"رغم ضغوط المذاكرة والامتحانات".. إبداعات طلاب الطب تُزين معرض الكتاب

تقارير وحوارات

بوابة الفجر


قبل عدة أيام، انطلق معرض القاهرة الدولى للكتاب فى دورته الـ 51، المقامة بمركز مصر للمعارض الدولية بالتجمع الخامس، والذي يستمر حتى ٤ فبراير المقبل، قد نجح طلاب طب في تأليف وإصدار الروايات والشعر رغم ضغوط الدراسة وكثرة الامتحانات ليثبتوا أن طلاب طب ليسوا قليلو الموهبة وأنهم يتذوقون الفن والشعر مثل باقي الناس "طالب ليس دحيح عديم المشاعر"، قد تحدثت " الفجر" مع طالبين من كلية طب قصر العيني عن أعمالهم الفنية في المعرض .

يحكي أيمن ربيع طالب بكلية طب قصر العيني، ومؤلف كتاب "زحام الكلام" ، لـ"الفجر" "بدايةً هو أنا مكنش في دماغي خالص، ولا كنت في يوم من الأيام أتوقع إني هكتب أو هكون (كاتب) أو حد يبقى ليه كتاب منشور والناس تشتريه وكده"، قد بدأت رحلة "ربيع" مع الكتابة منذ سنة ونصف عندما اكتشف موهبته في مسابقة أدبية في الكلية، فاز فيها بالمركز الأول عن قصة قصيرة كتبتها "كنت مجرد حد بيقرأ وخلاص، وحتى لما كان صحابي بيقولوا لي أكتب، كنت بتحجج إن كل حاجة اتكتبت خلاص، ومش هقدر أجيب حاجة جديدة زيادة عن اللي كل الكتاب دول كتبوه".

قد وصف "ربيع" كتابه الأول "زحام الكلام" بأنه مجموعة من المقالات والنصوص بعضها اجتماعي، بعضها غزلي، بعضها نماذج إنسانية حقيقية، يمكن تجربة الطب نفسها كانت سبب ومحور كبير في أغلب النصوص والقصص والمقالات "طالبٌ استيقظَ في يوم نشر كتابه الأول مبكرًا جدًا لشرب الشاي وحضور امتحان مادة (الطفيليات)، ثم وقف أمام القاعة كما يفعل في كل الأيام العاديّة جدًا يوزّع الابتسامات والقُبل والسلَامات على الأصدقاء والمارّة، ودّع من كان منهم مسافرًا، وأرْجَأ وداع الباقين لإشعارٍ آخر".

ولا ينسى "ربيع" أن ينسب الفضل لأهله وهم والداه الذي كتب في مقدمة كتابه الأول أهداء لهما " أبي الذي رباني فأحسن تربيتي، وأمي التي أحسنت لي، لها الحسنى وزيادة وأخى الأصغر محمد الذي علمني كيف أكون أبا، ولأصدقائي أينما كانوا" ، يوضح ربيع أن حفظه للقران الكريم كان سبب في ضبط لغته العربية " كنت أزهري في البداية وختمت القرآن في خامسة ابتدائي، دخلت مسابقة شيخ الأزهر وأخدت جايزة كانت وقتها تقريبا في ٢٠١١ حوالي ١٠٠٠ " .

يوضح "ربيع" قصة كتاب زحام الكتاب "الكتاب اتكتب مثلا في مدة سنة، بس على فترات، أنا كتبت وبعدين فكرت في موضوع التجميع بقى، إني أجمع النصوص وأراجعها وأدققها وبدأت أبعت بقى لدور النشر وأستنى ردهم، استغرقت فترة التجميع والمراجعة فترة شهر أو شهرين" ، حاليا بدأ ربيع في كتابة الشعر الحر " بدأت أكتب شعر حر، بحاول أعرف عنه أكتر..لأني بدأت أشوف نفسي مناسب للون ده وهو مناسب لي بالإضافة إلي القصة القصيرة" .

يحلم ربيع بأن يكون طبيب ماهر وكاتب ناجح ومواطن صالح " والله أنا عندي أحلام كتير جدًا، أتمنى إني أكون مواطن صالح، ابن بار، في المستقبل البعيد إن شاء الله زوج مخلص وأب متفهم، الناحية المهنية بقا وناحية الكتابة، فأتمنى إني أكون طبيب كويس، طبيب بالمقام الأول قبل ما أكون كاتب حتى لأن الطب بالنسبة لي حاجة كبيرة حقيقي" .

لم يشارك "ربيع وحده" في معرض الكتاب،  تحكى الطالبة هاجر الفقي بكلية طب قصر العيني، مؤلفة رواية" غربة حلم " كواليس روايتها "كنت بكتب في المواصلات و أنا قاعدة على الفيس لو فيه مقولة كتبتها عجباني بسخرها إني أحطها في الرواية بشكل يتناسق مع الرواية بل بيقويها أنا بكتب شعر من زمان فعادي الموضوع فكرة إنك تبدأي و هتبدأي" .

بدأت الفقي في كتابة روايتها في السنة الرابعة من الطب " الرواية اتكتبت في رابعة ممكن الترم التاني، وكنت كل يوم ممكن أضيف علي إللي ظبطته لحد ما خلصتها و بعتها للدار، قد نجحت "الفقي" في كتابة روايتها في وقت قليل" أنا بكتب علي برنامج عندي علي التابلت، و ثم انقل النص على اللاب كتظبيط مبدأي، بعد ما الرواية اتوافق عليها أخويا طلب من بابا يكلم حد مؤلف، فبعتله أول فصل أشاد بيها نصحني أقرأها و قرأتها و خلصتها تظبيط في يومين و نص أو ثلاتة".

قد تحكي الفقي بدايتها مع الكتابة " كنت بكتب شعر في أولى إعدادي بس لسبب ما اتمنعت من الكتابة، وبعدين رجعت في ثانوي، في الكلية أخويا قالي دول ما آنتي عندك فاصل راحة بين محاضرات بين سكاشن ده بتاعك مش بتاع مذاكرة فإعملي إللي عايزاه" ، تعتبر "غربة الحلم"  ضمن روايات الرعب " الرواية الأول كان إسمها مختلف تماما هي إتوافق علي الرواية من دارين"

تتحدث رواية "غربة حلم" عن حياة أسرة ماضيهم آلمهم بل صبرهم كثيرا علي ما رأوه في مستقبلهم الذي يتوالي عليهم بالأحداث تارة مفرحة و تارة تفتح جراحهم و لكن هناك أصدقاء بنات هذه الأسرة التي توالت عليهم أحداث من الغموض و الكتمان و لم يسلم أيضا زوج إبنتهم الذي كان يعلم سر حماته حتي يفقد الجميع صوابهم بما حدث لإبنتهم رضوي و ما طال زوجها بسببها.

كما تتناول الرواية فكرة عن الماضي الموجع و الصداقة ومعايشة ألم الكتمان عن فقدان الأب و عن الغربة و الثبات علي الرأي طالما معتقدة أنه صواب و متأكدة إنه ليس بالخطأ، ولكن الرواية تطبيق لآية "عسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم"،  توضح الفقي أنها لم تواجه صعوبات في النشر "مكنش فيه صعوبات في النشر بس الفكرة إن أغلب دور النشر كانت قفلت استقبال الأعمال، مش رافضين للنشر للطلاب فالاعتماد كله علي فكرة الرواية و تصحيحها اللغوي".