رغم كورونا.. احتياطي الصين الأجنبي يتخطى الـ3 تريليون دولار
ارتفع احتياطي الصين الأجنبي إلى 3.115 تريليون دولار في الشهر الماضي، بالرغم من تفشي فيروس كورونا.
وبحسب "رويترز"، خفضت وكالة "ستاندرد آند بورز" للتصنيفات الائتمانية توقعاتها للنمو الصيني في 2020 إلى 5 في المائة من 5.7 في المائة، مضيفة أن أثر تفشي الفيروس التاجي قد يكون وخيما في الأجل القصير.
وأوضح شون روش كبير اقتصاديي آسيا والمحيط الهادي في وكالة التصنيفات، أن "معظم الأثر الاقتصادي للفيروس التاجي سيكون محسوسا في الربع الأول، وسيكون التعافي الصيني متوطدا بحلول الربع الثالث من هذا العام".
وأشارت "ستاندرد آند بورز" إلى أن تباطؤ معدل النمو الصيني بمقدار نقطة مئوية واحدة سيكون له على الأرجح "أثر ملموس" على النمو العالمي.
ولأخذ الانتعاش المتوقع في الحسبان، رفعت الوكالة توقعها للنمو الصيني في 2021 إلى 6.4 في المائة من تقدير سابق كان يبلغ 5.6 في المائة، مضيفة أن تصورها الأساسي يقوم على افتراض احتواء الفيروس بحلول (مارس) المقبل.
وارتفعت احتياطيات النقد الأجنبي للصين على غير المتوقع في كانون الثاني (يناير) الماضي مع صعود اليوان بعد أن وقعت بكين وواشنطن اتفاق تجارة أوليا لنزع فتيل نزاع دار لـ18 شهرا ونال من النمو العالمي.
وأظهرت بيانات البنك المركزي، ارتفاع احتياطيات البلاد- وهي الأضخم في العالم- 7.57 مليار دولار في يناير الماضي إلى 3.115 تريليون دولار.
وكان اقتصاديون استطلعت آراؤهم قد توقعوا تراجع الاحتياطيات 7.92 مليار دولار إلى 3.100 تريليون، نظرا لتقلبات أسعار الصرف الأجنبي العالمية والسندات الأجنبية التي في حوزة الصين.
وساعدت القيود الصارمة على حركة رؤوس الأموال الصين في السيطرة على نزوح الأموال على مدار العام الأخير رغم حرب التجارة مع الولايات المتحدة وتباطؤ النمو الاقتصادي المحلي.
وأدت زيادة الاستثمارات الأجنبية في الأسهم والسندات الصينية إلى نمو التدفقات، وارتفع اليوان 0.38 في المائة مقابل الدولار في يناير، لكنه هبط 1 في المائة، وسط مخاوف متصاعدة من تأثير تفشي فيروس تاجي بدأ في مدينة ووهان بوسط الصين.
وبلغت احتياطيات الصين من الذهب 62.64 مليون أوقية بنهاية يناير، دون تغير عن نهاية 2019، بينما زادت قيمة حيازات الصين من الذهب إلى 99.24 مليار دولار بنهاية يناير من 95.406 مليار في العام الماضي.
وعلى صعيد التداعيات الاقتصادية لتفشي كورونا، تسبب الفيروس القاتل في إرجاء ما يزيد على 25 معرضا تجاريا ومؤتمرا صناعيا في آسيا، ما يغلق الباب أمام مناسبات شهدت في الماضي توقيع صفقات بمليارات الدولارات.
ويظهر تأجيل المناسبات، التي من المقرر لبعضها مواعيد ليست بالقريبة مثل أواخر آذار (مارس)، التأثير المتزايد للفيروس على الشركات على مستوى العالم، إذ تلغى رحلات في ظل قيود من الحكومات والشركات على حركة السفر، في حين ما زال الآلاف من المصانع والمتاجر مغلقا.
وأوقف مقر استضافة أقدم وأكبر معرض تجاري بالصين، معرض كانتون، تنظيم المعارض حتى إشعار آخر، وكان من المقرر تنظيم معرض الربيع يوم 15 نيسان (أبريل)، وجرى توقيع صفقات بقيمة 29.7 مليار دولار في نسخة العام الماضي من المعرض.
وطلبت الحكومة الصينية من سلطات محلية واتحادات تجارية التوقف عن استضافة المناسبات والمؤتمرات، إذ تتنامى المخاوف حيال المرض الذي أودى بحياة أكثر من 560 شخصا وأصاب أكثر من 28 ألفا.
وتشمل التأجيلات مناسبات كان من المقرر تنظيمها في الأسبوعين الأخيرين من مارس مثل المؤتمر التجاري السنوي لقطاع صناعة الرقائق العالمي في الصين "سيميكون" والمعرض التجاري الدولي للبناء والتشييد في شنغهاي.
وقال منظمو منتدى التنمية الصيني، وهو تجمع رفيع المستوى للقادة العالميين، والذي سبق وشهد حضور تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل، إنه سيؤجل، وينعقد المنتدى عادة أواخر مارس.
وأشار مسؤولون تنفيذيون بقطاع الصناعة إلى أن تفشي الفيروس يلقي بظلال من الشك على حضور مناسبات مهمة خارج الصين، إذ تفرض الشركات قيودا على سفر الزائرين القادمين من البر الرئيس للصين.
وفي قطاع السيارات، تعتزم شركتا صناعة السيارات اليابانيتان "تويوتا" و"هوندا" تمديد إغلاق مصانعهما في الصين.
وأنتجت "تويوتا" نحو 1.4 مليون مركبة في مصانعها الأربعة هناك للسوق الصينية في 2019 بزيادة مقدارها 6.6 في المائة عن العام السابق، وباعت "تويوتا" 1.62 مليون وحدة في الصين خلال 2019، بزيادة مقدارها 9 في المائة عن 2018.