قطر تسعى جاهدة في دعم الإرهاب بالقارة السمراء
تمثل السودان أهمية بالغة القصوى لقطر، وذلك على عدة محاور منها:
*أولًا: الدوحة تستغل الفقر في الخرطوم؛ لتقوم تحت مسمى دعم الجمعيات الخيرية للمساعدات الإنسانية وتتسلل من خلال هذه اللافتات العريضة وتعمل على تمويل أنشطة الجماعات الإرهابية، وظهر بوضوح مؤخرًا في إرسالها شحنة أسلحة لليبيا تحت مسمى شحنة مساعدات إنسانية للسودان.
*ثانيا: تقوم قطر بالعمل على تجنيد عدد من السودانيين كمرتزقة في الحركات الجهادية المنتشرة في شمال وشرق وجنوب أفريقيا، كما يظهر ذلك بوضوح في حركة الشباب الصومالية في أفريقيا.
هذا وكتب الدكتور أيمن سمير فى تقرير بعنوان "قطر ودعم الإرهاب في أفريقيا"، أن دعم قطر للإرهابيين في أفريقيا ثابت بموجب تقارير الاستخبارات الغربية، وتأكد منه الجميع من خلال التسريبات التى نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، التى كشفت العلاقة المباشرة بين الحكومة القطرية وتفجيرات بوصاصو.
ونشرت صحيفة جارديان البريطانية، أسماء الجماعات الظلامية التى يدعمها بنك الريان القطرى، ناهيك عن تقرير تايمز الأمريكية الذى كشف تمويل بنك الدوحة لتنظيم القاعدة وفروعها المختلفة في كافة أرجاء العالم فما "الوسائل الخبيثة" التى تستخدمها الدوحة لدعم الإرهابيين في أفريقيا؟، ولماذا تهتم قطر بتأسيس الجماعات المتطرفة والإرهابية في القارة السمراء؟، وكيف يمكن أن تكون الردود الأوروبية والدولية على إشاعة قطر «ثقافة الموت» في القارة الأفريقية؟.
وقال الدكتور أيمن: إن "العديد من التقارير والأدلة الموثقة في الصحافة الغربية، أكدت على ارتباط قطر بالتطرف والإرهاب، وهو ما يطرح سؤالًا في غاية الأهمية، لماذا الآن؟ والإجابة تأتى من نهاية الدور الوظيفى لقطر التى دعمت جماعات إرهابية في قارات العالم، لكن دعم قطر للجماعات الإرهابية في أفريقيا أخذ منحى جديدًا في الأعوام الثلاثة الماضية من خلال "أنشطة خبيثة" ظاهرها الدعم الإنسانى والتعاون مع الحكومات الأفريقية.
وأضاف: لكن حقيقة الأمر هو دعم كامل للجماعات الإرهابية شمالى وشرقى وغربى القارة الأفريقية ما عزز من "بيئة التطرف"، والإرهاب والقتل في القارة السمراء واستخدمت قطر الكثير من الوسائل وأبرزها سلاح المال والألاعيب السياسية من أجل خلق بيئة ضاغطة على الدول الأفريقية؛ لتقبل بدور قطرى يبدو في شكله الخارجى سياسيًا أو إنسانيًا لكنه ينتهى إلى دعم الإرهابيين.
وهذا ما دفع حكومات دول أفريقية كثيرة إلى وقف التعامل مع قطر ومن هذه الدول إريتريا، وجيبوتى، والصومال، وموريتانيا، وموريشيوس، وجزر القمر، والنيجر، وتشاد، والجابون، والسنغال.
وأضاف الدكتور أيمن، قائلًا: حاولت قطر خداع العالم خلال السنوات الماضية من خلال العمل عبر "شبكة وسطاء" يقومون بدعم المجموعات الإرهابية في أفريقيا، لكن الجديد في تسريبات نيويورك تايمز وجارديان وتايمز أنها وثقت أدلة "تربط مباشرة" بين مسؤولين قطريين ومؤسسات حكومية قطرية بالإرهابيين، فجهاز قطر للاستثمار هو ما يستثمر أكثر من 1.5 مليار دولار في شركة الاتصالات الأفريقية.
