ليلة لا تنام فيها مصر.. تعرف على مظاهر الاحتفالات بعيد الغطاس قديماً
يحتفل الأقباط، مساء اليوم الأحد، بعيد الغُطاس المَجيد، حيث بدأت الكنائس المصرية برفع صلاوات القداسات، من الساعة الخامسة مساءً وتستمر حتي الساعة الثانية عشر بعد منتصف الليل.
وترأس قداسة البابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية، بطريرك الكرازة المرقسية، مساء اليوم، قداس لقان عيد الغُطاس، من الكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية.
يأتي ذلك في إطار تقليد بطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، حيث اعتاد بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية صلاة عيد الغطاس المجيد، بالكاتدرائية المرقسية بالإسكندرية.
ويصوم المسيحيون الأرثوذكس عن كل اللحوم، بما فيها الأسماك خلال برامون الغطاس، والذي يأتي قبل عيد الغطاس مباشرة، ومدته من يوم إلى ثلاثة أيام، ويمتنع فيه الأقباط عن تناول اللحوم، ويكتفون بالبقوليات وما شابه.
وعيد الغطاس، يسمى عيد الظهور الإلهي، ويأكل الأقباط القصب كنبات ينمو في الأماكن الحارة، ربما يذكرنا ذلك بأن حرارة الروح تجعل الإنسان ينمو في القامة الروحية، ويرتفع باستقامة كاستقامة هذا النبات ونبات القصب ينقسم إلى عقلات وكل عقلة هي فضيلة اكتسبها في كل مرحلة عمرية حتى نصل إلى العلو، وعندما نداخل القصب نجد القلب الأبيض والقلب الأبيض مملوء حلاوة، أما القلقاس فيرمز للمعمودية فيجب، وضعه في الماء أولا وتنقيته ليخرج بمادة فائدة للطعام، وبداخله اللون الأبيض رمزًا للنقاء.
ويشار إلي أن كان بطريرك الأقباط في القرن السادس عشر الميلادي، يتحرك فى موكب من مصر عتيقة، حيث مقره بعد صلاة الغطاس، ثم يتحرك فى موكب من أكابر القبط إلى نهر النيل وهناك يصلى ويقدس ويبارك ماء النيل الذي يستقبل الآلاف من المصريين " أقباط ومسلمين".
وتشعل المراكب الأنوار، وتحمل الأطنان من القصب والبورى والزلابية، وكان "الخليفة" الحاكم الفاطمي في ذلك الوقت يجلس فى منظرة كبيرة يتفرج على الخلق.
ويقول المؤرخ إبن اياس، أن في عام " 1448ش -1523م"، إن نهر النيل كان يمتلئ بالمراكب والزوارق، ويجتمع فيها السواد الأقباط والمسلمين، فإذا دخل الليل تُزين المراكب بالقناديل، وتُشعل فيها الشموع، وكذلك على جانب الشواطئ يُشعل أكثر من ألفي مشعل وألف فانوس، وينزل رؤساء القبط في المراكب، ولا يغلق في تلك الليلة دكان ولا درب ولا سوق، ويغطسون بعد العشاء في بحر النيل، الأقباط مع المسلمين سويًّا، ويزعمون أن من يغطس في تلك الليلة يأمن من الضعف في تلك السنة.