"ضحية كوباية الشاي".. حمل المسؤولية طفلا ومات في الشارع غدرا.. ووالده: "عاوز حق ابني"
"طيب الأخلاق، هادئ، لا يفتعل المشاكل، قد المسؤولية".. صفات امتلكها الشاب العشريني أحمد ربيع، بائع الفول، الذي كان ضحية غدر قهوجي، في شارع مراد بميدان الجيزة، حيث قُتل أمام أعين والده، الرجل الستيني، الذي حاول إنقاذه، ولكن دون جدوى، ليشاء القدر أن تذهب روحه الطاهرة إلى بارئها.
في البداية انتلقت محررة "الفجر"، إلى منزل الحاج "ربيع" والد الضحية، للوقوف على ملابسات الواقعة.
"أحمد دراعي اليمين"
بعيون تغمرها الدموع وقلب يعتصر من الحزن، قال والد الضحية إلى الفجر: "ابني راح ضحية معدوم الإنسانية، ابني وهو صغير شال المسؤولية، بدأت أخده معايا من وهو في 3 ابتدائي على عربة الفول، ليتعلم مهنتنا، وفي خلال سنوات كان دراعي اليمين في الشغل وأصبح قد المسئولية، أنا مربيه كويس، عمره ما طلعت منه كلمة وحشة أو غلط وأهان حد، لأني كنت عاوز أربي زبون والناس تعرفنا".
"منذ 34 عامًا.. كانت بدايتنا بفرش عربة الفول في شارع مراد بميدان الجيزة".. ليضيف: "كعادة كل صباح منذ 34 عامًا نفترش العربة في حوالي الساعة الـ5 صباحًا، ولكن في هذا اليوم المشؤوم افترشنا الساعة السادسة والنصف من صباح يوم السبت الماضي، وكعادتنا نبدأ نجهز مستلزمات العربة، وعلى بعد 20 مترًا من العربة يوجد كشك لدينا لنجهز المستلزمات الخاصة بالعربة من تحمير الباذنجان والبطاطس وهكذا، وقف أحمد لتحضير تلك الأشياء وأنا أقف بجانبه في انتظاره، لتجهيز العربة بالكامل".
والد المجني عليه: كنا نعطي القاتل "السندوتشات" دون مقابل
صمت بعض الوقت ليزيل الدموع من على خديه حتى يستعيد أنفاسه من جديد، ليستكمل والد "شهيد كوباية الشاي"، قائلًا: "كانت أمامنا قهوة يمتلكها أحد الأشخاص وشهرته بوقلة، ويقف عليها المتهم مروان أحمد صاحب الـ26 عامًا، وكان شغلنا يستوجب أن نخدم على بعض، اللي بياكل بيحتاج يشرب".
وتابع الحاج ربيع: "كنا دايمًا بنديله ساندوتشات من غير مقابل، كان مروان دايمًا بياخد سندوتشات من غير ما ناخد منه فلوس، لأن الفول بيتبقى على آخر اليوم وبيترمي، علشان كدا بنعمل كدا معاه، ولكن هو كان مش بيرضى يقعد زبائن العربة عنده على القهوة إلا لما ياخذ منهم فلوس"، مضيفًا: "كان بياخد فلوس زيادة في أسعار زجاجة البيبسي أو الشاي مع الزبائن العربة، بالرغم من إننا عمرنا ما قصرنا معاه، وكل زبائنه من عندنا، لأننا مشهورين في الميدان بحلاوة أكلنا".
"مش عاوز شاي لسه مفطرتش"
"مش عايز شاي دلوقتي يا مروان لما أفطر هاتلي".. كانت تلك الكلمات الأولى للضحية في ذلك اليوم المشؤوم للقاتل، ليتابع والد الضحية سرد القصة: "أول ما بنفتح متعود دايمًا مروان يجيب لنا شاي الصبح، وفي آخر اليوم بنحاسبه على كل المشروبات، في هذا اليوم فتحنا الساعة 6 ونصف، جاب المتهم الشاي لابني الساعة 7، بعد ما خلص ابني تحمير المستلزمات في الكشك، كنت واقف بحانب ابني، لما جاب المتهم له الشاي ورفضه علشان لسه مفطرش، بدأ يتطاول القاتل عليه ويشتمه، وكان اللفظ الذي صدر من القهوجي أثار غضب ابني لأنه عمره ما شتمه، لكوننا صعايدة، فكان رد ابني مثله، فبدأت تتراشق الألفاظ بينهما، حتى التفت إليهما وتركت الزبائن".
