مصريات تولين مناصب دولية وشرفن بلادهن أمام العالم

 

حالة من الفرحة العارمة تسود المجتمع النسوي المصري؛ عقب انتشار صورة الوزيرة غادة والي وتوليها منصب المديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة (UNODC)، والمديرة العامة لمكتب الأمم المتحدة في فيينا، المنصب الذي تولته سيدة مصرية لأول مرة في تاريخ مصر والقارة الأفريقية.

وتولت والي عدة مناصب محلية، وأكدت أن الاختيار يعود للكفاءة حيث نجحت في تنفيذ الخطة القومية لمكافحة تعاطي المخدرات باستخدام أساليب وبرامج وأنشطة فكان لصندوق مكافحة الإدمان دورًا قويًا، وتعافى أكثر من 116 ألف مريض إدمان تلقوا خدمات العلاج خلال العام الماضي، وقد أثبت مجهودها أنها أهل لمنصب دولي.

ويعد هذا المنصب الدولي سطرًا جديدًا فى سطور تاريخ تمثيل "والي" لمصر فى المحافل الدولية، حيث تولت عدة مناصب سابقة، منها مساعدة الممثل المقيم ببرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالقاهرة منذ عام 2004، كما عملت مديرة لبرنامج هيئة كير الدولية في مصر منذ عام 2001 حتى عام 2004 ، كما شغلت منصب كبيرة موظفين وقائدة فريق القروض الصغيرة ببرنامج تنمية المجتمع. 

أما مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة، فقد أبدت فخرها بتولي غادة والي المنصب، وقالت إنها "نموذج نسائي مشرف"، كما رحبت نهاد أبو القمصان، رئيس المركز المصري لحقوق المرأة، قائلة: "التهنئة للشعب المصري بأكملة على وجود سيدة مصرية تمثله خصوصا أنها لأول مرة في تاريخ مصر والقارة الأفريقية أن يتولي المنصب امرأة".

اختيار غادة والي لهذا المنصب الدولى رفيع المستوي، يعد تقديرًا دوليًا للدور المصري، واستمرارًا لما تولته المرأة المصرية من مناصب أممية ودولية، حيث سبق وتولت السفيرة ميرفت التلاوي مناصب دبلوماسية، وكانت أول سيدة مصرية تنال لقب ودرجة سفير ممتاز في السلك الدبلوماسي المصري، وشغلت بعدها منصب سفيرة مصر لدى اليابان، ووكيلا لوزير الخارجية للشؤون السياسية والاقتصادية في الفترة من 1993 لـ 1997، وذلك بعد أن كانت رئيسة لوفد مصر في المفاوضات متعددة الأطراف حول التعاون الاقتصادي الإقليمي، هذا بالإضافة إلى توليها منصب سفيرة مصر لدى النمسا في الفترة من 1991 لـ 1993، وكانت هذه المناصب تتويجا لكونها بدأت وزيرة الشئون الخارجية المصرية عام 1962.

لعبت "التلاوي" دورًا كبيرًا وتولت مناصب دولية عدة، منها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، والأمينة التنفيذية للأسكوا عام 2001، وتولت منصب وكيل الأمين العام والأمين التنفيذي للجنة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا خلال الفترة من (2001 - 2007) وذلك كأول سيدة عربية تتولى هذا المنصب.

وشغلت "التلاوي" منصب أول أمين عام للمجلس القومي للمرأة سنة 2000 وواصلت مسيرتها الداعمة للمرأة، وكانت أول سيدة تشغل منصب رئيس المجلس القومي للمرأة، عقب ثورة يناير وبعد سوزان مبارك، زوجة الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، والتي تولت المنصب منذ إنشاء المجلس.

