في ثاني أيامه.. قصة صوم التوبة والغفران لأهل نينوي ويونان
بدأت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، صوم "يونان"، أو صوم باعزوثا، أمس الإثنين10 فبراير، ولمدة 3 أيام، تشبها بيونان النبي، ويعتبر صوم يونان، لدى الأرثوذكس من أصوام الدرجة الأولى، والتي لا يجوز فيها أكل السمك، وهو صوم يسبق صوم القيامة بـ15 يومًا، وتقام القداسات الإلهية بالكنائس على مدى أيام الصوم الثلاثة.
وأدخلت الكنيسة "الصوم" في عهد البابا إبرام بن زرعة رقم 62 الذي بدأت فترة رعويته للكنيسة منذ سنة 976 وحتى 979 م، وقد اتفق وضعه بين عيد الغطاس وقبل الصوم الكبير كتهيئة للنفس بالتوبة تمهيدا للصوم الكبير.
ويعامل صوم يونان معاملة أيام الصوم الأربعيني المقدس حيث لا تقام صلوات عشية في أيام صوم نينوى، وقصة صوم يونان كما هي واردة في العهد القديم، أن أهل نينوى ازدادت شرورهم فأراد الرب إنذارهم بواسطة النبي يونان بن أمتّاي وكان في أيام الملك يربعام الثاني بن يوآش، وكان يونان من قرية "جث حافر" في شمالي فلسطين وعندما أمر الله يونان أن ينطلق إلى نينوى ويعلن عن خرابها بسبب شرورها خاف، وحاول أن يتملص من هذه المهمة الصعبة فهرب في سفينة منطلقة إلى ترشيش فحدث في البحر نوءٌ عظيم عزا البحارة سببه إلى يونان الهارب من وجه آلهه كما كان قد أخبرهم، فألقوه في البحر فابتلعه حوت كبير مكث في بطنه ثلاثة أيام، وفي الأخير لفظه الحوت ورماه على ساحل البحر، فاقتنع يونان بأن ذلك كان عقابًا له لعصيانه أمر الرب، فانطلق إلى نينوى وأنذر سكانها بخراب مدينتهم العظيمة وغادرها إلى ظاهرها وهو ينتظر خرابها.
فكان أن صامت المدينة بأسرها وتابت، حتى الصغار والحيوانات صاموا، فغفر الرب لهم وعفا عن سيئاتهم، إلا أن يونان اغتم لذلك لان مصداقيته لدى أهل المدينة اهتزت، فظل في مكانه مغتمًا وهو يراقب المدينة وكان الجو حارًا عندما غفا، فأنبت الرب يقطينة نمت بسرعة وظللته فارتاح، إلا أنه وهو نائم أيبس الرب اليقطينة فضربت الشمس رأس يونان فاستيقظ مزعوجًا، فخاطبه الرب قائلًا: " إذا كنتَ قد حزنت على يقطينة إشفاقًا عليها، أفلا أشفق أنا على مدينة عظيمة كنينوى يقطنها هذا العدد الكبير من الناس؟
وقال الأيبودياكون ناشد وصفي إن ذلك حدث في العهد القديم، في القرن التاسع قبل الميلاد، أما في العهد الجديد فأن أبناء الكنيسة ورعاتها، رأوا أن تصوم الكنيسة مثل أهل نينوى عندما تعرضت الكنيسة للضيق والاضطهاد.