خلافات الإخوان باليمن وتدخل تركيا سبب هزائم الجيش في نهم ومأرب
كشفت مصادر عسكرية وأخرى حزبية يمنية، اليوم الأربعاء، عن تفاصيل جديدة حول أسباب هزائم الجيش الوطني في مديرية نهم شرق العاصمة صنعاء وجبال هيلان غرب محافظة مأرب.
وقالت المصادر: إن "أحد أبرز تلك الأسباب هي خلافات الإخوان في الداخل والخارج"، لافتة إلى أن تدخل تركيا عمق من هذه الخلافات، التي وصلت إلى حد تبادل الإتهامات بالخيانة.
وفي التفاصيل، أوضحت المصادر، أن الهزائم لم تكن بسبب المواجهات الأخيرة التي شهدتها نهم ومأرب ولكنها بدأت منذ ديسمبر 2019، مضيفة أن ضغط التحالف العربي على القوات المرابطة في تلك الجبهات للتحرك كانت هي سبب إلى شرارة الخلافات.
وتابعت المصادر: إن "الهدنة التي تحدث عنها القيادي في ميليشيا الحوثي الإنقلابية محمد البخيتي، حقيقية وكانت بين الدول الراعية للتنظيمين الدينيين إيران وقطر وتركيا"، لافتة إلى أن توجيه التحالف ببدء تحريك الجبهات صنفه الحوثيون على أنه "خرق للهدنة"، الأمر الذي دفع بإخوان تركيا إلى إصدار توجيهاتهم لعناصرهم بالإنسحاب من مواقعهم التي يتمركزون فيها منذ قرابة ثلاث سنوات.
وبحسب ما قالة المصادر، فإن العناصر المنسحبة والتي يقدر عددها بالعشرات كانت تتسلم مرتباتها الشهرية من الخارج على عكس العناصر الإخوانية المنتمية لحزب الإصلاح في الداخل، والتي ظلت لأشهر بدون أي مرتبات.
كما أشارت المصادر إلى أن هذه الإنسحابات المفاجئة أعقبها تقدم حوثي في منتصف ديسمبر إلى منتصف جبال هيلان وتقدم طفيف في فرضة نهم، ولم يعلن عنها في حينه لإعتقاد قيادة وزارة الدفاع أنها قادرة على إستدراك الموقف وإستعادة السيطرة الأمر، الذي دفعها في أخر إجتماع عسكري لها إلى تسمية ما حدث بـ"الإنسحاب التكتيكي".
ولفتت إلى أن إنسحاب تلك العناصر الإخوانية أثار غضب قيادات الإخوان أو ما يسمى بالإصلاح في الداخل، خاصة وأن هذه الإنسحابات تمت دون التنسيق معهم وجعلت المحافظات، التي يبسطون سيطرتهم عليها تحت مرمى نيران الميليشيات الحوثية، التي باشرت بقصف المعسكرات والمواقع في عمق محافظة مأرب .
وأضافت المصادر، إن هذه الخلافات تسببت بشرخ في صفوف الإخوان في الداخل الذين وجدوا أنفسهم بين أمرين الأول تنفيذ أوامر تركيا التي ستسمح للميليشيات بتقدم إلى قلب مدينة مأرب والجوف والثاني المواجهة وحيدين دون وبالأسلحة المتوفرة خاصة بعد أن فقد التحالف العربي ثقته فيهم.
ولفتت إلى أن "هذا الأمر دفع بمحافظي مأرب سلطان العرادة والجوف أمين العكيمي، وهما من قيادات حزب الإصلاح إلى الدعوة للنفير العام بين القبائل أو ما يعرف بالنكف القبلي وجمع أكبر عدد من المقاتلين القبليين لحماية ما تبقى من أراضي تحت سيطرتهم".
وبحسب المصادر فإن القوة التي تخوض المواجهات باسم الشرعية في جبهات نهم ومارب والجوف معظمهم من رجال القبائل، الذي لبوا النكف القبلي الذي دعا إليه العرادة والعكيمي.