الرئيس الأمريكي يقترح قيام دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية
قال مسؤولون كبار بالإدارة الأمريكية في مؤتمر صحفي لـ"رويترز"، بشأن تفاصيل خطة كان من المقرر أن يعلنها الرئيس دونالد ترامب في البيت الابيض في منتصف النهار، إنه بموجب خطة ترامب للسلام في الشرق الاوسط المقترحة ستعترف الولايات المتحدة بالمستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة، وفقًا لوكالة الأنباء العالمية "رويترز".
وأوضح المسؤولون، أن إسرائيل ستوافق على قبول تجميد مدته أربع سنوات للنشاط الاستيطاني الجديد، أثناء التفاوض على إقامة دولة فلسطينية.
وتعثرت المحادثات الإسرائيلية الفلسطينية في عام 2014، وكان من غير الواضح أن خطة ترامب ستعيد إحياءها.
وأضاف المسؤولون الأمريكيون، إنهم استعدوا للتشكك الفلسطيني المبدئي، لكنهم كانوا يأملون في أن يوافقوا بمرور الوقت على التفاوض، حيث تضع الخطة عقبات كبيرة أمام الفلسطينيين للتغلب عليها للوصول إلى هدفهم المنشود منذ فترة طويلة وهو إقامة دولة.
وبقى أن نرى أيضًا كيف ترد إسرائيل، في ضوء الضغوط التي يواجهها رئيس الوزراء الإسرائيلي اليميني، بنيامين نتنياهو، في محاولة ثالثة لإعادة انتخابه في أقل من عام.
وشملت الخطة حوالي 80 صفحة، 50 منها الخطة السياسية التي أعلنت اليوم الثلاثاء، و30 من الخطة الاقتصادية التي أعلنت في يوليو الماضي والتي وضعت خطة لإنعاش اقتصادي بقيمة 50 مليار دولار للفلسطينيين والأردن ومصر.
ومثلت الخطة الأمريكية المحاولة الأكثر دراماتيكية وتفصيلا لكسر الجمود التاريخي بين إسرائيل والفلسطينيين في عدة سنوات، نتيجة لجهود استمرت ثلاث سنوات قام بها كبير المستشارين في ترامب جاريد كوشنر وآفي بيركوفيتز والمستشار السابق جيسون جرينبلات.
وقال المسؤولون، إن ترامب أقر خريطة مقترحة تحدد الدولتين.
كما أفاد مسؤول، بأن الدولة الفلسطينية ستضاعف مساحة الأرض التي يسيطر عليها الفلسطينيون حاليًا، وسيتم ربطها بالطرق والجسور والانفاق.
وأطلع ترامب نتنياهو ومنافسه في الانتخابات الإسرائيلية التي جرت في 2 مارس، بيني غانتز، رئيس حزب أزرق أبيض، في محادثات يوم الاثنين الماضي.
ولدى سؤالهم عما كانت واشنطن مستعدة للقيام به لدفع المفاوضات، قال المسؤولون: إن الأمر متروك للفلسطينيين للتقدم وليقولوا إنهم على استعداد للتفاوض.
وقال كلا من نتنياهو وجانتز، إنهما مستعدان لدعم هذا الجهد.
وقال المسؤولون، إن الزعماء الإسرائيليين وافقوا على التفاوض على أساس خطة ترامب واتفقوا على الخريطة، حيث قالوا، إن اتفاق إسرائيل على إقامة دولة للفلسطينيين يعتمد على ترتيب أمني لحماية الإسرائيليين.
وأضافوا، إن إسرائيل ستتخذ خطوات لضمان وصول المسلمين إلى المسجد الأقصى في القدس واحترام دور الأردن فيما يتعلق بالأماكن المقدسة.
كما أوضحوا، أن قيام الدولة الفلسطينية سيعتمد على اتخاذ الفلسطينيين خطوات للحكم الذاتي، مثل احترام حقوق الإنسان وحرية الصحافة وإنشاء مؤسسات شفافة وذات مصداقية.
