"الطَبلة والقُلة" الفخار.. إبداع مصري يصارع من أجل البقاء بالبحيرة (فيديو)
مثل مهن كثيرة انقرضت بسبب التطور العلمي الذي لعب دورًا كبيرا في تقدم عدد من المشروعات الصغيرة والمتوسطة، وأصبح نقمة على أصحاب الحرف البسيطة، وأفقدهم مهنتهم بعد ظهور تقنيات حديثة تؤدي مهامهم بكفاءة أكبر وتكلفة أقل.
مهنة ثقيلة على أصحابها
وتمثل مهنة صناعة الفخار عبئا صحيا وجسديا علي أصحابها، إلا أن "عم مسعد" ما زال يصارع من أجل بقاء مهنته التي ورثها عن والده، وتمثل له تراثا خاصا جعله يترك مهنته الأصلية "سواق" ليحترف صنعة والده.
بالقرب من مدخل قرية قراقص التابعة لمركز دمنهور بمحافظة البحيرة، تجد "عم مسعد" يجلس داخل ورشته ويحرك "الطبلية"، بقدمه اليمنى، وأثناء ذلك يعمل بيديه الاثنتين على رأس الدولاب ويغمسهما كل فترة في طاجن التعمير المملوء بالماء ليقوم بمرحلة التشكيل.
أقدم الحرف التي عرفها المصريون
"أنا حاسس بكياني في المهنة دي لأنها من أقدم الحرف اللي عرفها المصريون".. بهذه الكلمات بدأ عم مسعد حديثه، وأضاف: بدأت رحلتي مع والدي عندما كنت طفلا صغيرا في العاشرة من عمري، وكان يحرص أن يصطحبني للعمل ويعلمني أصول الصنعة، وعندما كنت أغلط أو أكسر شيئا كان لا ينفعل عليا ولكن يصحح لي خطأي حتى أحببتها وأتقنتها، وتركت مهنتي الأصلية بالسواقة".
صناعة الفن والإبداع
وأضاف "عم مسعد": صناعة الفخار تعتمد على الفن والإبداع قبل أي شيء، فللمهارة اليدوية دورا كبيرا في كافة مراحل صناعتها حيث لا يوجد فيها أجهزة أو معدات للعمل بها أو ربح كبير، ولهذا السبب فضلت عدم دخول أولادي إليها لأنها مهنة المتاعب فليس لها تأمين أو معاش نعيش منه عند الكِبر.
وفيما يتعلق بخطوات عمل الفخار، قال "عم مسعد": يتم تفتيت كتل الفخار حتى تصبح شبه الدقيق، ويوضع عليه الماء في خزانات للخلط ليصبح طينا قابلا للتشكيل، ليتم تشكيلها على الدولاب والذي يتكون من أسطوانة يتم تحريكها بالقدم حتى يتم تشكيل الفخار بطريقة صحيحة، وأخيرًا يوضع الشكل المصنوع في الفرن ليجف أو يترك في الشمس ليجف، ويختلف في فصل الشتاء ما بين 10 إلي 15 يوم أما في الصيف فممكن يأخذ 3 أيام ليصبح أكثر صلابة وقوة.
أسعار القطع الفخارية
وعن سعار "القُلل والطبل" أكد عم مسعد إن سعرهما لا يتجاوز 3 جنيهات، وهناك أحجام مختلفة من القلل تبدأ من 5 جنيهات إلي 10 جنيهات، كما يقوم بتشكيل "المج، الزهرية، الطواجن، وحصالة، مطالبًا بالاهتمام بتلك المهنة التي تسعی دول أخرى لاستقطاب صانعيها وتوفير مستلزمات صناعتها، وكذلك توفير سبل لتسويق تلك المصنوعات الفخارية التي تعتبر جزء من تراث الشعب المصري.