تونا الجبل.. منطقة تنبت أثار وتفتح صندوق أسرار الفراعنة (فيديو وصور)
خالد العنانى: محافظة المنيا تمتلك الكثير من الآثار التى لم تكتشف بعد
أمين المجلس الأعلى للآثار: الاكتشاف الجديد تكليل لجهود 3 أعوام
كريمات عبد الحليم: تم الكشف اليوم عن 28 مقبرة
أسامة القاضى: المنيا تزخر بتنوع حضاري فريد من نوعه
فى صباح اليوم الخميس وصل الدكتور خالد العناني وزير السياحة والآثار برفقة الدكتور مصطفي وزيري أمين عام المجلس الأعلى للآثار وعدد من المسئولين إلي منطقة الغريفة الآثرية التي تقع بتونا الجبل في غرب مركز ملوي بجنوب محافظة المنيا للإعلان عن الكشف الأثري الجديد.
"الفجر" من داخل منطقة الاكتشاف الجدد منطقة الغريفة الآثرية بقرية بتونا الجبل ترصد لكم خلال السطور التالية تفاصيل الاكتشاف الجديد.
قالت الدكتورة كريمات عبد الحليم، عضو البعثة المصرية، إن البعثة بدأت عملها فى الاكتشاف الأثري الجديد فى المنطقة الغريفة بمنطقة تونا الجبل بمحافظة المنيا في عام اغسطس من عام 2018 وانتهت أبريل من عام 2019 مشيرة إلى أن الاكتشاف بالكامل أسفر عن 10 آلاف تمثال من الأوشابتي و35 مقبرة وأكثر من حوالى 80 تابوتا.
ومن جانبه أكد الدكتور خالد العناني أن محافظة المنيا مازالت في جعبتها الكثير والكثير من الآثار التي لم تكتشف بعد، والكشف الأخير هو الأول خلال عام 2020 والرابع على التوالي بمحافظة المنيا خلال المواسم الثلاث لبعثة الحفائر المصرية.
وجه "العناني" الشكر لمحافظ المنيا اللواء أسامة القاضي وأعضاء مجلس النواب لدعمهم الكامل لجهود الوزارة، مؤكد أنه سيجري جولة تفقدية لكنيسة السيدة العذراء بسمالوط، ثم منطقة البهنسا في مركز بني مزار، قائلا: " أورع ما في المنيا أن تكون في منطقة آثرية تضم معالم قبطية، ثم تعبر النيل لتجد نفسك في منطقة أخري تضم معالم إسلامية".
وأضاف أن المنيا من المحافظات الجميلة والواعدة سياحيا، وسيتم تكثيف العمل بها خلال الفترة المقبلة لوضعها علي الخريطة السياحية، خاصة وأنه سيتم الاعلان عن اكتشافات جديدة وكثيرة بنفس المنطقة تباعا، لتضيف للمنيا المزيد من الجذب السياحي خاصة وأن بها مناطق أثرية هامة جدا ومنها الأشمونين، بني حسن، طهنا الجبل، مقابر فريزر، الكوم الأحمر، العمارنة، منوها بأن المنيا محافظة عريقة جدا وبها قدرة سياحية لاستقبال الوفود الأجنبية، وسنعمل جاهدين لوضعها على الخريطة السياحية.
وبدوره أكد اللواء اسامة القاضى محافظ المنيا، أن المنيا أرضٌ لها تاريخ أزلي وعريق جعلها، تزخر بتنوع حضاري فريد من نوعه، يجمع ما بين التاريخ الفرعوني، واليوناني، والروماني، والقبطي، والإسلامي، ففيها ظهر مفهوم التوحيد، وخرجت أول دعوة له على يد "اخناتون"، وعلى أرض المنيا، مرت العائلة المقدسة فمنحتها البركة، وبين جنباتها نشأت وعاشت السيدة مارية القبطية أم المؤمنين زوجة النبي محمد عليه الصلاة والسلام.
وأضاف المحافظ، أن المنيا نموذج مصغر "لعظمة مصر"، لما حباها المولى عز وجل من الإمكانيات الحضارية، والتراثية، والثقافية، والسياحية، حيث تحتل المرتبة الثالثة ضمن المحافظات الأثرية، والسياحية، على مستوى الجمهورية بعد الجيزة والأقصر.
