حزب ألماني يتعهد بإعادة بناء جدار برلين
دفعت الحملة الانتخابية المثيرة للملل في ألمانيا بحزب داي بارتي الألماني الساخر إلى تحدي المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بإصدار بيان شديد اللهجة، يفهم منه أن من مخططاته وضع المستشارة في قفص الاتهام، وتفتيت الوزير الأهم لديها، وبناء جدار عازل حول البلاد، وتحقيق ما يطلق عليه الفاشية الإنسانية .
ورأت مجلة دير شبيغل في تقرير نشرته أخيرا، أن الحملة كانت تفتقر إلى التسلية ، الأمر الذي دفع بزعيم حزب داي بارتي إلى التعهد أخيرا بإنعاش ما يراه الانتخابات الأكثر مملا على مدى جيل في ألمانيا، بقوله: حملة الانتخابات كانت مملة كثيرا لأننا لم نكن جزءا منها بعد، وسنقوم بتغيير هذا الأمر .
السبيل الوحيد
يقول رئيس الحزب مارتن سونبورن ،الناشر لمجلة تايتنك الساخرة ،إن السبيل الوحيد الذي يمكن أن تخسر به المستشارة الألمانية ميركل الانتخابات العامة في 22 سبتمبر، هو في توظيفها فريق حملة منافسها بيير ستاينبرج البائسين من الاشتراكيين الديمقراطيين.
ويؤكد: نحن حزب يريد أن يفوز بالسلطة، مثل أي حزب آخر، لكننا نحاول تحقيق هذا الأمر جزئيا عبر السخرية . و داي براتي منظمة كاملة بفروع في الأقاليم، وأمين سر وما لا يقل عن ثمانية مرشحين للمستشارية.
والمعروف أن المستشارة الفطنة تتقدم كثيرا على ستاينبرج فيما يتعلق بشعبيتها على الصعيد الشخصي. والألمان يعتبرونها قادرة على القيام بإنجازات صعبة دون ارتكاب أخطاء، ويقدرون أنها قادت ألمانيا عبر أزمة اليورو.
كما أن الاتحاد الديمقراطي المسيحي يتقدم بشكل هائل بما يعادل 16 نقطة على الحزب الديمقراطي الاشتراكي في الاستطلاعات الأخيرة. وستاينبرج لا يعتقد بوجود فرصة له في الفوز. والضوء الوحيد في حملته إلى الآن برأي مجلة دير شبيغل كان في يونيو الماضي عندما وصل ستاينبروك المعروف بخشونته، والصريح في احاديثه، إلى حد ذرف الدموع في اجتماع للحزب ،بعد أن طلبت زوجته غرتورد من الجميع التوقف عن مضايقته.
وكانت وسائل الإعلام انتقدت بقوة المرشح عند مطالبته بأجور أفضل للمستشارين. وتتهكم الصحيفة بانه في ظل هذه الحملة المملة، فإن من يسعى إلى نقاش جدي عليه التوجه إلى حزب داي بارتي ،الذي تعهد بوضع ميركل أمام المحاكمة في قفص الاتهام إذا ما وصل إلى السلطة، لمساهمتها المفترضة في سقوط جدار برلين.
وهذه قضية مهمة بالنسبة له ،لأن حزب داي بارتي الذي تم تأسيسه في عام 2004، شن حملته في الماضي على أساس برنامج إعادة بناء الجدار.
عصابة خطيرة
يقول سنبورن: ميركل هي واحدة من العصابة الخطيرة المكونة من ثلاثة ألمان شرقيين مسؤولين عن فتح الجدار. وكانت خطتهم الرئيسية استلام السلطة في البلاد ونقل أموالنا إلى الشرق . والشخصان الآخران كانا الرئيس يواكيم غاوك، والمدير في نادي كرة قدم بايرن ميونيخ ماتياس سامر.
ائتلاف مستقر
يعتقد كثيرون أن المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ستعاني من مشكلة تشكيل ائتلاف مستقر، لكن في الواقع فإن شكل حكومتها الحالي يثير العجب ،في ظل خسارة شريكها الحالي في الائتلاف، الحزب الديمقراطي الحر، التأييد في الانتخابات عام 2009 بشكل كبير. وفي الواقع، فإن قلة يعتقدون أن ميركل ستفشل في الفوز بولاية ثالثة.