"الفجر" تحاور مدير عام منظمة الإيسيسكو: نعتز بشراكتنا مع مصر.. ونحارب الإرهاب بنشر الثقافة
أشاد الدكتور سالم المالك، المدير العام لمنظمة العالم الإسلامى للتربية والعلوم والثقافة "الإيسيسكو"، بالتعاون والشراكة الكبيرة بين مصر والمنظمة، طوال الفترة الماضية، ومستقبلًا، نظرًا لما تمتلكه القاهرة من خبرات وثقل حضاري، على المستويات كافة.
وأوضح "المالك"، في حواره إلى بوابة "الفجر"، من مقر المنظمة بمدينة الرباط المغربية، أن "الإيسيسكو" اختارت القاهرة عاصمة للحضارة الإسلامية لعام 2020 عن المنطقة العربية، وذلك لما تملكه مصر من خبرات بمجال الآثار، الذي يعد من أول اهتمامات المنظمة، بناء على برنامجها الموضوع منذ عام 2005.
وفيما يلي نص الحوار:
- ما أبرز ما حققته كمدير المنظمة، منذ توليك المهمة في مايو 2019، وحتى الآن؟
تتعدد القطاعات التي تعمل فيها المنظمة، ويصعب في هذا المقام الإحاطة بما تم إنجازه فيها جميعا، إلا أنه يمكن إعطاء لمحات عن بعض هذه الإنجازات، ففي قطاع التربية تم تحقيق انفتاح أوسع وأعمق على الشركاء الدوليين الكبار في مجال التربية والتعليم، حيث بدأت الإيسيسكو اجتماعاتٍ ومشاورات معمقة وصياغة تفاهماتٍ مع كلٍّ من اليونسكو والألكسو ورابطة العالم الإسلامي ومنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD، ومع مؤسسة الإغاثة التعليمية ERF ومع المختبر التربوي الهولندي CEll لبناء شراكاتٍ دولية قوية ومستديمة من أجل برامج مشتركة تدعم جهود دول العالم الإسلامي في طريقها نحو تحقيق الهدف الإنمائي الرابع لعام 2030 المتمثل في "ضمان التعليم الجيد والمنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلم مدى الحياة للجميع".
كما تم الانخراط في التوجه الاستشرافي الدولي نحو نموذج المدرسة الرقمية في أفق عام 2030، وتجسَّد هذا الانخراط من خلال إعداد مشروعٍ تربويٍّ متكامِل بعنوان "مدرستي الرقمية 2030" لدمج التكنولوجيا التعليمية في المنظومات التربوية لدول العالم الإسلامي، وبخاصة منها الدول الإفريقية جنوبي الصحراء، وقد حظي هذا المشروع الذي سيتم تنفيذه خلال عاميْ 2020 و2021 بدعم ماليٍّ من مؤسسة مسك الخيرية في السعودية.
وتم إنشاء مركز الإيسيسكو للّغة العربية للناطقين بغيرها، وقد انبثقت فكرة إنشاء المركز، ليكون أحد أجهزة الإيسيسكو المتخصصة ضمن هيكلتها الجديدة، من رغبة الإدارة العامة في إيجاد إطار تنظيمي جامع لبرامج المنظمة وخططها في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، في ضوء رؤيتها الجديدة وتوجهاتها الاستراتيجية المستقبلية. وهو ما سيؤدي، بعون الله، إلى إضفاء نجاعة أكبر وآثار ميدانية أشمل وأعمق لبرامج الإيسيسكو في هذا المجال.
كما تم تحديد عدد من المهام للمركز من أبرزها توطين الخبرات التربوية في مجال تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها، من خلال توفير المشورة الفنية والخدمات التربوية التأهيلية المتخصصة لفائدة المؤسسات التعليمية والأطر التربوية العاملة في هذا المجال، من قياداتٍ ومسؤولين وموجِّهين تربويين وخبراء مناهج وتدريب ومدرّسين، سواء داخل العالم الإسلامي أو خارجه.
