مصطفى عمار يكتب: ستة رجال و"نادية لطفى"!
مثل كثيرين من أبناء جيلى وما قبلنا، عشقنا نادية لطفى لأنها نموذج مختلف بين الممثلات اللاتى كنا نتابع أفلامهم فى الصغر، فهى مختلفة عن فاتن حمامة وشادية وهند رستم وماجدة، فهى لا تبدو مصرية بشعرها الذهبى وعينيها العسليتين، ووجها ناصع البياض وبكل ما تحمله من غواية فى ملامحها ونظرات عينيها، تركيبة يصعب تكرارها على مستوى الشكل والمضمون، فهى حلم بعيد كان يقاس به جمال الفتيات فى وقت ما «فاكرة نفسك نادية لطفى».
رحلت نادية بعد أن أغمضت عينيها واستسلمت لعبور روحها للعالم الآخر، ولكنها فعلتها بعد أن عاشت حياتها كما اختارتها وتنقلت بين أدوارها فى الحياة بنفس طريقة براعتها فى التنقل بين الشخصيات التى جسدتها، عاشت كممثلة وكحبيبة ومناضلة وأم وجدة.. لم تترك نفسها للفن ليعيشها، ويحرق سنوات عمرها دون أن تعيش ما تحلم به، ولكن دائماً ما كان يشغل بالى بعيداً عن أفلامها وأدوارها المتنوعة واستعدادها للتجريب والمغامرة فيما تقدمه - ظهورها صامتة فى كل مشاهدها بفيلم المومياء- هو كيف كان ينظر لها الرجال من حولها، هل كانوا يقعون فى غرامها من أول نظرة، هل كانت شخصية جذابة وساحرة مثل أدوارها؟! وكيف كانت تختار من أحبتهم.
تقول سيرتها أنها لم يكن لها نصيب كبير فى الحب، فتزوجت ثلاث مرات، الأولى من ابن الجيران الضابط البحرى عادل البشاري، وهو والد ابنها الوحيد أحمد، وبمرور الوقت وجدت « بولا « نفسها غير سعيدة فى الحياة، فطلبت الانفصال عنه والاحتفاظ بطفلها الوحيد منه بعد أن قرر الزوج الهجرة للخارج. وبعدها بعدة سنوات تعرفت «نادية» على المهندس «إبراهيم صادق»، شقيق زوج ابنة الرئيس الراحل «جمال عبد الناصر»، وقررت الموافقة على طلب الزواج منه، ولكنها تقول أنها اعتقدت لفترة طويلة أنها ستنهى حياتها معه، وبعد مرور ست سنوات من الزواج، تبدد الحب وانتهى بإعلان انفصالها فى هدوء، ويبدو أن زواجها الثالث، كان نابعًا عن شعور باليأس، لأنها وافقت على الزواج بسرعة كبيرة وانفصلت أيضاً بنفس السرعة بعد شهور قليلة من الزواج.. كان الزوج الثالث هو شيخ مصورى مؤسسة دار الهلال الصحفية «محمد صبري»، الذى تعرفت عليه عن طريق صدفة جمعتهما أثناء تصوير أحد أفلامها بمدينة «سانت كاترين «.
وبخلاف القصص الثلاثة لزواجها، وقع فى حب نادية ثلاثة رجال آخرون.. أولهم كان الكاتب الكبير «يوسف إدريس « والذى تعرف عليها أثناء مرورها بأزمة إنسانية عقب طلاقها الأول، وبادلته نادية نفس المشاعر، ولكنها قررت الابتعاد عنه لأنه متزوج، رغم تعلقها الشديد به وهو ما جعل علاقتهما تستمر بعد ذلك لسنوات عديدة
و تكرر الأمر مع المخرج الراحل عزالدين ذو الفقار، الذى أحبها وقام بترشيحها لبطولة فيلم «موعد فى البرج»، لكن نادية كانت تعرف أن ذو الفقار دائم الوقوع فى غرام بطلات أفلامه، فقررت الاعتذار عن بطولة الفيلم، وابتعدت تماماً عنه وأخبرته أنها لا تسطيع الزواج منه لأنها صديقة لزوجته «كوثر شقيق»، ولكن ذو الفقار لم ينساها مطلقاً وكرر ترشيحه لها فى فيلم «الناصر صلاح الدين « وهذه المرة وافقت نادية على الاشتراك فى الفيلم ولكن القدر لم يمهل فرصة لذو الفقار وتوفى قبل أن يخرج الفيلم الذى ذهب بعدها ليوسف شاهين.. الذى أصابه ما أصاب ذو الفقار وغيرهم الكثيرون، وقع فى حب نادية، وهو ما اعترف به فى أحد حواراته التليفزيونية، ولكن نادية بذكائها الشديد حولت هذه العلاقة لصداقة قوية به.