تحدث مومياء بعد 3000 عام من تحنيطها.. آخر إبهارات الطباعة ثلاثية الأبعاد
قال الدكتورة زينب حشيش مدرس الأثار المصرية جامعة بنى سويف، ومتخصصة علم البيوآركيولوجي، إن الطباعة ثلاثية الأبعاد، هي تقنية حديثة تسمح لنا حاليًا بمحاكاة أجزاء من الجسد واستنتاج وظيفتها بعد مرور آلاف الأعوام على مغادرة أصحابها عالمنا، وهو ما يستخدمه العلماء الآن في أوروبا.
جاءت تصريحات حشيش إلى الفجر تعليقًا على ما توصل إليه باحثين ألمان لصوت إحدى المومياوات المصرية القديمة والتي فارق صاحبها الحياة منذ 3000 عام وهي مومياء الكاهن نسيامون عصر الملك رمسيس الحادي عشر.
وأكملت حشيش، أن الطباعة الثلاثية الأبعاد تسمح بنقل التصاميم من أجهزة الحاسب وتحويلها إلى مجسمات ملموسة، وهذه المجسمات نستطيع من خلالها إنتاج صوت مثلًا، وذلك مثل ما فعل العلماء من إعادة طبع حنجرة مومياء.
وأضافت أنه المتوقع أن تكون الطباعة الثلاثية ثورة صناعية قادمة، على الرغم من أن تلك التقنية مخترعة فى الثمانينيات إلا أن استخدامها بشكل كبير وتطبيقها فى مجالات الطب والهندسة في نشاط متزايد ومتسارع في السنوات الأخيرة،.
واستخدامات الطباعة ثلاثية الأبعاد فى الطب ثورة بحق، فبعض العلماء تمكنوا من تطوير ما يشبه الأوعية الدموية عبر استخدام السكر لصنع قوالب يضخ فيها "جل" يحتوي على خلايا حتى تصبح متماسكة بشكل جيد.
وتابعت حشيش: "كذلك استخدمت فى جراحة العظام وكأجزاء تعويضية بالجسم بالإضافة إلى استخدامها في مجالات التصنيع المختلفة، وأخيرا وما يهمنا هنا هو استخدامها فى مجال البيوآركيولوجي".
وأوضحت أن الطابعات ثلاثية الأبعاد مكنتنا من عمل مجسمات كاملة لجماجم أو لفك أو لحوض كامل أو حتى أجزاء من الحوض لأغراض التوثيق والحفظ ولأغراض تعليمية.
وقالت إن هذا النوع من الطابعات يستطيع إنتاج أجزاء متداخلة ومعقدة التركيب بمواصفات فيزيائية متداخله ومختلفة التركيب وتكون النتيجة النهائية نماذج تشابه كثيرًا منظرًا وملمسًا ووظيفة الأصل.
واختتمت قائلة: "بهذه التقنية استطاع العلماء إجراء تجربة بمجال البيوآركيولوجى والهندسة والصوتيات، مستعينين بمتخصصي الأشعة المقطعية، حيث اعتمد البحث على حالة الحفظ الجيدة للأحبال الصوتية والحنجرة للكاهن نسيامون، حيث تعاون علماء التشريح والبيواركيولوجى والهندسة الصوتية والانثوبومترى، وبعد أخذ القياسات تم إعادة تصور كيف كان صوته".