وتم أيضا تطوير الكفاءة المهنية للاختصاصيّين في مديرية التربية، على غرار باقي القطاعات الأخرى في المنظمة، وحرصًا على إضفاء مزيد من الفاعلية على الأداء التنفيذي لبرامجَ نوعيةٍ تهدف إلى إحداث آثارٍ عمليةٍ عميقة وشاملة تنعكسُ بشكل مباشر على المنظومات التربوية في الدول الأعضاء وخارجها، استفاد اختصاصيو التربية في الإيسيسكو من برنامج تدريبيّ مكثَّفٍ تم تنظيمُه في مقر المنظمة في شهر سبتمبر 2019، وذلك من خلال مشاركتهم في دورتيْن تدريبيتيْن أولاهما بعنوان "الإدارة القائم على النتائج: المفاهيم والمسار والوسائل "، والثانية عن "تدبير المشاريع: المفاهيم والمنهجية والآليات".
- وماذا عن التوجهات الجديدة للإيسيسكو؟
من التوجهات الجديدة للإيسيسكو والتي انطلق العمل بها منذ النصف الثاني من سنة 2019 أن تصبح منظمة الأبواب المفتوحة للأفراد والمؤسسات العاملة في المجال التربوي، فتم الحرص على فتحُ أبوابها للطلاب والعاملين في مجال التربية والتعليم، من خلال تنظيم زياراتٍ تربوية لمقرّ الإيسيسكو استفاد منها طلاب المدارس الابتدائية والجامعات، سواء منهم الطلاب المغاربة أو الطلاب الوافدين إلى المغرب من مختلف أنحاء العالم.
وشهدت الاحتفالية التي نظمتها الإيسيسكو في مقرها بالرباط في شهر ديسمبر 2019، بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية وما تخلّلها من أنشطة تربوية وثقافية متنوعة، إقبالًا كبيرا من التربويين المعنيّين بقضايا اللغة العربية والطلاب المغاربة والعرب والماليزيين والإندونيسيين والصينيين والأمريكيين والأوروبيين وطلاب الدول الإفريقية جنوبي الصحراء الذين يدرسون اللغة العربية في المؤسسات الجامعية المغربية، وهو ما عزّز الحضور التربوي للإيسيسكو في بيئتها الحاضنة في المملكة المغربية.
كما تم إطلاق مبادرة "إعداد إطار مرجعي مشترك لتعليم اللغة العربية وتعلمها، حيثتتعاون الإيسيسكو مع البنك الإسلامي للتنمية ومنظمة الألكسو من أجل إعداد إطار معياري مشترك لتعليم اللغة العربية وتعلمها.
وسيوفّرُ الإطارُ المرجعيّ المشترَك لتعليم اللغة العربية وتعلمها أداةً تنظيمية وتوجيهية محكَمة للجهات المختصة في الدول العربية ولجهات التعليم العربي في الدول الأعضاء الناطقة بلغات أخرى، من أجل تطوير برامج هذا التعليم.
- ماذا قدمت المنظمة للمسلمين خارج العالم الإسلامي؟
حرصنا في الإيسيسكو على توفير الدعم والخدمات التربوية للدول الأعضاء وللمسلمين خارج العالم الإسلامي من خلال تنفيذ برامج تربوية متنوعة، فقد قامت مديرية التربية خلال النصف الثاني من عام 2019 بمتابعة تنفيذ ما تمت برمجته من أنشطة وبرامج في إطار مشاريع تربوية متنوعة، ومنها برامج مراكز الإيسيسكو التربوية في تشاد وموريتانيا والنيجر وماليزيا، وبرنامج العون الفني في مجال الأنشطة المدرّة للدخل الذي استفادت منه مائة من الفتيات والنساء المتحرّرات من الأمية في بنين والكاميرون، وبرنامج جوائز الإيسيسكو التربوية في مجاليْ محو الأمية والموارد التربوية الرقمية المفتوحة، وبرنامج تطوير مناهج التعليم العربي الإسلامي والتعليم القرآني في الدول الإفريقية، وبرنامج دعم المؤسسات التربوية في فلسطين في إطار الاحتفاء بالقدس عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2019، وبرنامج استخدام تقنية المعلومات والاتصالات لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة في جمهورية السودان، وبرنامج تعزيز القدرات الأكاديمية للجامعات والمؤسسات التربوية والتعليمية العليا في مجال اللغة العربية ودراسات الحضارة الإسلامية.