مايا مرسي، رئيسة المجلس القومي للمرأة قبل أن تتولى هذا المنصب كانت تمثل مصر دوليًا وعملت رئيسة إقليمية لقسم النوع الاجتماعي بالمكتب الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في نيويورك والمركز الإقليمي في عمان قبل أن تتولي منصب المدير القطري لصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة ، ومنسقًا لمشروع صندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة، ومدير البرنامج القطري لصندوق الأمم المتحدة الإنمائي للمرأة سابقا.

وفي الفترة من 2014-2015 عملت قائدة إقليمية للمساواة بين الجنسين، التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في المنطقة العربية، وقالت مرسي بخصوص توليها مناصب دولية إن تمثيل مصر دوليًا ليس بالأمر السهل، فالفرد يشعر بأنه يمثل شعب ودولة، ولابد أن يكون حريصًا كل الحرص على أداءه ، كما أنها مثلت مصر مؤخرًا  في المجلس الدولي لحقوق الإنسان في جنيف، للحديث عن جهود الدولة المبذولة لدعم ملف المرأة المصرية.

وأوضحت "مرسي"، أن المرأة المصرية وصلت الى مناصب عديدة وبنسبة  25 % من الحكومة المصرية، وتم تعيين أول قاضية مصرية منصة وأول قاضية للمحكمة الاقتصادية، وتواجدت فى هيئة قضايا الدولة والنيابة الإدارية بنسبة 49 %، ومنصب المحافظ وغيرها من المناصب.

لم تنتهِ المسيرة النسائية عن هذا الحد بل، علينا أن نشير إلى الوزيرة فايزة أبو النجا، وهي المستشار الحالي لرئيس جمهورية مصر العربية لشؤون الأمن القومي، وهي أول سيدة تشغل هذا المنصب، هذه السيدة البورسعيدية المنشأ ولد بداخلها حس وطني جعلها تشغل العديد من المناصب واحتلت المركز الـ19 في قائمة مجلة "فورين بوليسي" لأقوى 25 امرأة في العالم، كما أُشيد بها في كتاب "شارون فريمان" تحت عنوان "حوار مع قيادات نسائية إفريقية قوية"، ضمن 11 سيدة الأكثر قوة في إفريقيا.

وفي عام 1987، انضمت أبو النجا إلى فريق الدفاع المصري برئاسة السفير نبيل العربي في لجنة هيئة تحكيم طابا في جنيف، والتي أصدرت حكمها لصالح مصر بعد جلسات استماع قانونية ودبلوماسية طويلة وشاقة، ما أدى إلى استعادة مصر لشبه جزيرة سيناء بالكامل، وصفتها الدبلوماسية ووجودها المميز داخل المحافل الدولية كان سببًا فى اختيارها من قبل الدكتور بطرس بطرس غالي، عندما كان وزيرًا للدولة للشؤون الخارجية، مستشارًا خاصًا عندما تم انتخابه أمينا عاما للأمم المتحدة عام 1992.

منى عمر.. "السفيرة"

منى عمر أو السفيرة كما تُلقب، هى عضو نشط بالمجلس القومي للمرأة ، تولت عدة مناصب إقليمية منها على سبيل المثال لا الحصر منصب مساعد وزير الخارجية للشؤون الإفريقية، وكذلك المبعوث الخاص للرئيس المؤقت المستشار عدلي منصور للدول الإفريقية، وقد تم انتخاب السفيرة منى عمر مؤخرا عضوا في اللجنة الاستشارية لمجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة في جنيف.

السفيرة نائلة جبر، تنضم للقائمة بعد ما انتخبت عضوا في لجنة الأمم المتحدة المعنية بالقضاء على التمييز ضد المرأة منذ عام 2009، هذا بالإضافة إلى السفيرة نادية يونس، والتي عملت بالأمم المتحدة قرابة 33 عامًا، تولت خلالها منصب مدير مكتب الممثل الخاص للأمين العام في بغداد، ومنصب المدير التنفيذي لمنظمة الصحة العالمية للعلاقات الخارجية، ومنصب مدير المراسم بالأمم المتحدة، ونائب المتحدث الرسمي باسم الأمين العام.