وقال أحد المسؤولين في إشارة إلى نمو المستوطنات اليهودية، إنه عند القيام بالخريطة، من الصعب للغاية محاولة خلق تواصل من أجل إقامة دولة فلسطينية بناءً على ما حدث على مدار الخمسة وعشرين عامًا الماضية، لذا إذا لم نقم بهذا التجميد الآن، أعتقد أن فرصتهم في الحصول على دولة تزول بشكل أساسي.
وأضافوا، أنه إذن ما قمنا به هو أننا اشترينا أربع سنوات أخرى من أجل جمع عملهم معا ومحاولة التفاوض على صفقة لهم ليصبحوا دولة، وأعتقد أن هذه فرصة كبيرة لهم.
وقال المسؤول، إن السؤال بالنسبة للفلسطينيين هو "هل سيأتي إلى طاولة المفاوضات ويتفاوض؟"
وأضاف مسؤول دون تقديم تفاصيل إذا وافقوا على التفاوض، فهناك بعض المجالات التي يمكن المساس بها في المستقبل.
وقال مسؤول أخر، إن خطة ترامب تدعو الفلسطينيين إلى العودة إلى دولة فلسطين المستقبلية وإنشاء "صندوق تعويضات سخية.
وحول احتفاظ إسرائيل بالمستوطنات، قال مسؤول أمريكي: إن الخطة إستندت إلى مبدأ أنه لا ينبغي أن يتحرك الناس لتحقيق السلام... لكنه يوقف توسيع المستوطنات في المستقبل الذي نعتبره النهج الأكثر واقعية.
وقال المسؤول، إن فكرة أن مئات الآلاف من الناس، أو عشرات الآلاف من الناس، ستتم إزالتهم إما قسرا أو لا من منازلهم لا تستحق الترفيه.
وقبل إعلان ترامب، عزز آلاف الفلسطينيين الذين تظاهروا في مدينة غزة والقوات الإسرائيلية مواقعهم بالقرب من موقع بؤري بين مدينة رام الله الفلسطينية ومستوطنة بيت إيل اليهودية في الضفة الغربية.
وفي الوقت الذي رحب فيه القادة الإسرائيليون بخطة ترامب التي طال تأجيلها، حيث فقد رفضها القادة الفلسطينيون حتى قبل إطلاقها الرسمي، قائلين إن إدارته منحازة لإسرائيل.
وقال متحدث باسم نتنياهو، إن الزعيم الإسرائيلي سيتوجه إلى موسكو يوم الأربعاء القادم لإطلاع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على المقترحات.
كما قال الزعماء الفلسطينيون، إنهم لم تتم دعوتهم إلى واشنطن، وأنه لا توجد خطة يمكن أن تعمل بدونهم.
وقال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يوم الاثنين، إنه لن يوافق على أي اتفاق لا يضمن حل الدولتين.
وهذه الصيغة، التي تشكل أساس سنوات عديدة من جهود السلام الدولية المحبطة، تتصور أن تتعايش إسرائيل مع دولة فلسطينية.
كما رفض الفلسطينيون التعامل مع إدارة ترامب احتجاجًا على هذه السياسات المؤيدة لإسرائيل، مثل نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلى القدس التي يسعى نصفها الشرقي إلى عاصمة مستقبلية.
ولقد انقلبت إدارة ترامب في نوفمبر على عقود من السياسة الأمريكية، عندما قال وزير الخارجية مايك بومبو، إن واشنطن لم تعد تعتبر المتوطنات في أراضي الضفة الغربية خرقًا للقانون الدولي، حيث ينظر الفلسطينيون ومعظم الدول إلى المستوطنات باعتبارها غير شرعية، الأمر الذي تعارضه إسرائيل.
وواجه كل من ترامب ونتنياهو تحديات سياسية في الداخل، حيث تم إقالة ترامب في مجلس النواب الشهر الماضي وهو قيد المحاكمة في مجلس الشيوخ بتهمة إساءة استخدام السلطة.
وفي اليوم الثلاثاء، تم اتهام نتنياهو رسميًا في المحكمة بتهم الفساد، بعد أن سحب محاولته للحصول على حصانة برلمانية من المحاكمة.