وأعرب عن سعادته أن يكون الاكتشاف الأول هذا العام لوزارة السياحة والآثار بالمنيا، مشيرا إلى أن الاستقرار الذي تشهده البلاد أدى الى ارتفاعًا ملحوظًا في عدد السائحين الأجانب والعرب، والذين زاروا المعالم الأثرية بالمحافظة خلال عام 2019، حيث تعدى الـ 100 ألف سائحًا، من مختلف الجنسيات، وجاءت منطقة تل العمارنة، في المرتبة الأولى كوجهة للزائرين، ثم منطقة البهنسا، ثم بني حسن في المركز الثالث.
وقال الدكتور مصطفي وزيري أمين عام المجلس الأعلى للآثار، إن أول كشف في منطقة الغريفه كان في عام 1925ُ، حينما عثر علي تابوت أثري وتم إرساله للمتحف المصري، ثم تعرضت المنطقة للسرقة في الأربعينات والخمسينات من القرن الماضي.
وأكد أن فريق عمل بعثة الحفائر المصرية، بذل جهودا رائعة خلال 3 مواسم عمل متتالية أسفرت عن عدة اكتشافات شملت: 35 مقبره خلال الـ 3 مواسم، منها 7 مقابر في الموسم الأول، 12 في الموسم الثاني، 16 في الموسم الثالث، كما تم الكشف عن 90 تابوت حجري، 40 في الموسم الأول، 30 في الموسم الثاني، 20 في الموسم الثالث "الأخير" ومازال العمل مستمر.
وقال "وزيري": وعدنا وزير الآثار أن نعلن عن كشف جديد في نفس المكان كل عام على الأقل، موضحا أن الكشف الأخير شمل أكثر من 10 الآف تماثل أوباشتي، أكثر من 700 تميمه، 8 مجموعات أواني مختلفة الأشكال والألوان بعضها من الحجر الجيري والأولبستر، 8 توابيت خشبية في حالة رائعه وجيدة من الحفظ، وبعض التوابيت الحجرية مغلقة حتى الآن وأعتقد أن يكون بداخلها موامياوات في حالة جيدة، إضافة لمئات من الأواني الفخارية بعضها يستخدم لحفظ القرابين.
ووجه رئيس المجلس الأعلي للآثار الشكر للوزير لدعمه الدائم لبعثة الحفائر المصرية، كما أشاد بالمجهود الكبير الذي بذله أعضاء البعثة الذين أصروا علي مواصلة العمل دون توقف حتي في أصعب الظروف، لافتا أنهم واجهوا متاعب كثيرة منها انتشار الثعابين في منطقة الحفائر بالغريفة، ومنها نوع خطير جدا من الثعابين يعرف بـ"الطريشه" وبالأمس القريب نجحوا في قتل ثعابنين وهذا في يوم واحد فقط وهذا لم يمنعهم عن العمل، مؤكدا أن هذه المنطقة في منتهي الأهمية ولم تبوح بكامل أسرارها حتي الآن.
الجدير بالذكر الكشف الجديد عبارة عن: أدوات محاجر وأقنعة من الخشب، مجموعة من تماثيل الأوشابتي المنقوشة بالهيروغليفية وتعود للعصر المتآخر، مجموعة من الآواني الكانوبية من البلستر الخشن من مقبره 33 وتعود للعصر المتآخر، مجموعه من الأواني الكانوبية من المقبرة رقم 16 وتدعي "مان شو" من العصر المتآخر.
كما يضم الكشف أنواع مختلفة من الأواني الفخارية والسلاسل ذات أغراض جنازية من العصر المتأخر بالمقابر أرقام 11، 12، 33، 35، 29.
ويضم الكشف، رأس آدمية من الشمع لكاهن أصلع ومجموعات من الخرز، ومجموعات من التمائم المصنوعة من مواد مختلفة وأحجار كريمة وذهب، ومجموعة من تماثيل الأوشابتي منقوشة بالهيروغليفية من العصر المتأخر.