دولار العصور.. عرض تاريخ العملة المصرية بمكتبة الإسكندرية (صور)
يوثق المعرض المؤقت "رحلة النقود في مصر عبر العصور" في مكتبة الإسكندرية، تاريخ ظهور النقود في مصر في أواخر العصور الفرعونية، إلى العام الجاري 2020، وذلك من خلال عرض مادة علمية موثقة وفئات من النقود.
المعرض يأتي بتنظيم من متحف الفن الإسلامي، بالتعاون مع عدد من المراكز العلمية والمتاحف.
"الفجر" يستعرض تاريخ العملة خلال زيارته للمعرض، وإلى رحلة النقود.
قبل الميلاد.. البداية
يحكي المعرض عن بدايات ظهور النقود في فترة الأسرة 26 الفرعونية، الذين استوردوا كميات كبيرة من تلك النقود من بلاد اليونان، وذلك بهدف دفع أجور جنود مرتزقة من الأغريق.
ومع مجيء الإسكندر الأكبر بدأت النقود في التداول بشكل منتظم، وقد سكت النقود في دار سك بالإسكندرية، ومنذ عهد بطليموس الأول، تم سك عملات من الذهب والفضة والبرونز، وقد حملت العملة صور نقش النسر أو قرن الخيرات.
ومع دخول الرومان مصر، طبق الرومان نظامًا نقديًا لا يتداول إلا في مصر، وأطلقوا عليها اسم"النقود السكندرية"، وعندما دخلت المسيحية، واعتناق الأباطرة الديانة، حلت الرموز المسيحية محل الوثنية في العملة.
تعريب العملة
ويقف المعرض إلى أهم محطات تاريخ العملة هو تعريبها عقب خمسين عامًا من الفتح الإسلامي لمصر، بسك دنانير على غرار البيزنطية، وإزالة رموز الصلبان المسيحية، بملابس عربية لأشخاص، ووضع عبارة التوحيد والرسالة المحمدية واقتباسات قرآنية.
ومع دخول الحكم العباسي مصر والقضاء على الدولة الأموية، قاموا بتغيير كتابات العملة بما يتناسب مع سياستهم بحذف الاقتباس القرآني إلى عبارة: محمد رسول الله، لتأكيد قرابتهم من الرسول، وقد ظهر أقدم نقد عباسي عبارة عن فلس نحاسي 751 ميلاديًا.
أما حكم الدولة الطولونية الشبه مستقلة عن العباسية، سكوا "الدينار الأحمدي" الذي تميز بارتفاع عياره واقترابه من الوزن الشرعي، وظل حتى العصر الأخشيدي.
عملة دولية
عصر الدولة الفاطمية كان العصر الذهبي للنقود الإسلامية في مصر، حتى أصبح الدينار الفاطمي عملة دولية تستحق أن يطلق عليها "دولار العصور الوسطى"، لما تميز به من دقة الوزن وجودة العيار، كُتبت عبارات على العملة "علي ولي الله"، "علي أفضل الوصيين ووزير خير المرسلين".
أول سك نقدي لسيدة
ظهر أول سك نقدي لسيدة حاكمة تولت عرش مصر في العصر الإسلامي وهي "شجرة الدر" باعتبارها أول سلطانة في عهد المماليك، وسك الخلافاء العملة بأسمائهم، حيث سك طومان باي آخر ملوك المماليك العملة باسمه قبل دخول العثمانيين مصر.
غزو عثماني بسبب النقود
بسبب كتابة المماليك آيات قرآنية على النقود، استند العثماني سليم الأول على تلك السبب لدخول مصر، واستطاع إصدار فتوى من مفتي اسطنبول بتكفير المماليك، وجواز غزو ممتلكاتهم، بحجة تدنيس القرآن، لاحتواء النقود على آيات لا يجوز تداولها في أيدي النصارى واليهود.
واستبدل العثمانيون الآيات القرآنية في العملة بالألقاب الفخرية للسلطان العثماني "ضارب النصر صاحب العز في البر والبحر"، وظلت النقود تحمل اسم السلاطين حتى سقوط الدولة العثمانية عام 1914.
تمصير العملة
عندما سقطت الدولة العثمانية، أنشئ الخديوي عباس حلمي الثاني البنك الأهلي، لإصدار الأوراق المالية، وصدر أول صورة شخص"عم دريس" في عهد فؤاد الأول، وأطلق عليها عامة الشعب "جنيه الفلاح"، وكان الملك فاروق أول وآخر حاكم يضع صورته على أوراق البنكنوت المصري.
وعقب ثورة 23 يوليو، استخدم تمثال الملك توت عنخ آمون والتصميمات الإسلامية بدلًا من فاروق، وعلامات مائية لمنع التزوير، وتم إسناد البنك المركزي حق إصدار الأوراق النقدية بدلًا من الأهلي، وإلغاء المليم، وجعل القرش أقل وحدة.
نقود 2020
خلال العام الجاري 2020 تشهد مطبعة البنك المركزي إنتاج بعض فئات النقد المصرية من الفئة البلاستيكية، وتتميز تلك النقود بالمرونة والقوة والسمك الأقل، تتيح عمر افتراضي أطول يصل إلى 5 أضعاف عمر المصنوعة من القطن، كما أنها مقاومة للماء، وأقل في درجة تأثرها بالأتربة، صديقة للبيئة، وصعوبة التزوير.