"صفقة القرن".. برلمانيون: بمثابة وعد بلفور الجديد.. وتناست حقوق الفلسطينيين (تقرير)
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن خطته للسلام في الشرق الأوسط، والمعروفة بـ "صفقة القرن"، مساء الثلاثاء الماضي خلال مؤتمر صحفي عقد في البيت الأبيض، بحضور بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي.
ومن جانبهم، قال عدد من أعضاء مجلس النواب إن هذه الصفقة جاءت من طرف واحد بين إسرائيل وأمريكا، ولم ترق لمستوى الطموحات الفلسطينية، ودائما يكون هناك تناسي لبعض الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، مؤكدين أن هدف أمريكا من السلام في الشرق الأوسط هو خدمة مصلحتها العامة وليس من أجل فلسطين، واصفين الصفقة بوعد بلفور الجديد.
مصر لها موقف ثابت وواضح تجاه هذه القضية
في هذا السياق، قال سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب، إن مصر قدمت الآف الشهداء من أجل القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أن الرئيس عبد الفتاح السيسي ذكر في العديد من المناسبات الوطنية، أن حل القضية الفلسطينية قائم على إقامة دولة فلسطينية على حدود 67.
وأوضح وهدان، في بيان، اليوم الأربعاء: أن مصر دائمًا لها موقفها الثابت والواضح من هذه القضية، وهو دعم الأشقاء الفلسطينين في كافة المحافل الدولية، وستظل قائمة بدورها في دعم الموقف الفلسطيني، مضيفًا: "لكن لا يجب إغلاق الباب من الجانب الفلسطيني أمام المفاوضات".
وأضاف وكيل مجلس النواب، أن مصر حاولت خلال الفترة الماضية بقوة دعم المصالحة الوطنية الفلسطينية، وهي من تقود قاطرة التصالح في أي تفاوض بينهم من أجل تبني موقف فلسطيني موحد.
أمريكا تفعل ما تشاء بدول المنطقة
ومن جانبه، قال النائب أحمد امبابي، وكيل لجنة الشؤون العربية بمجلس النواب، إن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، للسلام في الشرق الأوسط، والمعروفة بـ "صفقة القرن"، والتي أعلنها مساء أمس الثلاثاء، خلال مؤتمر صحفي عقد في البيت الأبيض، بحضور بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، جاءت من طرف واحد وتمثل اتفاقا بين إسرائيل وأمريكا.
وتابع "إمبابي" في تصريح إلى "الفجر": خطة ترامب تقرر من جانب واحد، بما ينسجم تمامًا مع موقف الحكومة الإسرائيلية ويحقق لها رغباتها، مضيفًا: "شئنا أم أبينا.. أمريكا تفعل ماتشاء ولا تحترم أي أطراف أخرى فهي تفعل ما يحقق لها مصلحتها، وما يخدم ابنتها إسرائيل".
وتساءل وكيل لجنة الشؤون العربية، هل تستطيع أي دولة من الدول العربية مواجهة إسرائيل وأمريكا؟، وهل لو اجتمع جميع الحكام العرب يستطيعون مواجهة الدولتين؟، وهل فلسطين بمفردها تستطيع؟، لذلك نجد الرئيس الأمريكي يفعل مايريد ومايشاء في المنطقة لأن لا أحد يستطيع ردعه.
"صفقة القرن" تناست حقوق الشعب الفلسطيني
وقال السفير محمد العرابي، وزير الخارجية الأسبق، وعضو لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب، إن هناك ثلاث نقاط مهمة بشأن المبادرات الأمريكية حول الأراضي الفلسطينية (المعروفة باسم صفقة القرن)، النقطة الأولى هي أن القضية الفلسطينية منذ بداية المبادرات الخاصة بدفع عمليات سلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين لم ترق لمستوى الطموحات الفلسطينية، ودائما يكون هناك تناسي لبعض الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
وأضاف "العرابي"، خلال مداخلة هاتفية، مع الإعلامي عمرو عبدالحميد، في برنامج رأي عام، المذاع على فضائية "TeN" أن النقطة الثانية هي أنه منذ عام 2011 كان هناك هبوطًا في الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية، لم يتم سماع أي مبادرات منذ تلك الفترة، وهو ما دفع إسرائيل لالتهام المزيد من الأراضي الفلسطينية.
وأوضح وزير الخارجية الأسبق، أن النقطة الثالثة هي أن الكثير من السياسيين توقعوا تقديم مشروعًا طبقًا للشرعية الدولية، ومن المؤكد أن المبادرة الامريكية أقل بكثير من الطموحات، ولكنها من الممكن أن تضع الأمور على طاولة المفاوضات، معقبًا: التفاوض المباشر بين الشعب الفلسطيني والإسرائيليين كان أهم نافذة في الاتفاق الذي أعلنه ترامب، بالإضافة إلى عودة الحديث عن حل الدولتين.
وعد بلفور الجديد
ومن جهته، قال النائب أحمد فؤاد أباظة، وكيل لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن إعلان الرئيس دونالد ترامب، عن ملامح صفقة القرن، وإعلان القدس عاصمة لاسرائيل، بمثابة وعد بلفور جديد.
وأشار أباظة في بيان، إلى أن لجنة الشئون العربية ستعقد اجتماعا، لمناقشة التطورات الأخيرة فيما يخص صفقة القرن، خاصة أن مصر دائما ما تؤكد وقوفها ومساندتها للشعب الفلسطيني في حقه بعدم التعدي على أراضيها.
وتابع:" قام ترامب الذي لا يملك شيئا في أراضي فلسطيني بمنح نتينياهو الذي لا يستحق أراضي الدولة العربية الشقيقة"، مشيدا بما وصفه بالموقف القوي والشجاع للدولة المصرية والرئيس عبدالفتاح السيسي، الذي أفسد المخطط الأمريكي، الذي كان يهدف لمنح الفلسطينيين أي أراض من سيناء، مؤكدا أن الرئيس السيسي وعد فصدق.
والجدير بالذكر عقب إعلان صفقة القرن خرجت مظاهرات كبيرة في مدن الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة، الثلاثاء، رفضا للخطة الأمريكية المزعومة، والتي تأتي وسط رفض فلسطيني لوساطة الإدارة الأمريكية الحالية.
ورفضت السلطة الفلسطينية قبل أشهر أي وساطة أمريكية في مفاوضات سلام، معتبرة أن قرارات مثل الاعتراف بمشروعية المستوطنات وبالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، أمور تقتل عملية السلام وتعتبر انحيازا كامل للرغبات الإسرائيلية على خلاف القرارات الدولية والأممية المتعلقة بالقضية الفلسطينية.