وفي مديرية الثقافة كانت أبرز الأنشطة من شهر مايو 2019 إلى ديسمبر 2019، الاحتفاء بأربع عواصم للثقافة الإسلامية هي: تونس، والقدس الشريف، وبندر سيري بيجاوان، وبيساو. والإشراف على افتتاح واختتام هذه الاحتفاليات، والمساهمة بتنفيذ أنشطة تربوية وثقافية وعلمية في برامجها العامة.
كما تم منح 7 جوائز لأفضل المشاريع الثقافية في عواصم الثقافة الإسلامية لعامي 2018 و2019، ومنح 4 جوائز للصناعات التقليدية في إطار الاحتفاء بعواصم الثقافة الإسلامية لعام 2019. وعقد دورتين للجنة التراث في العالم الإسلامي، وتسجيل 132 موقعا تراثيا على قائمة التراث في العالم الإسلامي.
وتم استحداث قائمة المقدسات الإسلامية الحصرية، واعتماد يوم 25 سبتمبر من كل سنة يوماللتراث في العالم الإسلامي. والشروع في ترميم دار ابن خلدون في تونس، واعتماد أسبوع المتاحف في العالم الإسلامي (من 25 إلى 30 سبتمبر من كل عام).
- وما هي أبرز مشروعات المنظمة حاليًا؟
يجري حاليًا التحضير لإنشاء مركز التراث في العالم الإسلامي في مديرية الثقافة في الإيسيسكو، وسيكون من مهامه بناء قدرات العاملين في مجالات التراث، وتسجيل مواقع التراث المادي والطبيعي والصناعي وعناصر التراث غير المادي على قائمة التراث في العالم الإسلامي، والإشراف على عمليات التوثيق والترميم والصيانة، واستحداث صندوق لتمويل المشاريع الثقافية.
وتم تنظيم ثلاث دورات لملتقى الإيسيسكو الثقافي، وعقد الدورة 17 للمجلس الاستشاري للتنمية الثقافية في العالم الإسلامي، وعقد المؤتمر الإسلامي الحادي عشر لوزراء الثقافة. وتم أيضا إعداد دراستين متعمقتين أولاهما عن الثقافة الرقمية: الفرص والتحديات، فيما كانت الثانية عن التمويل الموازي للمشاريع الثقافية.
كما تم عقد الاجتماعات التنسيقية التحضيرية للاحتفاء بعواصم الثقافة في العالم الإسلامي لعام 2020: القاهرة، بخارى، باماكو، وعقد ندوة دولية حول التراث الثقافي والحضاري في مدينة القدس الشريف: الواقع والتحديات، وتنظيم معرض حول مدينة القدس الشريف: القدس تاريخ وحضارة.
ونظمنا أيضًا ملتقى إقليمي للجان الوطنية العربية حول الإدارة الثقافية، إلى جانب يوم دراسي حول احترام التنوع الثقافي وتعزيز قيم السلم المجتمعي في غينيا بيساو، وعقد اجتماع تنسيقي مع وفود الدول الأعضاء في إطار مشاركتها في الدورة 43 للجنة التراث العالمي.
