أمين الأمم المتحدة يشيد بأداء الرئيس السيسي خلال رئاسته للاتحاد الأفريقي

عربي ودولي

الأمين العام للأمم
الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش



أشاد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، اليوم السبت، بأداء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وما قدمه خلال رئاسته للاتحاد الأفريقي وللإنجازات، التي تحققت لصالح القارة الأفريقية على مدى السنة الماضية.

وقال غوتيريش، خلال كلمته في القمة 33 للاتحاد الأفريقي في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا: "أهنئ الرئيس الجديد رامابوسا، وأشيد بالرئيس السيسي لما قدمه كرئيس للاتحاد الأفريقي على مدى السنة الماضية وللإنجازات، التي تحققت للقارة الأفريقية"، مؤكدًا على الأهمية البالغة التي توليها الأمم المتحدة لشراكتها مع الاتحاد الأفريقي.

وأضاف: "لقد سعيت منذ توليت منصبي إلى بناء روابط أقوى بين منظمتينا، تقوم على القيم المشتركة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وإذا جاز لي القول، على التزامي الشخصي تجاه السلام والإزدهار في أفريقيا، واعتقادي بأن التحديات الأفريقية لا يُمكن حلها بغير سوى بقيادة أفريقية".

وأشار الأمين العام للأمم المتحدة، إلى أن القارة تواجه ثلاثة تحديات تتمثل في ضرورة إحراز تقدم على صعيد القضاء على الفقر ومعالجة الأزمة المناخية وإسكات البنادق.

كما قال: إن "أحد مفاتيح استئصال الفقر هو تعزيز المساواة بين الجنسين والحقوق والمشاركة الملموسة للنساء والفتيات"، مشيدًا بجهود شبكة النساء الأفريقيات القائدات والشبكة الأفريقية للمرأة في مجال منع الصراعات والوساطة من أجل السلام "FEMWISE-AFRICA"، في تعزيز دور النساء في منع الصراعات وجهود الوساطة لإحلال السلام.

كما أكد على ضرورة إشراك وتمكين شباب أفريقيا، بوصفهم أعوان للتغيير، ولا ينبغي أن يتعرضوا للتهميش أو الإقصاء.

وقال غوتيريش: إن "الأمم المتحدة في احتفالها بالذكرى الـ75 لتأسيسها هذا العام، ملتزمة بالاستماع إلى الشباب وجميع القطاعات لنقرر كيف يمكننا تحقيق أهداف التنمية المستدامة والمستقبل الذي نريده، وإن الشباب في أنحاء القارة الذين أصبحوا دعاة للسلام من خلال الحوار ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع، هم مصدر إلهام لي".

*وفيما يلي مقتطفات من أبرز ما جاء بكلمته الأمين العام للقمة "33 للاتحاد الأفريقي":

-"أن الشراكة الاستراتيجية للأمم المتحدة مع الاتحاد الأفريقي هي شراكة في غاية الأهمية بالنسبة لنا". 

-ولقد سعيت منذ توليت منصبي، إلى بناء روابط أقوى بين منظمتينا، تقوم على القيم المشتركة والاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، وإذا جاز لي القول، على التزامي الشخصي إزاء السلام والازدهار والرفاه في أفريقيا، واعتقادي بأن التحديات الأفريقية لا يُمكن حلها بغير سوى بقيادة أفريقية.

-إننا نشهد ثمار تلك الجهود فيما اتفقنا عليه وما حققناه معا، إطار عمل مشترك واسع النطاق حول السلام والأمن في القارة، وأشيد بالاتحاد الأفريقي لقيامه بمبادة "إسكات البنادق"؛ وهي جزء مهم من عمله لعام 2020، وخطة شاملة لتحقيق أقصى استفادة من برامجنا المكملة للتنمية المستدامة – خطة الأمم المتحدة العالمية 2030 وخطة الاتحاد الأفريقي 2063.

- وبوسعي أن أضمن دعم الأمم المتحدة الكامل لهذه المبادرة البارزة، وفي النهاية فإن إسكات البنادق ليس معنيا بالسلام والأمن فحسب، وإنما بالتنمية المستدامة الشاملة وحقوق الإنسان أيضا.

*واليوم، أتمنى أن أسلط الضوء بوجه خاص على ثلاثة تحديات ملحة:
أولا: تحقيق مزيد من التقدم في مواجهة الفقر، من خلال عقد العمل الحاسم لتحقيق أهداف التنمية المستدامة. إذ يبقى القضاء على الفقر التزاما اجتماعيا وأخلاقيا أساسيا للبشرية.
ثانيا: معالجة أزمة المناخ.
وثالثا: إسكات البنادق.

أما بالنسبة للفقر، فإن خطة 2063 وخطة 2030 للتنمية المستدامة قد حفزتا حكومات أفريقيا وشركائهم للتنمية، وإنني أشيد بالاتحاد الأفريقي لانتهائه من أول تقرير حول التنفيذ على مستوى الدول، لخطة العشر سنوات لتنفيذ أجندة 2063.