والد أحمد: ضربته بالقلم عشان ننهي المشكلة
"ضربته بالقلم".. واستكمل الحاج "ربيع": "عملت كدا علشان أنهي المشكلة وزعقتله عشان يشوف شغله، عندنا أكل العيش أهم، ومايتخانقش مع حد، لأن المتهم معروف بالمشاكل والألفاظ السيئة، أنهيت المشكلة وقولتله روح شوف شغلك، وكان رد مروان صادم قائلًا (خلصانة)، ومكناش عارفين يقصد إيه في الوقت ده من الكلمة دي".
المتهم جيه ومعاه صاحبه
"كان شايل ومستنيله على أي غلطة".. وأضاف والد "شهيد كوباية الشاي": "كل واحد شاف شغله، واختفى وقتها مروان من أمامنا، وبعد ساعة ونصف كانت اللحظات الفارقة في حياة ابني، جيه القاتل من ناحية شارع الجامعة هو وصديق له معروف في المنطقة ويدعى إسلام والشهير بـ (ولاعة) يعمل سايس في المنطقة، وحسب شهود العيان، لأننا كنا مشغولين في الزبائن بدأت خطة القاتل للقضاء على ابني".
"استخبى ورا العربيات حتى يكون أحمد لوحده"، وأضاف الوالد في حديثه إلى "الفجر": "حسب شهود العيان بعد ما فوقت وسألنا الناس كان القاتل مستخبي ورا العربيات ومعاه صديقه اللي راح جابه، وكان هناك موتوسكيل يقوده آخر ينتظرهما على أول الشارع بعد انتهاء خطتهم البشعة".
المتهم: طعن ابني من ضهره
وأضاف والد الضحية: "كان ابني مدى ظهره لهم بيغسل الجرجير، وأنا كنت مشغول مع الزبائن، ولا أحد يقف بجانب أحمد، انتهز المتهم الفرصة بعدم وجود أحد، وجاء من خلفه ومعه سكين وينتظره على بعد أمتار قليلة صديقه إسلام ومعه سنجة حتى ينتهي صديقه من جريمته ولا يقترب أحد إليهما في حال انشغالنا، جاء المتهم من ظهره وطعنه من الظهر، فنظر المجني عليه سريعًا للمتهم، ليسدد القاتل طعنة أخرى له من الأمام ناحية القلب.
وأكد، أنه في تلك اللحظة كان ابنه يجري في الشارع وأنه لحق به لنجدته ولكنه كان قد سقط أرضًا، مضيفًا: "أول ما وقع جيت بمسكه لقيت دم كثير زي حنفية اتفتحت، وهو بيقولي امسك مروان"، مشيرًا إلى أنه انشغل مع ابنه وذهب به للمستشفى ولكن طعنة القلب كتبت النهاية لحياته.
والد أحمد: المتهم عليه 20 سابقة
"عليه 20 سابقة".. وأضاف الحاج "ربيع" إلى "الفجر": "ذهبنا بعد موت ابني لتقديم بلاغ، حتى آخذ حقه بالعدل ويبرد قلبي، ويقبضوا على المتهم وصديقه لأننا لا نعلم اسمه بالكامل، وفوجئنا عند ذكرنا لاسمه واتهامه في المحضر أن المتهم عليه 20 سابقة قبل ذلك ومن بينهم 4 سلاح أبيض و1 شروع في قتل و1 تعد على ضابط و1 سرقة بالإكراه و4 مشاجرة وكان آخرها واقعة منذ أسبوع وخرج بعد قضاء 5 أيام داخل الحبس".
الحاج ربيع: أطالب بالقصاص لابني
وطالب والد الضحية، في نهاية حديثه بالقصاص لابنه قائلا: "القاتل منعدم الإنسانية، وقتل نجلي غدرًا".