حدثنا أكثر عن إسهاماتكم في العلوم والتكنولوجيا
في قطاع العلوم والتكنولوجيا، أعدت المنظمة خطتها الإستراتيجية الجديدة مع مراعاة القضايا والتحديات التي تطرحها الديناميات التكنولوجية الجديدة، وفي ظل الرؤية الجديدة، استضافت المديرية بنجاح الدورة الثامنة للمؤتمر الإسلامي لوزراء البيئة، الذي ضم وزراء البيئة في الدول الأعضاء إلى جانب ممثلي العديد من المؤسسات والمنظمات الدولية في جميع أنحاء العالم.
كما نفذنا برامجًا حول دور التقنيات الحديثة في حل المشكلات مثل إدارة الكوارث، ومرونة المجتمع وتعزيز تطبيق التقنيات الحديثة لحل المشكلات الاجتماعية والاقتصادية. وبناء شراكة مع المنظمات العاملة في مجالات عمل الإيسيسكو، على سبيل المثال كان التعاون معمنظمة اليونسكو أولوية.
وتم اعتماد مقاربة تشاركية بين مختلف قطاعات الإيسيسكو، مما أثر على الجودة والمردودية في مجال التسيير، وبخاصة تنظيم الاجتماعات في المقر تحت شعار "منظمة دون ورق"، وفقًا للرؤية الجديدة الهادفة إلى تطوير آليات عمل المنظمة والارتقاء بمستوى أدائها. وقد تم في هذا السياق، تشكيل لجنة مراجعة ميثاق المنظمة وهيكلها التنظيمي وأنظمتها الداخلية لتكون منسجمة مع الرؤية الجديدة للمنظمة، وتعرض هذه الوثائق على أنظار الدورة 40 للمجلس التنفيذي للإيسيسكو. وأهم ما ميز أيضًا هذه الفترة، إنشاء موقع إلكتروني جديد لدعم إشعاع المنظمة من خلال وسائل التواصل الاجتماعي.
كما تم استقطاب عدد من الكفاءات المتميزة، وإنشاء إدارة قانونية ومركز للاستشراف ومركز لتعليم اللغة العربية لغير الناطقين بها، وإعادة فتح مكتب الإيسيسكو باليونسكو وتفعيل برنامج سفراء الإيسيسكو للنوايا الحسنة، إضافة إلى تحقيق مكاسب دعم انشطة المنظمة من خلال رابطة العالم الإسلامي ومؤسسة مسك الخيرية ومؤسسة الإغاثة للتعليم.
- ما هي طبيعة تعاون "الإيسيسكو" مع المنظمات العالمية في المجالات المختلفة؟
تعمل الإيسيسكو مع عدد من المنظمات المتخصصة بالمجالات ذات الاهتمام المشترك، خاصة في إطار تنفيذ خطة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، المعروفة (بأهداف التنمية المستدامة 2030)، التي اعتمدتها قمة الأمم المتحدة في عام 2015م وبدأ تنفيذها عام 2016م وستستمر حتى عام 2030، وهي عبارة عن مجموعة من 17 هدفًا من الأهداف العالمية التي ترتبط بالعديد من المجالات الحيوية والتي تغطي مجموعة واسعة من قضايا التنمية المستدامة، مثل القضاء على الفقر والجوع، وتحسين الصحة والتعليم، وتنمية الاقتصاد، والصناعة والابتكار، ومكافحة تغير المناخ، وحماية البيئة، وتحقيق السلام والعدالة، وعقد الشراكة لتحقيق الأهداف.
- ماذا عن أهداف التنمية المستدامة؟
يعتمد تنفيذ أهداف التنمية المستدامة، على مدى نجاح البلدان في وضع وتنفيذ الخطط والسياسات التي تعمل على تحقيق هذه الأهداف، حيث إن هذه الأهداف بمثابة الدليل الذي يتم من خلاله وضع الاستراتيجيات المختلفة، ولا يقتصر العمل على تحقيق أهداف التنمية المستدامة على الحكومات وحدها، بل يمتد ليشمل المكونات الأخرى للدولة والمجتمع مثل القطاع الخاص ومؤسسات المجتمع المدني والمنظمات الدولية.