ومعروف أن هذه الاستثمارات ما هى إلا ستار لدعم الإرهابيين، لأنه لا يوجد عائد مادى حقيقى من هذا النشاط، وتزامن زيادة النشاط الإرهابى في منطقة غربى أفريقيا مع تنامى النشاط القطرى هناك منذ عام 2017، وهو ما كشفته التفجيرات الأخيرة في مالى وبوركينا فاسو، وأشارت المخابرات الفرنسية إلى ضلوع الدوحة في تمويل الجماعات الإرهابية المتطرفة في مالى.
وقدمت قطر مئات الملايين من الدولارات لتنظيم "أنصار الدين" وحركة "التوحيد والجهاد"، اللذين يعملان لصالح تنظيم القاعدة وفق المداخلة التى قدمها الصحفى الفرنسى "ريشار لابفيير" أمام مؤتمر ميونخ للأمن، والتى قال فيها إنه رأى بنفسه طائرة الهلال الأحمر القطرى تقوم بتهريب الإرهابيين، الذين قاتلوا الجيش الفرنسى من مالى إلى مكان آمن في ليبيا، وهو ما دعا عمدة مدينة جاو المالية إلى اتهام قطر بدعم الإرهابيين في مالى عبر مطارى جاو وتمبكتو.
ومولت قطر بشكل كامل تنظيم "الإصلاح - الدم الجديد" وهو الجناح العسكرى لجماعة الإخوان في الصومال، كما أرسلت قطر ملايين الدولارات لقيادات حركة "الشباب المجاهدين" الإرهابية وزعيمها حسن أويس الذى عاش في قطر سنوات طويلة.
ولكن ما نشرته مؤسسة "دعم الديمقراطية" الأمريكية، بعنوان "قطر تمول الإرهاب" يوضح ضلوع قطر في كل العمليات الإرهابية الأخيرة في الصومال؛ حيث نقل عن وزارتى الخارجية والمالية الأمريكية أن قطر دعمت أكثر من 90% من الأنشطة الإرهابية في الصومال، وتكشف عمليات قتل عناصر حركة الشباب بالصومال عن وجود سودانيين بين أعضاء الحركة ترسلهم قطر.
والذى يؤكد ذلك الإعلان المتكرر لمصادر صومالية عن مقتل أكثر من 30 مقاتلًا من حركة "الشباب" المتشددة بينهم سودانيون في عملية عسكرية.
وبحسب تقرير المخابرات المركزية الأمريكية، فإن 5 حركات إرهابية رئيسة تلقت تمويلات ضخمة من قطر وأبرزها حركة التوحيد والجهاد، ومتمردو حركة تحرير أزود، وجماعة أنصار الدين، وأنصار الشريعة إلى جانب تنظيم القاعدة في بلاد المغرب، وهو الأمر الذى دفع الحكومة التشادية إلى وقف التعامل مع الحكومة القطرية، بعد أن تأكد إنجامينا أن الدوحة وراء كل التنظيمات الإرهابية التشادية من بوكو حرام إلى المتمردين التشاديين الذين يعملون مع باقى الجماعات الإرهابية في ليبيا.
وكانت الحكومة الإريترية قد اتهمت رسميا تركيا وقطر وسودان البشير بدعم معارضيها من أجل زعزعة استقرارها وضرب التحولات، التى تمت عقب عودة العلاقات الإثيوبية الإريترية.
وأصدرت وزارة الإعلام الإريترية بيانًا تتهم فيه حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، ومركر الخدمات التشغيلية القطرى، بدعم المعارضة الإريترية المتمثلة في "الرابطة الإسلامية الإريترية" تحت مسمى "رابطة العلماء الإريترية".
وذكر البيان الإريترى: أن تركيا تعمل من خلال تمويل مركز الخدمات الشغيلية القطرى لـ"أغراض خبيثة"، ومحاولات تركيا وقطر العدائية تصاعدت من أجل عرقلة عملية السلام والتطورات الإيجابية في إريتريا وإثيوبيا بشكل خاص، ومنطقة القرن الأفريقي عمومًا.