وأوضح الأمين العام للأمم المتحدة، أن هذه خطوة مهمة على طريق الوصول إلى "أفريقيا التي نريدها"، ولكن التقدم لا يزال بطيئا وغير متساو عندما يتعلق الأمر بالقضاء على الفقر وإنهاء الإقصاء، ولطالما كانت أفريقيا ضحية لعولمة لم تستفد منها من كل البلدان بالتساوي. 

وقال: لهذا سأواصل مناصرتي لعولمة عادلة تعمل لصالح جميع البلدان وجميع الشعوب، ولقد شهدت ولا أزال، الجهود التي تبذلها الكثير من الحكومات في أفريقيا لاستئصال الفقر، وإصلاح النظم الضريبية وتحسين الحوكمة والمؤسسات.

وأضاف: ولكن على المجتمع الدولي أن يُكمل تلك الجهود بتصميم أقوى بكثير في مكافحة التهرب الضريبي، وغسيل الأموال وتدفقات رأس المال غير المشروعة، فما زالت تلك الأمور تحرم الدول الأفريقية من الموارد الأساسية للتنمية، وإن أحد مفاتيح استئصال الفقر هو تعزيز المساواة بين الجنسين والحقوق والمشاركة الملموسة للنساء والفتيات.

وتابع غوتيريش: أنني أكرر أننا شهدنا أوجه تقدم في أنحاء أفريقيا، ولكن ليست هذه هي الحال في كل من مكان في العالم، ومازال هناك الكثير الذي ينبغي القيام به، ومبلغ القول هنا أن هذه مسألة قوة، وإننا لا نزال نعيش في عالم يهيمن عليه الرجال ويجب أن يتغير ذلك.

وأفاد: لهذا جعلت التكافؤ بين الجنسين أحد محاور إصلاح الأمم المتحدة، وجعلت والمساواة بين الجنسين وتقدم النساء أولوية كبرى في جميع ما تقوم به الأمم المتحدة، ويستلزم السلام والتماسك الاجتماعي والتنمية المستدامة مساهمة وقيادة النساء، وإن ضمان ألا تتعرض النساء للاستبعاد من صنع القرار الحاسم في عمليات السلام والحوكمة في ما بعد النزاع هي مسؤوليتنا المشتركة.

وأضاف: أشيد بجهود شبكة النساء الأفريقيات القائدات والشبكة الأفريقية للمرأة في مجال منع الصراعات والوساطة من أجل السلام "FEMWISE-AFRICA" في تعزيز دور النساء في منع الصراعات والوساطة، ولا غنى أيضا عن إشراك وتمكين شباب أفريقيا.

وتابع: أن لهم أيضا مساهمة حيوية بوصفهم أعوان للتغيير ولابد ألا يتعرضوا للتهميش أو الإقصاء، والأمم المتحدة في احتفالها بالذكرى الـ75 لتأسيسها هذا العام، ملتزمة بالاستماع إلى الشباب وجميع القطاعات لنقرر كيف يمكننا تحقيق أهداف التنمية المستدامة والمستقبل الذي نريده، وإن الشباب في أنحاء القارة الذين أصبحوا دعاة للسلام من خلال الحوار ومعالجة الأسباب الجذرية للصراع، هم مصدر إلهام لي.

كما أضاف: دعونا نعمل من أجل أن نوفر، ليس فقط الفضاء الاجتماعي للشباب، وإنما فرص العمل والدخل أيضا، ودعوني أنتقل إلى الأزمة المناخية، وكانت السنوات العشر المنصرمة الأعلى حرارة في التاريخ المسجل، ولم تزل انبعاثات غاز الدفيئة في ازدياد.

وتابع: "أفريقيا هي الأقل مسؤولية عن اضطراب المناخ، ومع هذا فإنها من أول وأسوأ من يعاني. وتحتاج بلدانها إلى بناء المرونة للتكيف مع التأثيرات الحتمية القادمة. إن ارتفاع الحرارة في أفريقيا يبلغ ضعفي المتوسط العالمي".

وأضاف: "كان العام الماضي مدمر، وبجانب الدمار الذي أحدثه إعصارا إيداي وكينيث، من كينيا، ثمة أزمات مرتبطة بالمناخ ولم تحظ بتغطية كافية، من الساحل إلى زامبيا، ومن كينيا إلى مدغشقر، وتسبب إصابة بالجراد على علاقة بالمناخ في مأساة عبر مساحات شاسعة من شرق أفريقيا".

واختتم حديثه، قائلاً: إن معالجة المخاوف الأمنية  المتعلقة بالمناخ في القرن الأفريقي، ووسط أفريقيا والساحل يجب أن يحظى بأولوية، وفي النهاية يخبرنا العلم بأن الحل للأزمة المناخية يتمثل في الحد من ارتفاع درجة الحرارة العالمية إلى 1.5 درجة من مستويات ما قبل الثورة الصناعية وتعزيز إجراءات مواجهة تغير المناخ، ويعني هذا تحقيق حيادية المناخ العالمي بحلول 2050.