- هل هناك رؤية جديدة في التعاون مع المؤسسات الدولية؟
الإيسيسكو في رؤيتها الجديدة ستوسع دائرة التعاون مع المؤسسات والمنظمات الدولية في تحقيق الأهداف العالمية للتنمية المستدامة 2030 في إطار مجالات اختصاصاتها. وتقيم الإيسيسكو شبكةً واسعةً من علاقات التعاون مع مؤسسات الأمم المتحدة ووكالاتها المتخصصة، ومع عدد كبير من المنظمات الدولية والإقليمية والجهوية، ومع المنظمات الأهلية والمؤسسات الأكاديمية والثقافية، والجمعيات والمراكز الإسلامية، والمؤسسات الوطنية في الدول الأعضاء، ومؤسسات للإعلام والنشر والتوزيع.
- كم عدد الاتفاقيات الموقعة مع الجهات الدولية؟
بلغ عدد اتفاقيات التعاون التي وقعتها المنظمة، 235 اتفاقية، ومن أهم الجهات الدولية التي تتعاون معها المنظمة، الأمم المتحدة (UN)، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (UNESCO)، ومنظمة الصحة العالمية (WHO)، والمنظمة العالمية للملكية الفكرية (WIPO)، ومندوبية الأمم المتحدة السامية للاجئين (UNHCR)، ومنظمة الأمم المتحدة للتنمية الصناعية (UNIDO)، وصندوق الأمم المتحدة للسكان (UNFPA)، وبرنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (UNICEF)، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP)، والمندوبية السامية للأمم المتحدة «لتحالف الحضارات» (UNAOC)، والمفوضية السامية لحقوق الإنسان (OHCHR)، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (FAO).
كما تم توقيع اتفاقيات تعاون مع العديد من المنظمات الدولية والإقليمية والجهوية والمؤسسات المالية والأكاديمية والثقافية والإعلامية في الدول الأعضاء، ومراكز ثقافية إسلامية في خارج العالم الإسلامي ومنها:البنك الدولي، والمنظمة العالمية للهجرة (OIM)، ومؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وبرنامج الخليج العربي للتنمية (أجفند)، ومكتب التربية العربي لدول الخليج (ABEGS)، والبنك الإسلامي للتنمية (IDB)، واللجـنـة الدائمة للتعاون العلمي والتكنولوجيالمنبثقة عن منظمة التعاون الإسلامي(COMSTECH)، والمنظمة الإسلامية للعلوم الطبية، وجامعة نايف العربية للعلوم الأمنية، ووكالة بيـت مال القـدس الشريف، والمنظمة الـدولية للـفرانكـفـونـية (OIF)، والشـبكـة العـالمية للطـاقـة المتجـددة (WREN)، ومركـز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافةالإسلامية (إرسيكا) (IRCICA)، والبنك الإفريقي للتنمية (BAD)، واتحاد الإذاعات الإسلامية (IBU)، ومجمع الفقه الإسلامي الدولي، والغرفة الإسلامية للتجارة والصناعة، والاتحاد الرياضي للتضامن الإسلامي، ومؤسسة الفكر العربي، ورابطة العالم الإسلامي، ومعهد العالم العربي بباريس، والمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (ALECSO)، والندوة العالمية للشباب الإسلامي، والرابطة العالمية لمؤسسات تعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها.
- ما هي أبرز النقاط والخطط التي سيتم تنفيذها في 2020، ضمن الخطة الإستراتيجية متوسطة المدى (2020-2029)؟
يمر العالم الإسلامي حاليًا بمرحلة حساسة في تاريخه، فرغم توفّر الإمكانيات المادية والطاقات البشرية والكفاءات المتنوّعة في مختلف مناطقه، تظلّ المؤشرات التنموية في كثير من دوله دون المأمول، وهذا عائد بالأساس إلى عوائق استراتيجية وعوامل جيوسياسية واقتصادية واجتماعية، مثل تفشي الحروب والنزاعات الداخلية المسلحة وضعف الاستقرار السياسي والاضطرابات التي مردّها إلى عوامل ومشكلات اجتماعية واقتصادية تشكّل تحديات كبرى للمجتمعات المعنية، خاصة أنه إذا ضعف الأمن والسلم أصبح الدفع بمسار التنمية أمرًا في غاية الصعوبة.
