعاني من عواقب هذه المشكلة.

أضاف "جوتيريش": "هناك صلة بين التغير المناخي وأزمة الجراد غير المسبوقة التي تعاني منها إثيوبيا وشرق افريقيا، فيعني ارتفاع درجات حرارة البحار المزيد من الأعاصير وهو يولد بيئة التكاثر المثالية للجراد، واليوم الأسراب صارت في نفس حجم المدن وتزداد سوءا حتى اليوم".

360 مليار حشرة

قضى ملايين الجراد على محاصيل مهمة في إثيوبيا والصومال وكينيا، كما توجهت أسراب الجراد إلى الحدود الشمالية لأوغندا، يعتقد الخبراء أن أسراب الجراد ستصل إلى دولة جنوب السودان في أي لحظة، ويستبعد الخبراء، أن تخف حدة هذه الكارثة، محذرين من موجات أخرى ستأتي على المحاصيل الزراعية في أبريل القادم.

تقدر منظمة الأمم المتحدة للغذاء والزراعة (فاو)، أعداد الجراد بما يبلغ 360 مليارحشرة، وهو ما يضع القارة السمراء أمام مأزق كبير بسبب موجة جراد التي لم تشهد مثلها منذ سنة 1989، قد أعلنت الصومال، حالة طوارئ بسبب تقدم أسراب الحشرات، فيما تراقب دول أخرى مثل جيبوتي وإريتريا تحرك الجراد.

كارثة الجراد

أكد كيث كريسمان مسئول عن رصد الجراد في منظمة الفاو، أن ما يأكله الجراد في يوم واحد يساوي كمية الغذاء التي يأكلها سكان ولايات نيوجرسي ونيويورك وبنسلفانيا معا، كما حذر كريسمان من خطر عدم التحرك بشكل قوى لمواجهة الكارثة، وهو ما ينذر بعواقب خطيرة في المستقبل، وخاصة أن ملايين الأشخاص بالمنطقة يعانون نقص في الغذاء.

قررت الأمم المتحدة إطلاق طائرات "درون" مع مستشعرات خرائط ومبيدات، للمساعدة في مواجهة أسراب الجراد في المنطقة، ولاتقدم هذه المبيدات حلا مفيدا بسبب السرعة التي يمتاز بها الجراد، وقدرته على السفر لأكثر من 150 كيلومترا في اليوم الواحد.

مساعدات الأمم المتحدة
أكد دومينيك بورجون مدير الطوارئ فى منظمة الأغذية والزراعة فى الأمم المتحدة (فاو) - فى بيان، أن الأمم المتحدة خصصت نحو 15 مليون دولار للمساعدة فى منع انتشار أسراب الجراد التى تهدد الوضع الغذائى الفقير لملايين الأشخاص فى كينيا وإثيوبيا والصومال.

من جانبه، أوضح تشو دونج يو مدير عام (فاو)، طبقا لشبكة "إيه بى سى نيوز" الأمريكية، أنه فى حالة عدم تجميع مبلغ المساعدات المطلوب فى شهر أبريل القادم.ستكون المساعدات بلا فائدة، "إن الوقت والمكان أمرين حاسمين".