جولة في شارع باب الوزير.. الحي الأرستقراطي للقاهرة المملوكية
يعد شارع باب الوزير أحد أهم الشوارع الأثرية في القاهرة التاريخية بشكل عام، وهو الذي وصفه العديد من الخبراء والمهتمين بالشأن التراثي والأثري بأنه الحي الأرستقراطي للقاهرة التاريخية، وعبر التقرير التالي تصحبنا الدكتورة مروة عبد الحليم مفتشو وباحثة علم الآثار في جولة بين نوادر هذا الشارع العتيق.
وتقول الدكتورة مروة عبد الحليم: يرجع تاريخ تلك المنطقة الفريدة إلى العام 969 م، وهو العام الذي دخل فيه القائد الفاطمي جوهر الصقلي إلى مصر، وبنى حولها سورًا ممتدًا لتطويقها وحمايتها من المعتدين، يضم ثمانية أبواب ضخمة.
وأشارت إلى أن باب الوزير يعد أحد أهم أبواب القاهرة الخارجية في السور الشرقي، وبناه الناصر صلاح الدين الأيوبي، في المسافة الواقعة بين الباب المحروق وبين قلعة الجبل، حيث ألحقه الوزير نجم الدين الأيوبي بالسور للمرور إلى "الجبانة" التي عرفت فيما بعد باسم "جبانة باب الوزير"، حيث انتسب المكان لاسم الوزير الذي شيده.
وأضافت عبد الحليم، أن شارع باب الوزير يعتبر أحد أهم شوارع منطقة الدرب الأحمر الأثرية حيث يضم مجموعة نادرة من الآثار المملوكية؛ وهو بحق يعد الحي الأرستقراطي للقاهرة المملوكية، وفي بداية الشارع وبعد مسجد أبو حريبة نجد مسجد الطنبغا المارداني والذي يعد تحفة وآية في المعمار الإسلامي ويضم عدد كبير من الأعمدة ذات التنوع الفني النادر.
وتابعت: ثم نجد سبيل الأمير محمد كتخدا، وقبة أبو اليوسفين، ثم منزل قايتباي المعروف بمنزل الرزاز، والذي يحتوي على باب السلطان بداخله، وبجواره نرى مدرسة أم السلطان شعبان، وفيها قبر السلطان الملك الأشرف شعبان بن حسين، صاحب أول مركز علمي، فمدرسته كانت مقصدًا للعديد من الدارسين والباحثين من شتى أنحاء العالم يوم أن كانت أوروبا تعيش فى ظلام الجهل فى العصور الوسطى، والتي يقابلها منارة زاوية الهنود، وبجوارها سبيل ومدفن عمر أغا.
وأشارت إلى أن أجمل التحف المعمارية في الشارع مسجد إبراهيم أغا مستحفظان أو الجامع الأزرق، نظرًا لاحتوائه على مجموعة كبيرة من القاشاني الأزرق، تغطي جدرانه خلف المنبر والمحراب، ويضم رفات سلطان وأمير، ووزير، وضريح الأمير إبراهيم أغا مستحفظان من أروع المقابر العثمانية، وهو بحالة جيدة نظرًا لعدم تأثره بزلزال 1884م.
وقبل نهاية الشارع، نجد بوابة وسبيل وقبة الأمير طراباى الشريفي وهى تجاور المقابر وليست تطل على الشارع مباشرة، كما أن بالشارع عددًا كبيرًا من رفاة الملوك والسلاطين والأمراء والوزراء، أصحاب الأثر الكبير في التاريخ المصري مثل قبر خاير بك بن ملباي والذي تسبب في إنهاء الحقبة المملوكية، بسبب خيانته للسلطان قنصوه الغوري ومساعدته للعثماني سليم الأول مقابل أن يجعله واليًا.
وختمت مروة عبد الحليم كلماتها قائلة إن الدولة المصرية حاليًا في إطار اهتمامها المتزايد بقطاع السياحة والآثار، بدأت في إلقاء الضوء على المنطقة بكاملها حيث تمثل منطقة باب الوزير إلى محور من أهم المحاور السياحية المصرية، والتي توليها الدولة عناية فائقة.