وفيما يتعلق بآليات العمل المقرر اعتمادها في خطة العمل الجديدة المعدّلة، سيتم تعزيز النهج القائم على تنفيذ البرامج الكبرى والمشاريع الإقليمية وشبه الإقليمية والمشتركة بين قطاعات المنظمة، والتي أصبحت تحظى بدعم تقني ومالي مطرد من شركاء المنظمة الدوليين والإقليميين، وتوسيعمجالات مراكز الإيسيسكو الإقليمية للتدريب والتأهيل، وتوجيه مزيد من الدعم الفني للدول الأعضاء، وتعزيز استخدامات الذكاء الاصطناعي وتوفير الخبرة والمشورة لجهات الاختصاص فيها، ومواصلة عقد دورات المؤتمرات المتخصصة لوزراء التربية، والثقافة، والتعليم العالي والبحث العلمي، والبيئة، والتنمية الاجتماعية، وإنشاء المجلس الاستشاري الدولي، ومواصلة لقاءات الملتقى الثقافي للإيسيسكو.
وتعبّرُ مشاريع الخطة المعدّلة (2021-2020) لقطاع التربية في الإيسيسكو عن التزام المنظمة القويّ، في إطار رؤيتِها الجديدة، بتكثيف دعمها لجهود الدول الأعضاء في طريقها نحو تحقيق الهدف الإنمائي الرابع لعام 2030: «ضمان التعليم الجيّد والمنصف والشامل للجميع وتعزيز فرص التعلّم مدى الحياة للجميع»، فاستنادًا إلى التقارير الدولية الموثوقة والدراسات المتخصصة، يتّسم واقع التربية والتعليم في دول العالم الإسلامي بخصائص مشتركة وظواهر تتقارب حينًا وتتباين أحيانا أخرى وفق تفاوت المؤشرات الفرعية بين المجموعات الإقليمية داخل العالم الإسلامي.
كما تُبرِز القراءةُ التحليلية والاستشرافية لأوضاع التربية والتعليم والتنمية في دول العالم الإسلامي جملةً من الحقائق والتوجهات مِن أبرزها: بطءُ وتيرة التقدّم المحرَز في تحقيق الغايتيْن الأولى (ضمان التمتّع بتعليم ابتدائي وثانوي مجاني ومنصف وجيّد) والثانية (ضمان نوعية جيدة من النماء والرعاية في مرحلة الطفولة المبكرة) من غايات الهدف الإنمائي الرابع؛ وضعفُ الانخراط في عصر الثورة الصناعية الرابعة الذي دشّنته منذ نهاية الألفية الثانية الدولُ المتقدمة والمتّسم بتسارعٍ مُذهلٍ لوتيرة الابتكار في مجالات الذكاءِ الاصطناعي وانترنت الأشياء والبياناتِ الضخمة وسلاسل الكُتل؛ وتفاقمُ التوترات الاجتماعية وفشوّ أفكار التطرف والكراهية وانتشار الممارسات المهدِّدة لسلامة المجتمعات ولاستدامة الحياة الكريمة.
تتعدد المشاريع التي تستهدف الإيسيسكو تنفيذها خلال الخطة المعدّلة (2021-2020)، ففي مديرية التربية -على سبيل المثال- مشروع مدرستي الرقمية، ومشروع تعلم من أجل السلام والتنمية المستدامة، ومشروع علمني لأتحرر، علمني أعش كريما.
