عيد الغطاس في الكنيسة المرقسية بالإسكندرية.. يترأسه البابا كل عام و القلقاس والقصب أهم الرموز
تحتفل كنائس الإسكندرية بعيد الغطاس أو عيد الأنور هذا العام وسط درجات حرارة منخفضة وتساقط أمطار خفيفة، وهو العيد الثاني عقب عيد الميلاد مباشرة، ويوافق يوم ٢٠ يناير من كل عام، وقد أعتادت الكنيسة المرقسية التي تعد المقر الباباوي، ترأس البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية قداس ليلة عيد الغطاس من كل عام.
والغطاس هو عيد تعميد السيد المسيح على يد يوحنا المعمدان في نهر الأردن، ويعد “القصب”، “القلقاس”، أهم رموز المعمودية التي تدخل ضمن الطقوس الدينية لعيد الغطاس، حيث ينتشر القصب والقلقاس داخل الأسواق الشعبية بكثرة خلال فترة العيد، كما كان ينتشر بائعو القصب بالقرب من الكنائس، إلا أن الدواعي الأمنية، تسببت في قلة تواجدهم كما قبل.
وتشهد الكنيسة المرقسية في ليلة قداس عيد الغطاس توافد المئات من الشعب القبطي، الذين استقبلوا البابا تواضروس الثانى بالزغاريد والزهور.
سر القلقاس والقصب
ويتم تشبه حياة المعمودية ب"القصب"فهو نبات مستقيم وهذا يشير إلى حياة الاستقامة الروحية التي يجب التحلي بها، ويمتاز بغزارة السوائل الموجودة بداخله وهذا السائل رمزا لماء المعمودية، حلاوة المذاق رمزًا لفرحة المعمودية ونوال الخلاص ومغفرة الخطايا، كما أنه ينقسم إلى عقلات وكل عقلة تشبه الفضيلة التي بها الوصول إلى العلوية، القصب ينمو في الأماكن الحارة، وله دلالة بحرارة الروح أي أن الإنسان المسيحي المعمد يكون حار روحيا، كما أنه قلبه الداخلي لونه أبيض وهذا يشير إلى نقاء قلب الإنسان المعمد والإنسان الروحي.
قديمًا كان يتم وضع شمع فوق القصب وهذا يرمز لنور الروح القدس ثم يتذوقوا حلاوة القصب زي الإنسان بالمعمودية يأخد بركة المعمودية، كما أنه يتكاثر نبات القصب عن طريق العقل الساقية، حيث يتم غرسها تماما في التربة ثم يخرج بعد ذلك نباتا كاملًا حيًا وهذا رمزا للمعمودية فالمعمودية موت وحياة مع المسيح، وذلك وفق كتاب “طقوس الأعياد السيدية الكبرى” للأنبا بنيامين – أسقف المنوفية.
أما نبات القلقاس يزرع عن طريق دفنه كاملًا في الأرض ثم يصير نباتًا صالحًا للطعام، والمعمودية دفن أو موت وقيامة مع المسيح، في القلقاس مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهي المادة الهلامية، إلا ان هذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلى مادة نافعة مغذية، ومن خلال الماء يتم التطهر من سموم الخطية، كما يتطهر القلقاس من مادته السامة بواسطة الماء.
كما أن القلقاس لا يؤكل إلا بعد خلع القشرة الخارجية فبدون تعريته يصير عديم الفائدة فلابد من خلع القشرة الصلبة قبل أكله، وفى المعمودية تُخلع ثياب الخطية أو الإنسان العتيق لكي نلبس ثياب الطهارة والقداسة عن طريق المعمودية.
أقباط الإسكندرية
وتحكي صفاء ماهر لـ "الفجر" أنها تعتاد كل عام القدوم لحضور قداس الغطاس خلف البابا تواضروس الثاني، كأحد أهم مظاهر احتفالها بالعيد، ثم تقوم ثاني يوم بالإجتماع مع أسرتها بتناول القصب والقلقاس.
"مريم رسمي" حضرت إلى الكنيسة المرقسية بصحبة طفليها وزوجها لأداء الصلوات كأهم الطقوس الدينية، كما أنها تستعد غدا لتناول القلقاس بالطريقة المعتاد لاعداده ثم القصب، كما أنها تحرص على أخد مياه اللقان من الكنيسة، لمباركة منزلها، ثم تجمع العائلة.
مياه اللقان
ويشار إلى أن اللقان عبارة عن إناء من الحجر أو الرخام، وقد وجد فى بعض الكنائس القديمة مثبتًا فى أرضية الكنيسة ويغطى أو يكشف عند اللزوم، وتوضع المياه فى اللقان ويصلى عليها القداس الخاص بها ثلاث مرات فى العام "عيد الغطاس (الظهور الإلهي)، يوم خميس العهد، عيد الرسل الأطهار".
ويتميز الاحتفال بعيد الغطاس، بتقديس ومباركة المياة خلال قداسات العيد والتي يتم الاحتفاظ بها طوال العام، وذلك خلال صلوات ما يسمي بـ"اللقان"، فيما يصوم الأقباط لمدة يومين قبل العيد صيام "برامون الغطاس"، ويمتنعون فيه عن أكل اللحوم، بينما تستمر احتفالاتهم بالعيد لمدة ثلاثة ايام، ويحرص الأقباط على أداء طقس المعمودية لأطفالهم وهو أحد أسرار الكنيسة السبع، خلال صلوات قداس العيد بالكنائس.