- كيف تتحرك المنظمة لحماية المقدسات الإسلامية، والتصدي للانتهاكات الإسرائيلية في القدس المحتلة؟
تهتم الإيسيسكو بحماية المقدسات الإسلامية في القدس الشريف وبالعمل على الحفاظ على هويتها الحضارية العربية الإسلامية.
واعتمدت المنظمة القدس الشريف عاصمة دائمة للثقافة الإسلامية لاستمرار تسليط الضوء على قضيتها، كما أنشأت المنظمة (وحدة القدس) التابعة لمديرية العلاقات الخارجية والتعاون بها لهذا الغرض.
وتقوم وحدة القدس بالمهام التالية: الاتصال بجميع المنظمات والمؤسسات التي تُعنى بقضية القدس للتعرف على ما تنفذه من برامج، والتشاور معها حول تنسيق الجهود والتعاون المشترك، واقتراح الوسائل والسبل الكفيلة بتوفير الموارد المالية اللازمة للبرامج المتعلقة بالقدس، وتنسيق ومتابعة تنفيذ البرامج الخاصة بالممتلكات الثقافية في القدس، وإعداد تقارير المدير العام التي يقدمها للمجلس التنفيذي وللمؤتمر العام حول ما تقوم به من نشاطات، والقيام بأية مهمة أخرى قد يسندها إليها المدير العام بخصوص القدس.
وأنشأت المنظمة أيضًا (صندوق مدينة القدس الشريف)، وفتحت له حسابًا مصرفيًا يخصص ريعُه لحماية الممتلكات الثقافية في القدس، وتواصل المنظمة اتصالاتها بالمؤسسات المعروفة والشخصيات الفاعلة التي يمكنها أن تساهم في دعم هذا الصندوق.
ومنذ إنشاء وحدة القدس الشريف بالمنظمة، نفذت الإيسيسكو بالتعاون مع اللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، مئات الأنشطة لفائدة المؤسسات التربوية والعلمية والثقافية والإعلامية والاجتماعية في القدس الشريف.
وعقدت الإيسيسكو وساهمت في تنظيم مجموعة من المؤتمرات والندوات الدولية والاجتماعات الإقليمية، حول حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف.
- ماذا عن علاقة المنظمة بالدول العربية، خاصة مصر؟
لا علاقة لنا بالسياسة، ومبدئنا "لا سياسة ولا تسييس"، باعتبار عمل المنظمة فني تنفيذي يتعلق بالتربية والتعليم والعلوم والتكنولوجيا والثقافة، وفيما يخص العلاقة مع مصر فالإيسيسكو تعتز بالتعاون المثمر والشراكة الدائمه معها، باعتبارها دولة محورية وذات ثقل حضاري.
- لماذا اختيار القاهرة عاصمة للثقافة الإسلامية؟
اخترنا القاهرة عاصمة للحضارة والثقافة الإسلامية لعام 2020 عن المنطقة العربية، وذلك لما تملكه مصر من خبرات بمجال الآثار، الذي يعد من أول اهتمامات المنظمة، بناء على برنامج الإيسيسكو الموضوع منذ عام 2005، وتم مؤخًا عقد لقاءات مع مسؤولي الثقافة، واللجنة الوطنية للتربية العلوم والثقافة، وذلك لتحديد البرامج التي سيتم تنفيذها بمصر.
وتحرص المنظمة على أن تأتي ببرامج مفيدة تليق باسم مصر واسم القاهرة كمدينة عريقة وتاريخية، وعاصمة جديدة للحضارة الإسلامية.
- ماذا عن جهود الإيسيسكو في دعم مكافحة الإرهاب والتطرف؟
رغم ابتعاد المنظمة عن السياسة، إلا أنها ترى الإرهاب ظاهرة خطيرة، وتحاربها عن طريق نشر الثقافة وتمكين الشباب بالثقافة والتعليم، لتحدى الفكر الإرهابي الذي يعتمد على الجهل.